الأخبار

تطوير الرعاية الصحية الاولية الملف الاهم امام وزير الصحة الجديد

تم النشر في الأربعاء 2015-05-06

يعد ملف تطوير الرعاية الصحية في السعودية الملف الاهم من وجهة نظر الكثير من المهنمين بالقطاع الصحي حيث يساهم تطويره في تحفيف الضغط على المستشفيات العامة ويساعد المرضى في الحصول على الرعاية المتكاملة خاصة ان الكثير من الحالات لاتستدعي الذهاب الى المستشفيات

ويقول الدكتور نبيل القرشي رئيس المنظمة الدولية لطب الأسرة في منطقة الشرق الاوسط ان لدينا جوانب الخلل في مفهوم الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة، والتجارب الدولية في تقديم هذا النوع من الخدمة الطبية، ومدى مساهمتها في تقديم رعاية طبية للمرضى، وتخفيف معاناتهم دون عناء الذهاب المستشفيات الرئيسية المزدحمة
وقال تعرف منظمة الصحة العالمية، مفهوم الرعاية الصحية الأولية، على أنها الرعاية الصحية الأساسية، القائمة على وسائل علمية وعملية ومقبولة اجتماعيا، والتي يقدمها الجهاز الصحي لكافة أفراد المجتمع وعائلاته وبمشاركتهم الكاملة، على أن تناسب المجتمعات والحكومات التي تطبقها، من حيث التكلفة بحيث تحافظ على تطورها في كل مرحلة من مراحلها، مع مراعاة الاعتماد على الذات، وتحديد المشاكل الصحية الخاصة.
وتمثل الرعاية الصحية الأولية المستوى الأول، لاتصال الأفراد والأسرة والمجتمع، وهي المدخل الأساسي للنظام الصحي العلاجي، والذي يجعل من الرعاية الصحية أقرب ما يمكن لأماكن معيشة وعمل الأفراد، وهي تمثل أول عنصر أساسي، لعملية الرعاية الصحية المستمرة، وتشمل مجموعة من الخدمات الأساسية المقدمة، التي توفر علاجا ذا تكلفة مردودة الأثر، للمشاكل الصحية الهامة لأفراد المجتمع، إلى جانب الوقاية من الأمراض، وتحسين السلوك الصحي بطريقة متكاملة ومقبولة اجتماعيا، مع التركيز على مشاركات الأفراد والمجتمعات المحلية.

وترتكز خدمات قطاع الرعاية الصحية والأولية، على مفهوم طب الأسرة، والذي هو اختصاص منفرد بما تفرضه سعة وعمق وتنوع مسؤوليات طبيب الأسرة، فهو يبنى على أساس متخذ من اختصاصات الطب المختلفة، ولكنه يكون وحدة واحدة متناسقة ملتحمة، تجمع بين العلوم الإنسانية والسلوكية من ناحية، ومن ناحية أخرى بين العلوم البيولوجية السريرية المعروفة.

وتشتمل خدمات الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة علاج الأمراض، والمشاكل الشائعة بين كل أفراد العائلة رجالا ونساء وأطفالا. والاكتشاف المبكر للكثير من الأمراض، وذلك عن طريق الكشف العام والكشف الدوري، لبعض الفئات وبرامج المسح الطبي الميداني، حسب أهمية المشكلة الصحية الموجودة أو المتوقعة. ومتابعة وعلاج الأمراض المكتشفة بعد تشخيصها، ومنها الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم، والأمراض المعدية، مثل النزلات المعوية والتهابات الرئة، والأمراض النفسية، وبخاصة الأمراض العصبية، مثل القلق والمخاوف، العناية بالأم، قبل وأثناء الحمل، وأثناء وبعد الولادة، لتحقيق المعادلة الصحية المرجوة، العناية بالطفل، متابعة نموه وتطوره من خلال الزيارات المنتظمة، وتسجيل الملاحظات في بطاقة متابعة الطفل السليم، مع تقديم التطعيمات الأساسية للطفل، إحالة الحالات التي تحتاج إلى عناية خاصة، إلى تخصصها المناسب، التوعية والتثقيف الصحي وهذه من أهم واجبات طبيب الأسرة، خاصة في مجال التعريف بأسلوب الغذاء الصحي المتوازن.

واضاف ان الحديث عن طب الأسرة وطبيب الأسرة له أهمية خاصة، لأن وزارات الصحة في منطقتنا ما زالت متأخرة كثيرا في تنفيذه، ولكن للأهمية الكبيرة لطبيب الأسرة، ليس في السعودية فحسب، بل على نطاق العالم، وخصوصا في زمننا الحاضر، وانتشار أمراض ومشاكل صحية لم تكن على هذا المستوى، من ارتفاع معدلات الإصابة والخطورة، كما كان عليه الحال سابقا، كما يتطلب سرعة تقديم الرعاية الصحية وشموليتها، ومتابعتها ليس على مستوى المريض أو المصاب فحسب، بل على مستوى الأسرة، حتى يمكن معرفة وتحديد أبعادها، ومن ثم معالجتها بصورة صحيحة، وهذا هو الدور الذي يقوم به طبيب الأسرة، وقد انتبه مسؤولو الخدمات الصحية في الكثير من بلدان العالم، إلى أهمية هذا الموضوع في البلدان المتقدمة والنامية على السواء؛ لأن ذلك ينعكس على صحة المجتمع بأسره، علما بأن تحقيق هذا النظام أو المشروع، لا يحتاج إلى إمكانيات مادية ضخمة كما هو الحال بالنسبة لخدمات الرعاية الصحية بالمستشفيات، بل يحتاج إلى إمكانيات مادية تتماشى مع إمكانيات وموارد كل دولة، وهذه من المميزات الفريدة لهذا النظام، وقبل كل شيء فإن ذلك يحتاج في مبدئه إلى القناعة الأكيدة، والرغبة الصادقة والجدية في التطبيق، من أجل صحة ومصلحة الفرد والمجتمع. وقد ثبت للعالم، أن الدول التي طبقت الرعاية الصحية، من خلال الطبيب العام أو طبيب الأسرة نجحت وتطورت بسرعة، والدول التي لم تطبق نظام طب الأسرة، ما زالت في المؤخرة في خدماتها الصحية والطبي

وبين ان طبيب الأسرة يمكن تعريفه، بأنه هو ذلك المتخصص الذي لديه المقدرة والكفاءة العالية لرعاية جميع أفراد الأسرة، برعاية شمولية شخصية ومستمرة، وتنسيق مع الآخرين لرعاية مريضه، ولجميع أفراد الأسرة بغض النظر عن الجنس أو العمر أو العضو المصاب، وسواء كانت المشكلة اجتماعية أو عضوية أو نفسيه أو روحية، فهو يسعى لاستقرار وصيانة صحة من يرعاهم من أسرة. إنه الطبيب المعالج، الذي يتولى مسؤولية معالجة جميع المرضى، أطفالا ومراهقين وبالغين وكبار السن رجالا ونساء، ويشمل ذلك النواحي الاجتماعية والجسدية والنفسية، وهو الطبيب القادر على استخدام أعضاء فريق الرعاية الصحية الآخرين، مثل الممرضات والاختصاصي النفسي واختصاصي التغذية واختصاصي العلاج الطبيعي والاختصاصي الاجتماعي وفني المختبر وجميع الأعضاء الآخرين. كما أنه هو القادر أيضا على تنشيط وتفعيل عملية تأسيس الرعاية الصحية المنزلية، من أجل تقليل الضغط على المستشفى والمبادرة بتقديم الرعاية الصحية بالمنزل. إن طبيب الأسرة يمكنه القيام وبسهولة بتقديم التثقيف الصحي، وتقديم الكثير الذي يؤدي إلى تعزيز الصحة. وباختصار، يمكن القول إن طبيب الأسرة هو ذلك الطبيب الذي يقوم بتقديم الرعاية الصحية في مفهومها العام، الذي يرتكز على الصحة بدلا من المرض والخدمات الشاملة (وقائية، علاجية، تأهيلية، وتطويرية) بصورة مباشرة ومستمرة لجميع أفراد الأسرة، أي أن طبيب الأسرة هو من يقوم بتقديم الرعاية الصحية لكل فرد من أفراد الأسرة وبصورة مستمرة من ميلاده إلى وفاته

وبين ان المراكز تلعب دورا أساسيا في توفير الرعاية الصحية للمواطنين، ولكنها للأسف تفتقر في معظمها إلى الإمكانيات البشرية والمادية والأجهزة والمعدات، التي تمكنها من تقديم الخدمة المطلوبة لأن معظم الميزانية تنفق على المستشفيات. كما يجب أن يكون العمل في هذه المراكز معتمدا على نظام الفريق الصحي المتكامل، وليس على الطبيب بمفرده، ولا بد من البدء فورا في تطبيق نظام طبيب لكل أسرة. وفي اعتقادي أننا لا يجب أن نقيد أنفسنا بنمط مراكز الرعاية الصحية السائد حاليا، بل يمكن أن نوفر الرعاية الصحية الأولية، والطبيب المسؤول عن الأسرة من خلال بناء عيادات، توفر جميع المطلوب، ولو حتى في شقة في بناء متعدد الأدوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock