تضاعف استثمارات الشركات العائلية إلى 700 مليار ريـال خلال 5 سنوات
تم النشر في الخميس 2017-05-04
أكد المشاركون في منتدى الشركات العائلية 2017 برعاية معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي على أهمية التزام الشركات العائلية بتطبيق معايير ونظم الحوكمة الرشيدة، من أجل تعظيم عوائد الإستثمار وحقوق المساهمين والقيمة الإستثمارية والحدّ من حالات تضارب المصالح.
جاء ذلك خلال جلسة أوراق العمل الرئيسية بالمنتدى والتي حظيت بمشاركة الأستاذ أنيس أحمد مؤمنة الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة والدكتور صالح جميل ملائكة رئيس مجلس إدارة مجموعة رصد العالمية القابضة، وأدرها الدكتور عبدالعزيز بن الماس تركستاني سفير خادم الحرمين الشريفين السابق لدى امبراطورية اليابان سابقاً.
حيث كشف الأستاذ أنيس أحمد مؤمنة الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة خلال ورقة عمل بعنوان “أهمية حوكمة الشركات العائلية وتأثيرها على تطوير الأعمال” بأن رؤية المملكة 2030 تهدف إلى تنويع الموارد والمداخيل الاقتصادية وعدم الاعتماد على الاقتصاد الريعي كمورد أساسي؛ متوقعاً تتضاعف استثمارات الشركات العائلية إلى 700 مليار ريال حال التزامها تطبيق معايير الحوكمة وإعتماد آليات لتنظيم انتقال إدارتها بين الأجيال منعاً لاختفائها من السوق. سيما وأن هذه الشركات ما زالت تساهم بنحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي للسعودية و40% من الناتج المحلي غير النفطي.
وأوضح مؤمنة بأن هناك فرصاً كبيرة تنتظر هذه الشركات خلال الأعوام الخمسة القادمة قد ترفع من قيمتها لتصل الى 700 مليار ريال، مضيفاً بأنه في المقابل هناك تحديات كبيرة قد تعوق تحقيق هذا الهدف، وأن أهم هذه التحديات، الحوكمة وتخطيط الأعمال واستخدام النظم والعمليات المناسبة والقدرة على تحليل البيانات والتخطيط، في ظل التحول الإقتصادي الجديد. كما اشار إلى أن هذه التحديات تتسع دائرتها مع تسارع ايقاع السوق الذي بات يتطلب زبادة الانتاجية الأمر الذ يعوق عملية التطوير والابتكار، والتي تعد اهم ركائز النهوض بنظم الحوكمة الرشيدة.
وكان مؤمنة قد استعرض أبرز قواعد الحوكمة والجوانب الادارية والتحديات والفرص التي تواجه الشركات العائلية في المملكة العربية السعودية وأهمية إعتماد الاستثمارات الأكثر وضوحاً، وإختيار القيادات ذات الكفاءة العالية، فضلاً عن السياسات والإجراءات المتطابقة مع نظم الحوكمة الرشيدة التي يمكن أن تسهم في تطوير عملية الإستثمار في هذه الشركات.
وعلل مؤمنة تطبيق الحوكمة الرشيدة لتعزيز مستوى ثقة جميع المتعاملين؛ للإسهام في رفع مستوى أداء الشركة وتحقيق أهدافها الاستراتيجية. وقال: “لقد أصبحت الحوكمة مطلباً ضروريّاً لإيجاد مؤسسات تتصف بالاستقلالية والتركيز على الرسالة التي أنشئت من أجلها، حتى تتمكن من القيام بمسؤولياتها. وتصبح الحوكمة فعّالة عندما توفّر الادارة، التوجيه والارشاد الملائمين لإدارة المؤسسة والتفاعل ما بين مجلس الادارة وإدارة المؤسسة، فكلاهما أساسي لتحقيق النجاح المنشود”.
وشدد مؤمنة على أهمية تكامل الأدوار بين لجنة الاستثمار وفريق تطوير الأعمال مقابل دور مجلس الإدارة وقال:”للجان أهمية كبيرة ضمن هيكلية المجلس، إذ تعتمد العديد من الشركات نموذج اللجان، وإن لم تكن بالمعنى الكامل لجاناً لمجلس الإدارة. ويمكن للجان التنفيذية في كثير من الأحيان أن تلعب دوراً فاعلاً في إدارة الأعمال وهي تجتمع بصورة دورية ومحددة. وكثيراً ما نجد لجاناً رقابية ولجان تعويضات وتنمية بشرية في الشركات التي تحاول بناء هوية مميزة وقوية للحوكمة المؤسسية”.
فيما قدم الدكتور صالح جميل ملائكة رئيس مجلس إدارة مجموعة رصد العالمية القابضة ورقة عمل بعنوان “إدارة الثروات في الشركات العائلية وضمان استمراريتها” أكد فيها بأن المسؤولية تقع على الفرد الأول بتنظيم العمل وزرع القيم المؤسسية للحفاظ على الثروات واستمرارية الأعمال.
وأبان د. ملائكة على أهمية الحفاظ على الثروات العائلية وتنميتها من خلال تكوين مجلس إدارة أو أمناء أو نظارة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالاستراتيجية أو السياسة والقرارات الاستثمارية من مشاركة أو تخارج أو تسييل، فضلاً تحديد الاحتياجات المالية للعائلة على المدى القصير والبعيد ووضع استراتيجية استثمارية محلية وعالمية ورسم سياسة استثمارية لاتخاذ القرارات الاستثمارية من خلالها وتحدثيها دورياً واختيار المدراء سواء كأفراد مهنيين أو شركات مالية متخصصة فضلاً عن مراقبة ومتابعة الأداء وتحقيق الأهداف.
ودعا منتدى الشركات العائلية 2017 لأهمية تفعيل دور الغرف التجارية تجاه الشركات العائلية، لاسيما أن 90% من الشركات السعودية هي شركات عائلية.
جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة عنوان “الدور المأمول من مراكز الشركات العائلية بالغرف التجارية” أداره الأستاذ وليد أحمد باحمدان مستشار معالي وزير التجارة والاستثمار، وتحدث فيها المهندس أسامة عبدالعزيز الزامل نائب رئيس مجموعة الزامل القابضة، والدكتوره لما عبدالعزيز السليمان عضو مجلس إدارة رولاكو القابضة، والأستاذ زياد محمد فارسي شيخ جواهرجية مكة المكرمة ومدير عام مجوهرات الفارسي.
وتناولت الجلسة المفهوم الخاطئ عن الشركات العائلية وحصرها في الشركات الكبرى والتي تجاوز عمرها 50 عاماً أو الشركات التابعة للعوائل الكبيرة، حيث أن عدم وجود تعريف للشركات العائلية تسبب في صعوبة تعامل الوزارات والجهات الرسمية مع تحدياتها.
استعرض المتحدثون أهمية تفعيل مراكز الشركات العائلية في الغرف التجارية، لاسيما أن 90% من الشركات السعودية هي شركات عائلية.
وناقشت الجلسة عزوف الشركات العائلية عن الغرف التجارية، معددين بعض المسببات من بينها ضعف بعض مجالس الإدارات وعدم وجود قنوات تواصل، لاسيما أن من أنشأ أوائل الغرف السعودية هم كيانات تجارية عائلية معروفة بهدف نقل خبراتهم والتركيز على القيم التجارية أكثر من المال، حيث طالب المشاركون بأهمية رفع معايير الترشح للمجالس واللجان، وأن تعمل الغرف التجارية على تطبيق قيم الأجيال السابقة.
وطالب المشاركون الغرف التجارية بتعزيز ثقافة إنشاء جيل واعي بمسؤولياته ومهماته وأن تكون ضمن الثقافة المجتمعية.
يذكر بأن منتدى الشركات العائلية 2017م يحظى بمشاركة صانعي القرار في وزارة التجارة والاستثمار والجهات الحكومية ذات العلاقة وأصحاب الشركات العائلية والمالية والمدراء التنفيذيين والمستشارين والمختصين لمناقشة وتبادل أفضل الممارسات المحلية والإقليمية والدولية الخاصة بتطوير واستدامة الشركات العائلية، ويحظى بدعم ومساندة كلٌ من الطازج الراعي الرئيسي، ومجموعة سدكو القابضة الراعي الاستراتيجي، وإسماعيل أبوداود التجارية المحدودة الراعي الماسي، والنهضة الطبية ومجموعة السليمان ومكتب الكمال الرعاة الذهبيين ويهدف لمناقشة دور الشركات العائلية ومسؤوليتها في تحقيق رؤية المملكة 2030، إلى جانب الإطلاع على أفضل الممارسات الإدارية والقانونية في الشركات العائلية المحلية والدولية واستعراض أفضل التطبيقات لبناء الطاقات في الأجيال القادمة لقيادة الشركات العائلية، وأفضل الوسائل في التوسع في أعمال الشركات العائلية محلياً ودولياً، فضلاً عن مناقشة التشريعات والتحديات التي تؤثر على أعمال الشركات العائلية وأفضل الحلول والخروج بمجموعة من المبادرات التي تساهم في استدامة الشركات العائلية.