تم النشر في الأربعاء 2015-02-11
رغم اننا نمتلك عدة مطارات دولية في المملكة، تقع ضمن مساحات شاسعة داخل المدن الرئيسية أو على أطرافها إلا أن أياً من تلك المطارات لم يتم العمل على الاستفادة منه وتحويله إلى منطقة اقتصادية لدعم قطاع الأعمال، والتجارة، والصناعة الانتاجية ليساعد بذلك في بناء اقتصاد قوي ومتنوع يعزز من مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
الاتجاهات الاقتصادية الحديثة حالياً تركز على تحقيق تكامل الخدمات الاقتصادية والصناعية والتقنية واللوجستية مع خدمات النقل والشحن الجوي، لذلك اتجهت العديد من الدول إلى البحث عن استراتيجيات وأساليب مناسبة تمكنها من تحقيق النمو الاقتصادي والمنافسة العالمية، من خلال إنشاء مناطق اقتصادية ومراكز تجارية بالقرب من مواقع المطارات لتعمل على جذب الاستثمارات والشركات، تضم معارض وبعض المصانع ومستودعات، بالإضافة إلى مكونات عمرانية أخرى تتكامل مع حاجات قطاعات الأعمال كالمراكز التجارية والمباني السكنية والمرافق العامة، وتحظى تلك المناطق أيضاً بمعاملة استثنائية من حيث توفير التسهيلات والمرافق والبنية التحتية، وكذلك خفض الجمارك وأحياناً الإعفاء الكامل للبضائع أو الخدمات التى تحتاجها هذه المناطق، بهدف تنشيط الصادرات وجذب المستثمرين، ولعل من التجارب الناجحة في هذا الجانب مطار هيثرو ومطار ملبورن وكذلك المنطقة الاقتصادية دايجو جيو نجبك في كوريا الجنوبية وغيرها الكثير.
وهنا أتطلع أن تقوم الهيئة العامة للطيران المدني بالعمل على تحويل مطارات المملكة الدولية إلى مناطق اقتصادية وإن كنت اعتقد أن الهيئة لديها من الخبرة والخطط في هذا الجانب الكثير لكنني أتمنى أن نرى على أرض الواقع مطاراتنا الدولية مناطق اقتصادية جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية.
* متخصص في التخطيط العمراني
نقلاً عن الرياض