برج جدة وجسر أبحر
فهد البقمي
تم النشر في السبت 2024-10-05استبشر سكان جدة بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، عن استئناف أعمال البناء في برج جدة، أحد أهم المشاريع التنموية والاقتصادية في المدينة. بعد توقف دام لعدة سنوات، يُعَد هذا الإعلان بمثابة نقطة انطلاق جديدة للنشاط العقاري والاستثماري في المنطقة، حيث يُتوقع أن تشهد أسعار العقارات في جدة، وخصوصًا في منطقة أبحر، تحركات ملحوظة في المستقبل القريب.
يُعتبر برج جدة، الذي يُصنف من بين أطول الأبراج في العالم، أحد أبرز المعالم السياحية ليس فقط في جدة، ولكن على مستوى العالم. يبلغ ارتفاع البرج 1,000 متر، ويتكون من 167 طابقًا، وسيضم مجموعة متنوعة من المرافق بما في ذلك فنادق، شقق سكنية، ومراكز تجارية. يشكل استئناف البناء في البرج نقلة نوعية في مستوى الخدمات والاستثمارات بالمدينة، مما يعزز مكانتها كمركز حضاري عالمي. إذ يُتوقع أن يجذب البرج السياح والمستثمرين على حد سواء، مما سيسهم في دعم الاقتصاد المحلي.
على الجانب الآخر، يُعاني سكان أبحر الشمالية من نقص في الطرق الرئيسية السريعة للوصول إلى مدينة جدة، حيث تزدحم حركة المرور يوميًا، خاصة في أوقات الذروة. لذلك، يُعتبر بناء جسر أبحر البحري خطوة ضرورية لربط أبحر الشمالية بالمدينة بشكل مباشر، مما يتيح لسكان المنطقة الدخول والخروج بسهولة.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن دراسة المشروع قد قطعت شوطاً كبيراً، مما يُعطي الأمل في أن تُعيد أمانة جدة والجهات المسؤولة التفكير في بناء الجسر، ليكتمل مع برج جدة في وقت قريب. سيكون لذلك تأثير كبير على الحركة المرورية في المنطقة، ويعزز من فرص الاستثمار والسياحة.
وفي اعتقادي أن الحل الأسرع هو طرح مشروع جسر أبحر أمام القطاع الخاص للمساهمة في تنفيذ المشروع، بالتزامن مع الموعد المتوقع لانتهاء المرحلة الأولى من مشروع برج جدة، والذي يُنتظر أن يتم خلال ثلاث سنوات.
إن مدينة جدة، بما تمتلكه من مقومات سياحية وتجارية فريدة، تستحق مشاريع حيوية مثل جسر أبحر، حيث يُعزز ذلك من مكانة المدينة كمركز استثماري وسياحي، ويُسهم في تحسين جودة الحياة للسكان.
في الختام، يُعد كل من برج جدة وجسر أبحر بمثابة رافدين اقتصاديين وسياحيين، يمكن أن يُحدثا تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على مستقبل جدة. كما أن التركيز على هذا النوع من المشاريع يُعزز من رؤية محافظة جدة ويُدعم مكانتها في خريطة السياحة العالمية.