” اياتا” تراجع الطلب على حركة المسافرين عن مستويات الذروة
تم النشر في الثلاثاء 2017-07-11
كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي عن نتائج حركة المسافرين الدوليين لشهر مايو الماضي، والتي أظهرت ارتفاع الطلب (الذي يقاس بإيرادات الركاب بالكيلومتر الواحد أو (RPKs)) بنسبة 7.7% مقارنة بالشهر ذاته من عام 2016، وهي أبطأ من نسبة النمو المسجلة في شهر أبريل المنصرم والتي بلغت 10.9%. إلّا أنّ هذه النسبة تفوقت بشكلٍ كبير على متوسط معدلات النمو للأعوام الخمسة والعشرة الماضية.
واشارت النتائج إلى ارتفاع القدرة الاستيعابية بمقدار 6.1%، في حين سجل عامل الحمولة زيادةً بمقدار 1.2 نقطة مئوية ليصل إلى 80.1%، والذي كان رقماً قياسياً لهذا الشهر. وحققت جميع المناطق، باستثناء الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، ارتفاعاً قياسياً في عوامل الحمولة لشهر مايو.
وكانت أسعار التذاكر عقب تعديل معيار التضخم في بداية الربع الثاني أقل بنسبة 6% تقريباً من العام الماضي. حيث يقدّر الاتحاد أن ذلك قد ساهم في خُمسَي النمو السنوي تقريباً في حركة المسافرين الجارية في شهر مايو. وبلغت درجة التحفيز التي شاركت بها أسعار التذاكر نصف ما شهده النصف الثاني من عام 2016 تقريباً، لكن من المتوقع أن يزول هذا التحفيز في ضوء ضغوط التكاليف المتزايدة على شركات الطيران، وتراجع مؤشر ثقة الأعمال. ومع ذلك، من المحتمل أن يبقى طلب المسافرين مدعوماً خلال موسم الذروة المقبل في مجال السفر لشهري يوليو وأغسطس.
وقال السيد ألكساندر دو جونياك المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي: “يتسم الطلب على حركة المسافرين حالياً بزخم كبير، ولا نتوقع أي تراجع خلال أشهر الصيف المزدحمة في النصف الشمالي للكرة الأرضية. لكن من المحتمل أن تعيق أسعار الوقود المتزايدة وغيرها من التكاليف قدرة شركات الطيران على تحفيز السوق من خلال تخفيض أسعار التذاكر خلال الأشهر المقبلة. في المقابل، تشكل سياسات الحماية التجارية والقيود المفروضة على السفر توجهات تبعث على القلق، والتي يمكن أن تؤثر على مستويات الطلب، في حال عدم السيطرة عليها، نظراً لكون شركات الطيران التجارية تعتمد على حدود مفتوحة أمام التجارة والأفراد”.
أسواق المسافرين الدولية
ارتفع الطلب على حركة المسافرين بنسبة 7.6%، حيث سجلت شركات الطيران في جميع المناطق نمواً تتصدره شركات الطيران في أفريقيا للشهر الثاني على التوالي. وتزايدت القدرة الاستيعابية الإجمالية بنسبة 5.7%، مع ارتفاع عامل الحمولة بمعدل 1.4 نقطة مئوية ليصل إلى 78.5%.
و سجلت شركات الطيران الأوروبية ارتفاعاً في الطلب بنسبة 7.5% خلال شهر مايو 2016، متراجعةً عن 14.5% من النمو السنوي المسجل في أبريل. وارتفعت القدرة الاستيعابية بنسبة 5.2% وارتفع عامل الحمولة بمعدل 1.8 نقطة مئوية ليصل إلى 82.8% والتي كانت أعلى نسبة بين جميع المناطق. كما تراجع نمو الطلب المعدل حسب المواسم على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، على الرغم من الزخم المتنامي في اقتصاد المنطقة. ويبدو أن ذلك مرتبط بالتوقف المؤقت في تعافي حركة الركاب الدوليين ضمن المنطق
و شهدت شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادئ نمواً في حركة المسافرين بنسبة 10.5% في مايو مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. وازدادت القدرة الاستيعابية بنسبة 7.2%، وارتفع عامل الحمولة بمعدل 2.3 نقطة مئوية ليصل إلى 77.6%. وتعافت حركة المسافرين على خط آسيا-أوروبا بشكل كبير منذ المشاكل المرتبطة بالإرهاب خلال العام الماضي، حيث ارتفعت بمعدل سنوي فاق 26% منذ نوفمبر الماضي. وفي الوقت ذاته، حافظت حركة المسافرين على قوتها بين الدول الآسيوية.
فبيما سجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط زيادةً بنسبة 3.7% في حركة المسافرين في شهر مايو مقارنةً بالعام الماضي، وهو ما يقارب أقل مستوى على مدى ثمانية أعوام. وبينما ازدادت القدرة الاستيعابية بنسبة 5.7% تراجع عامل الحمولة بمعدل 1.3 نقطة مئوية ليصل إلى 69.8%. وعلى الرغم من عدم دقة المقارنات بالأعوام السابقة نظراً لقوة الأداء خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، فإن هذا التباطؤ يعكس أيضاً نتائج إجراءات منع حمل الأجهزة الإلكترونية المحمولة الكبيرة ضمن مقصورة الطائرة من 10 مطارات في المنطقة على متن الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب الأثر الكبير لقرارات حظر السفر المقترحة إلى الولايات المتحدة من قبل إدارة الرئيس ترامب. وقد شهد نمو حركة المسافرين من الشرق الأوسط إلى أمريكا الشمالية تراجعاً حقيقياً في مطلع عام 2017. ولكن نسب (RPK) تراجعت مجدداً في أبريل (-1.2%) للمرة الثانية منذ عام 2010. ومن الممكن أن تستمر هذه التأثيرات نظراً إلى الحكم الذي صدر مؤخراً عن المحكمة العليا. ومن جهةٍ أخرى واصلت الرحلات الجوية من وإلى أوروبا توجهها الصاعد خلال هذا العام.
ازدادت حركة المسافرين على شركات الطيران في أمريكا الشمالية بنسبة 4.8% خلال شهر مايو، متراجعة عن النمو السنوي بنسبة 10.3% في أبريل، ولكنها حققت مع ذلك نتائج قوية للمنطقة مقارنة بمعدل النمو على مدى الأعوام الخمسة الماضية. وعلى الرغم من تباطؤ النمو مؤخراً، فقد استطاعت الخلفية الاقتصادية السليمة مترافقةً مع قوة الدولار دعم الطلب على حركة المسافرين المغادرين، على الرغم من تأثير العامل الأخير على الطلب على حركة المسافرين القادمين. كما تشير الأدلة السردية إلى أن الإجراءات الأمنية الإضافية التي طبقتها الحكومة الأمريكية قد تعيق حركة السياح. وأخيراً ارتفعت القدرة الاستيعابية بنسبة 4.2% وازداد عامل الحمولة بمعدل 0.5 نقطة مئوية ليصل إلى 80.5%.
وشهدت شركات الطيران في أمريكا اللاتينية زيادة بنسبة 9.3% في حركة المسافرين في مايو مقارنةً بالشهر ذاته من العام الماضي. وعلى الرغم من التحديات المتواصلة، يساعد التحسن في اقتصاد البرازيل على دعم النمو، وخاصةً على الطرق بين دول أمريكا الجنوبية. وتتأقلم شركات الطيران بشكل جيد مع بعض التقلبات السياسية والاقتصادية في المنطقة. وارتفعت القدرة الاستيعابية بنسبة 6.8% وازداد عامل الحمولة بمعدل 1.9 نقطة مئوية ليصل إلى 81.8%.
وارتفعت حركة المسافرين على شركات الطيران الأفريقية بنسبة 11.7% خلال مايو مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، والتي كانت أسرع من الضعف من نسبة النمو في القدرة الاستيعابية التي وصلت إلى 5.1%. نتيجةً لذلك ارتفع عامل الحمولة بمقدار 4.0 نقطة مئوية ليصل إلى 67.5%. ويحظى الطلب بدعم من التعافي الذي شهدته السوق الأوروبية الرئيسية، حيث تشهد ظروف أكبر اقتصادين في المنطقة تقارباً ملحوظاً مع ازدياد مؤشر ثقة الأعمال في نيجيريا بشكل كبير على مدى الأشهر الستة الماضية، في حين تراجع اقتصاد جنوب أفريقيا ليدخل في حالة ركود خلال الربع الأول.
أسواق المسافرين المحلية
في حين ارتفع الطلب المحلي بنسبة 7.9% في مايو مقارنةً بشهر مايو عام 2016، مسجلاً تراجعاً بسيطاً عن نسبة النمو 8.1% المسجلة في أبريل مقارنةً بالعام الماضي. وتباينت النتائج بشكل واسع حيث سجلت الصين والهند واليابان وروسيا نمواً بالعشرات، بينما كانت باقي المناطق في مدى النسب ذات الخانات الوحيدة المنخفضة.
كما ارتفعت حركة المسافرين المحليين في اليابان بنسبة 10.3% مقارنةً بالعام الماضي، وهو ما يقارب أعلى معدل على مدى الأعوام الخمسة الماضية. وتخطى ارتفاع الطلب النمو في القدرة الاستيعابية (2.6%) وارتفع عامل الحمولة المحلي إلى مستويات قياسية في مايو ليصل إلى 69.1%، على الرغم من كون هذه النسبة هي الأخفض بين الأسواق. ويواصل هذا الأداء تماشيه مع خلفية اقتصادية قوية بما في ذلك التوسع الاقتصادي على مدى خمسة أرباع متتالية، وهي أطول فترة مسجلة على مدى أكثر من عقد من الزمن.
وشهد سوق البرازيل المحلي نمواً بنسبة 2.6% مقارنةً بالعام الماضي للمرة الثالثة فقط على مدى 22 شهراً الماضية وسط خلفية اقتصادية تميل إلى التحسن، على الرغم من هشاشة الخلفية السياسية. ولا زالت مستويات حركة المسافرين أخفض بنسبة 8% من حيث النسب المعدلة حسب الموسم من ذروتها التي سجلت في أواخر عام 2010.