النفط سيكون تحت الضغط هذا العام مع تحول المشكلة من الطلب الضعيف إلى العرض الفائض
![](https://i0.wp.com/www.aleqtsad.org/wp-content/uploads/2025/01/IMG_9577.webp?resize=378%2C366&ssl=1)
سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
تم النشر في السبت 2025-02-15تنتعش أسعار النفط الخام اليوم بنسبة 0.5% لكل من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط وذلك استمراراً لارتفاع الأمس في حين لا تزال الأسعار بالقرب من أدنى مستوى لهذا العام.
على ضوء جملة تقارير أبرز هيئات الطاقة التي شهدناها هذا الأسبوع، نجد بأن المشكلة باتت تتركز أكثر على جانب العرض أكثر منه الطلب كما كان في العام السابق عندما كانت المخاوف حول استهلاك الصين من الخام هي أبرز العوامل السلبية في وجه الأسعار.
من المتوقع أن يستمر الطلب العالمي على النفط في النمو خلال عامي 2025 و2026 في المجمل. وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، سيصل الطلب إلى 104.1 مليون برميل يوميًا في 2025 و105.2 مليون برميل يوميًا في 2026، بينما تتوقع منظمة الدول المصدرة للنفط (OPEC) أن يبلغ 105.1 مليون برميل يوميًا في 2025 و106.5 مليون برميل يوميًا في 2026.
أما على جانب العرض، فمن المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي للنفط نتيجة تخفيف تخفيضات إنتاج أوبك + وزيادة إنتاج الدول غير الأعضاء، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيانا. كما تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يصل الإنتاج إلى 104.6 مليون برميل يوميًا في 2025 و106.2مليون برميل يوميًا في 2026، بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ الإنتاج 104.5 مليون برميل يوميًا في 2025.
تقارير الوكالات الثلاثة لهذا الشهر أكدت مجدداً على أن الطلب على الخام من الصين سيقود نمو الطلب العالمي وذلك بدعم من حزم التحفيز الحكومية والتي قد يستمر أثرها في التبلور أكثر وهذا ما قد يكون أهم العوامل الإيجابية لدعم أسعار الخام. في حين أن زيادة الإنتاج خصوصاً من أمريكا الشمالية وتراخي قيود المعروض من دول OPEC+ سيؤدي إلى زيادة الضغط الهبوطي على الأسعار. كما أنه من غير المرجح أن تؤدي العقوبات التي اشتدت مؤخراً على روسيا وإيران بإحداث أثر ملموس في السوق على المدى القريب. في محصلة تلك العوامل فقد تستقر أسعار الخام الأمريكي بالقلب من 72 دولاراً للبرميل هذا العام قبل أن تتراجع إلى 66 دولاراً للبرميل في العام القادم، وفق توقعات إدارة معلومات الطاقة.
تلك التوقعات ستكون عرضة للتغيرات في المشهد التجاري والجيوسياسي بشكل رئيس هذا العام. فيما قد شهدنا على مدار الأسابيع الفائتة إشارات نحو إمكانية التفاوض ما بين الولايات المتحدة والصين على الرغم من بداية الحرب التجارية وتبادل الإجراءات التصعيدية بينهما إضافة إلى تريث دونالد ترامب في فرض التعرفات المتبادلة على الدول الأخرى وتعليقها بما يخص كندا والمكسيك.
انحسار هذه الحرب التجارية قد يقود إلى آفاق صعودية أكثر للطلب على الخام خصوصاً من الصين بما قد يساع الأسعار على التعافي. كما أنه من الجدير بالذكر بأن توقعات إدارة معلومات الطاقة مبنية على افتراض فرض رسوم جمركية عالمية بمقدار 10% على الواردات العالمية إلى الولايات المتحدة و30% على تلك القادمة من الصين، أما السياسة الحالية هي فرض 10% فقط على الواردات الصينية فيما لا تزال التعرفات الشاملة موضع دراسة.