النفط تحت ضغط تخفيض توقعات الطلب والمزيد من فقدان علاوة المخاطر الجيوسياسية
بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
تم النشر في الخميس 2025-01-16تتراجع أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي وذلك تالياً لاتجاه صاعد أوصل الأسعار إلى أعلى المستويات منذ أغسطس من العام الفائت. حيث ينخفض خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بقرابة 0.3%.
تصحيح أسعار النفط يأتي بعد خفض إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة توقعاتها بشأن الطلب على الخام للعام الجاري. كما أن الخام قد يكون أمام الضغط مع استمرار انحسار علاوة المخاطر الجيوسياسية وذلك مع اقتراب وقف إطلاق النار في غزة أكثر من أي وقت.
حيث خفضت الوكالة توقعاتها للطلب العالمي من 104.3 إلى 104.1 مليون برميل يومياً خلال العام الحالي إلى جانب رفع توقعات الإنتاج إلى 104.4من 104.2 مليون برميلاً يومياً أيضاً.
أما على الجانب الجيوسياسي، فقد بات إعلان وقف إطلاق النار في غزة أقرب من أي وقت مضى وفق ما تنقله وسائل الإعلام على نطاق واسع. إلا أنه لم يحسم بعد أو يوقع عليه وقد تكون الآمال بالتوصل إليه عرضة للانهيار حتى اللحظات الأخيرة – كما في الجولات السابقة في حين أن الجديد الأن هو ضغط دونالد ترامب على كلا طرفي الصراع لإنهاء الحرب قبل عودته. الاتفاق ينص على هدنة تمتد لـ 42 يومياً كمرحلة أولى تليها مرحلة ثانية يُعلن فيها استدامة التهدئة، وفق وكالة أسوشيتد برس.
الصراع في غزة وإن لم يتسبب بشكل مباشر في اضطراب لسوق الطاقة، إلا أنه كان شرارة لصراع إقليمي واسع النطاق هدد تدفق التجارة العالمية عبر العديد من منافذ الإقليم وتسوية هذا الصراع قد يكون البداية نحو سلام أوسع. هذا التطور، إضافة الضعف الذي تعانيه إيران وحليفها حزب الله في لبنان والحصار الذي قد يشتد على الحوثيين في اليمن من شأنه أن يجرد النفط الخام من العامل الجيوسياسي الذي كان يقدم بعضاً من الدعم للأسعار.
في المقابل من العوامل السلبية تلك، فقد سجلت مخزونات الخام انخفاضاً في الولايات المتحدة خلال الأسبوع وفق أرقام معهد البترول الأمريكي إضافة إلى حديث وكالة الطاقة الدولية عن أن العقوبات الأمريكية الجديد قد تتسبب باضطراب جوهري للصادرات الروسية.
أما في الصين، فستراقب السوق الاقتصاد الصيني في موسم عيد رأس السنة القمرية. ذلك أن الأرقام التي من شأنها أن تعكس زيادة الإنفاق والمعنويات المتحسنة لدى المستهلكين قد تعطي المزيد من الدعم لأسعار الخام لاستكمال مكاسبها – الأمل باستعادة النمو والاقتصاد القوي في الصين من أهم العوامل لدعم سعر الخام. في حين نجد علامات بالفعل على تلك السردية وذلك مع ارتفاع حجوزات السفر الجوي بنسبة 50% في فترة الأعياد الحالية مقارنة مع ما كانت عليه قبل عام، وفق رويترز نقلاً عن الإعلام المحلي. لا ننسى أن قطاع النقل من أهم القطاعات التي قد تدعم الطلب على الخام في الربع الأول، وفق تقرير منظمة الدول المصدر للنفط لشهر ديسمبر الفائت.