الفدرالي الأميركي يتوقع تثبيت معدلات الفائدة وسط أنباء مشجعة عن التضخم

الاقتصاد.الوكالات

على الرغم من أن التضخم قد تراجع الشهر الماضي، إلا أن تصاعد الحرب التجارية يهدد برفع الأسعار على مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية في المستقبل.

ومن المتوقع أن يثبت الفدرالي الأميركي معدلات الفائدة في نهاية اجتماعه الذي يستمر يومين الأسبوع المقبل، رغم بعض الأخبار المشجعة بشأن التضخم.

في هذا الشأن، قال أندريه سكيبا، رئيس الدخل الثابت في إدارة الأصول العالمية RBC: “من المحتمل أن يكون هذا مجرد البداية مع الرسوم الجمركية على أوروبا ورسوم شاملة ستتبعها في الأسابيع المقبلة”.

ووفقا لما نقلته “سي ان بي سي” أضاف: “هذا سيكون تضخمياً، ولن يتمكن الاحتياطي الفيدرالي على الأرجح من خفض الفائدة في هذا المناخ”.

وبحسب أداة FedWatch من مجموعة CME، كان المتداولون في آخر مرة يقدّرون فرصة بنسبة 97% أن يبقي البنك المركزي معدلات الفائدة دون تغيير عند اجتماعه المقبل في وقت لاحق من هذا الشهر.

ماذا يقول المستشارون الماليون للمستثمرين بشأن اضطرابات السوق؟

تم تشديد قواعد سداد فوائد الضمان الاجتماعي، كما تراجع التوقعات الاستهلاكية مع سيطرة مخاوف الركود.

يحدد معدل الأموال الفيدرالية ما يتقاضاه البنوك من بعضها البعض على القروض الليلية، لكنه يؤثر أيضاً على العديد من معدلات الاقتراض والتوفير التي يراها الأميركيون كل يوم.

وقال غريغ ماكبرايد، كبير المحللين الماليين في Bankrate.com: “المستهلكون متوترون ومشدودون مالياً”.

بمجرد أن ينخفض معدل الأموال الفيدرالية، قد يرى المستهلكون انخفاضاً في تكاليف الاقتراض عبر مجموعة من الديون الاستهلاكية مثل قروض السيارات وبطاقات الائتمان والقروض العقارية، مما يجعل اقتراض المال أرخص.

لكن حتى مع بقاء الفدرالي الأميركي في مكانه الآن، قد ترى الأسر بعض التخفيف. بالفعل، بدأت معدلات القروض العقارية وقروض السيارات وبطاقات الائتمان في الانخفاض.

ومع ذلك، تظل هذه المعدلات مرتفعة نسبياً مقارنة بالارتفاعات الأخيرة، حيث انخفضت معدلات الفائدة السنوية على بطاقات الائتمان بشكل طفيف فقط من أعلى مستوى لها على الإطلاق.

بالنسبة لتكاليف الاقتراض على المستهلكين، فهي تأتي على عدة أقسام، وتختلف من شأن اقتصادي لآخر.

على الرغم من أن معدلات القروض العقارية لمدة 15 و30 سنة ثابتة، وترتبط إلى حد كبير بعوائد السندات الحكومية والاقتصاد، فإن المعدلات كانت تتجه نحو الانخفاض لأسابيع.

تسببت المخاوف من حدوث ركود محتمل وزيادة عدم اليقين بشأن خطط الرسوم الجمركية للرئيس دونالد ترامب في تشاؤم التوقعات الاستهلاكية وساهمت في انخفاض المعدلات، وفقًا لجمعية المقرضين العقاريين.

وقال مات شولز، كبير المحللين الائتمانيين في LendingTree: “الخبر الجيد هو أنه على الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي قد أوقف خفض الفائدة، إلا أن معدلات القروض العقارية قد انخفضت”.

المعدل المتوسط لقرض عقاري ثابت لمدة 30 عامًا هو الآن 6.77%، بانخفاض من 7.04% في بداية العام، وفقاً لـ Bankrate.

معظم بطاقات الائتمان تحتوي على معدل متغير، لذلك هناك ارتباط مباشر مع المؤشر المرجعي للفدرالي الأميركي.

ولكن على الرغم من أن البنك المركزي حافظ على المعدلات في الاجتماعات الأخيرة، فإن المعدل السنوي المتوسط قد انخفض أيضاً – حيث أصبح الآن 20.09%، بانخفاض من 20.27% في بداية العام، بفضل التأثيرات المستمرة لخفض الفائدة في العام الماضي.

وبشأن معدلات الفائدة السنوية على بطاقات الائتمان، قال شولز: “كان مارس هو الشهر السادس على التوالي من التراجع، لكن التراجعات تباطأت مع ابتعاد خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بشكل أكبر عن مرآة الرؤية الخلفية.”

في الوقت نفسه، لا يزال دين بطاقات الائتمان يشكل نقطة ألم للمستهلكين الذين يكافحون لمواكبة الأسعار المرتفعة. وارتفع الدين المتداول، الذي يشمل بشكل رئيسي أرصدة بطاقات الائتمان، بنسبة 8.2% على أساس سنوي، بينما ارتفع الدين غير المتداول، مثل قروض السيارات وقروض الطلاب، بنسبة 3%، وفقاً لأحدث تقرير للائتمان الاستهلاكي من الفدرالي الأميركي.

على الرغم من أن معدلات قروض السيارات ثابتة، إلا أن المدفوعات تواصل الارتفاع بسبب زيادة أسعار السيارات، بالإضافة إلى الضغوط الناتجة عن عدم اليقين في السياسة التجارية.

وقال شولز: “هذه أخبار مزعجة للمشترين المحتملين للسيارات، الذين يعانون بالفعل من ارتفاع المعدلات والأسعار المرتفعة، ويواجهون أيضًا احتمال زيادة تكاليف السيارات بسبب الرسوم الجمركية”.

ومع ذلك، انخفضت معدلات قروض السيارات أيضاً من أعلى مستوياتها الأخيرة. المعدل المتوسط لقرض سيارة جديدة لمدة خمس سنوات هو الآن 7.42%، بانخفاض من 7.53% في يناير، وفقاً لـ Bankrate.

معدلات قروض الطلاب الفيدرالية ثابتة أيضاً، لذا فإن معظم المقترضين محميون إلى حد ما من تحركات الاحتياطي الفيدرالي والاضطرابات الاقتصادية الأخيرة.

يدفع الطلاب الجامعيون الذين أخذوا قروضاً فيدرالية مباشرة للعام الأكاديمي 2024-2025 معدل فائدة قدره 6.53%، بزيادة عن 5.50% في العام 2023-2024. ستعتمد معدلات الفائدة للسنة الدراسية القادمة جزئياً على مزاد سندات الخزانة العشرية في مايو.

تميل قروض الطلاب الخاصة إلى أن تحتوي على معدل فائدة متغير مرتبط بالمعدل الأساسي، أو سندات الخزانة، أو مؤشر معدل آخر.

من ناحية أخرى، قدمت حسابات التوفير عبر الإنترنت ذات العوائد المرتفعة أفضل العوائد في أكثر من عقد، وهي تدفع حالياً 4.4% في المتوسط، وفقاً لـ Bankrate.

بينما يحتفظ الفدرالي الأميركي بالمعدلات ثابتة، قال ماكبرايد من Bankrate: “في الواقع، لم تتغير معدلات التوفير كثيراً، وهذه هي الأخبار الجيدة”.

وأضاف: “معدلات التوفير لا تزال عند مستويات جذابة والعوائد الأعلى لا تزال تفوق التضخم بشكل كبير”.