«الفاو»: تكلفة استيراد الأغذية في 2017 تسجل ثاني أكبر رقم قياسي
تم النشر في الجمعة 2017-11-10
أظهرت أحدث دراسة استشرافية للأغذية”، نشرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم، أن تكلفة استيراد الأغذية في 2017 سترتفع بنسبة 6 بالمائة مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 1.413 تريليون دولار، وهو ثاني أعلى رقم قياسي مسجل، على الرغم من هدوء أسعار السلع الغذائية بشكل عام.
وتسبب هذا الارتفاع في فاتورة الواردات بسبب زيادة الطلب العالمي على معظم المواد الغذائية وارتفاع أسعار الشحن. ومما يبعث على القلق بصفة خاصة الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على الزيادات الكبيرة في فواتير استيراد الأغذية بالنسبة للدول الأقل نمواً، وبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض.
وبحسب بيان من “الفاو”، قال الخبير الاقتصادي لدى الفاو، آدم باركاش: “إن زيـادة قيمة الفواتير لا يعني بالضرورة استيراد المزيد من الأغذية، فقد شهدت تكلفة الاستيراد ارتفاعاً كبيراً للغاية”.
ويتزامن زيـادة تكاليف الاستيراد مع وفرة المخزونات، والتوقعات القوية للمحاصيل، فضلاً عن كون أسواق السلع الغذائية ما تزال مزودة بشكل جيد.
وتهدف الدراسة الاستشرافية للأغذية، التي تصدرها المنظمة مرتين في السنة، إلى إلقاء نظرة فاحصة على أسواق الأغذية الرئيسية، بما في ذلك محصول الكسافا، وقطاعات الثروة الحيوانية، والألبان، والأسماك، والزيوت النباتية، والحبوب الرئيسية.
وعلى الرغم من قوة اتجاهات الإنتاج في جميع القطاعات، إلا أن متوسط الأسعار في التعاملات التجارية الدولية يحمل في طياته توجهات أكثر تفصيلاً. فعلى سبيل المثال، على الرغم من ثبات أسعار القمح عالمياً، ازداد سعر القمح الأمريكي الربيعي الأحمر الصلب، وهو نوع شائع جداً عالي الجودة وغني بالبروتين ويستخدم لصنع المعكرونة والباستا، بنسبة 40 بالمائة في يوليو 2017 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. كما ازداد سعر أنواع الأرز العطري بنسبة 4 بالمائة مقارنة بالعام الماضي بسرعة أكبر بثماني مرات من جميع مؤشرات الأرز لدى الفاو. وكذلك هو الحال أيضاً لمؤشر سعر الزبدة لدى الفاو، إذ ارتفع بنسبة 41 بالمائة حتى الآن في عام 2017، وهي نسبة أكبر بثلاثة أضعاف من مؤشر سعر منتجات الألبان، والذي يعد مؤشر سعر الزبدة جزءً من مكوناته.
كما أظهر قطاعا الثروة الحيوانية ومنتجات الألبان بشكل خاص نمواً قوياً، حيث من المحتمل أن تصل فاتورة واردات اللحوم إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق وهو 176 مليار دولار أمريكي هذا العام، بزيادة نسبتها 22 بالمائة مقارنة بعام 2016. كما من المحتمل أن ينمو الإنتاج العالمي من الحليب بنسبة 1.4 بالمائة، مدفوعاً بزيادة قوية بنسبة 4 بالمائة في الهند، على الرغم من احتمالية حدوث انكماش في الطلب في بكين نتيجة للوائح البيئية الصارمة وضوابط الجودة.
ومن المحتمل أيضاً أن يزداد الإنتاج العالمي من زيوت البذور الزيتية بشكل طفيف هذا العام بفضل الموسم القوي في العام الماضي. وتعتبر الزيوت النباتية والدهون الحيوانية أكبر السلع قيمةً في فواتير واردات بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض. وعلى الرغم من ازدهار زراعة فول الصويا في نصف الكرة الشمالي، إلا أنه يتوقع أن ينخفض الإنتاج العالمي من هذه السلعة مع عودة الغلال إلى مستوياتها الطبيعية نتيجة للظروف الجوية التي سادت خلال العام الماضي.
• فرص للفاكهة الاستوائية
باتت الفاكهة الاستوائية تكتسب أهمية متزايدة في التجارة العالمية، إذ يتوقع أن تصل قيمة صادرات المانجو والأناناس والأفوكادو والبابايا إلى 10 مليارات دولار هذا العام، وفقاً للدراسة الاستشرافية للأغذية.
وتبشر زيادة شعبية هذه الفواكه بالمساهمة في التخفيف من حدة الفقر وتحقيق التنمية الريفية، حيث تتركز كامل عملية زراعة وإنتاج هذه المحاصيل تقريباً في البلدان النامية، وعادة من خلال المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة الذين تقل مساحات حيازاتهم عن خمسة هكتارات.
وتتوقع الفاو أن يصل حجم الإنتاج من أنواع الفاكهة الأربعة هذه إلى 92 مليون طن هذا العام، مقارنة بـ69 مليون طن في عام 2008. وفي الوقت الحالي، يُستهلك 95 بالمائة من هذا الإنتاج محلياً، ولكن من المرجح أن يؤدي زيـادة المداخيل والتغير الحاصل في طلبات المستهلكين إلى زيادة حجم الصادرات، وخاصة إذا ما شارك تحرير التجارة بشكل أفضل وتحسين فرص الوصول إلى الأسواق في تحقيق مزيد من المكاسب التكنولوجية في مجال التوزيع.
تعتبر الهند من بين المنتجين الرئيسيين للفاكهة الاستوائية، حيث يستحوذ هذا البلد على 40 بالمائة من إنتاج العالم من المانجو. كما تستحوذ كوستاريكا على حصة كبيرة من صادرات الأناناس في العالم. وتضم قائمة أكبر منتجي الفاكهة الاستوائية بكين والبرازيل، إضافة إلى المكسيك، أكبر مصدّر لهذه الفاكهة.
• أفريقيا تسجل رقما قياسيا في إنتاج الكسافا
وبالإضافة إلى تقديم تحليلات مفصلة حول الإنتاج والتجارة والطلب على الحبوب الرئيسية والمحاصيل الزيتية، تعمل مطبوعة “دراسة استشرافية للأغذية” على تحديث الاتجاهات المتعلقة بمحصول الكاسافا الذي كان واحداً من أسرع المحاصيل الأساسية توسعاً على المستوى العالمي، ناهيك عن كونه ثالث أهم مصدر للسعرات الحرارية في المناطق الاستوائية، بعد الأرز والذرة.
وقد يصل الإنتاج من هذا المحصول في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى مستوى قياسي عند 156 مليون طن هذا العام، مدعوماً ببرامج التوسع التجاري المختلفة التي تهدف إلى الحد من الاعتماد على الواردات الغذائية في المنطقة.
ومع ذلك، تشير الفاو إلى أنه من المرجح أن يتراجع الإنتاج العالمي من هذا المحصول قليلاً في عام 2017 – إلى 278 مليون طن – بعد فترة نمو متواصل استمرت لعقدين، وذلك بسبب مزيج من الظروف التي تحتوى الجفاف، وانخفاض الأسعار وتغيير السياسات.