العلاقة التجارية من المستهلك إلى المنظمة
تم النشر في الأربعاء 2021-01-20
تختلف العلاقة التجارية بين المستهلكين والمنظمات أو الشركات من حيث الطرق والتداول والرؤية. عموما نرى نماذج عمل على المستوى المحلي بين المنظمات مع بعضها بعضا أو ما يعرف بـ Business-to-Business B2B، كالتبادل بين تجار الجملة والتجزئة أو الصفقات والتبادل التجاري بين شركة وأخرى وكذلك بين رواد الصناعة والتجارة عموما. ومنها من المنظمة إلى المستهلك Business-to-Consumer B2C، مثل بيع المنتجات إلى العملاء، من غير المرور على وسيط – تجار التجزئة أو الجملة -، أو بين المنظمات والحكومة Business-to-Government (B2G، مثل تقديم أو تسويق منتجات وخدمات إلى جهات حكومية.
هناك أيضا العلاقة التجارية بين المستهلكين أنفسهم Consumer-to-Consumer C2C وهذا واقع محلي مشهور سواء أكان بالطرق التقليدية بالشراء المباشر بين المستهلكين للمنتجات أم الخدمات أم بغيرها، أم من خلال الوسائل الإلكترونية، حيث يسهل تبادل القيم بين مستهلك وآخر عن طريق طرف ثالث مثل موقع ebay.com. بيد أن العلاقة من المستهلك إلى المنظمة أو ما يعرف بـ Consumer-to-Business C2B تبدو غير شائعة محليا أو ليس متعارفا عليها. وتقوم هذه العلاقة على أساس تقديم المستهلكين قيما إلى المنظمة أو الشركة يستفاد منها في تقييم المنتج أو الخدمة أو إعادة ضبط الاستراتيجية. وهذا نادرا ما نراه في الشركات المحلية من فتح المجال للمستهلكين لتطوير منتجات الشركة نفسها أو قبول فكرة أو فتح منصة إبداع. وعليه تخرج الشركة من عباءة التفكير الداخلي المحدود إلى دائرة أكبر وأوسع لإنشاء قيم جديدة للشركة.
تتمثل رغبة العميل في أن يكون هو ذاته المحور الأساسي في تطوير المنتج، ولو نظرنا مليا في الواقع المحلي فسنرى أن الشركة هي من يقرر إن كان المنتج جيدا من غير الرجوع إلى العميل حول جودة المنتج وصلاحيته، لأن قرار العميل بشراء المنتج من عدمه هو سيد الموقف. ويرجع السبب عادة إلى أن الابتكارات تبدأ داخليا وتتدفق من الشركة إلى المستهلك، ولذلك من الممكن أن نرى الابتكار لا يثير اهتمام العميل أو لا يشكل أهمية بالنسبة له وربما تخسر الشركة كثيرا.
تميل العلاقة التجارية من المستهلك إلى المنظمة إلى أن يكون تأثير الشركة أقل ويميل المنتج إلى أن يكون أسرع في السوق، بينما يعطى العميل الرأي والتحكم والمراجعة والموافقة على الخدمة أو المنتج النهائي إن كان مجديا اقتصاديا. وفي عصرنا الحاضر، يمتلك الأشخاص هواتف ذكية يتصلون بالإنترنت من خلال الأجهزة اللوحية أو أجهزة الحاسوب الشخصية، ما يسمح للمستهلكين بالتفاعل مع العلامات التجارية. والأمثلة كثيرة في هذا الجانب: مثل عرض المدون أحدث منتجات أو خدمات الشركة وطلب الرأي حولها، وقد يقوم الشخص الذي يلتقط صورا رائعة ببيعها كصور لشركات الإعلان، وكذلك يمكن للأشخاص الراغبين في الإجابة عن استطلاعات الرأي تقديم بيانات قيمة عن أبحاث السوق.
وأخيرا يمكن لأولئك الذين لديهم شبكة تواصل تقديم المساعدة على البحث عن موظفين محتملين إلى شركة توجد لديها وظائف شاغرة. قد تمر علينا بعض الأمثلة على المستوى المحلي لكنها قليلة أو ليست محترفة لانعدام ثقة أغلب الشركات بهذا النموذج التجاري، أو قد تكون حقوقا ملكية أو معرفية تستوجب من الشركة أو العميل عدم المضي قدما لعدم وجود الأرضية القانونية الواضحة.
نقلاً عن الاقتصادية