العالم يحتاج الى 70 مليون هكتار من الاراضي الصالحة للزراعة حتى عام 2050
تم النشر في الأربعاء 2018-04-25
ناقش عدد من الخبراء المشاركين في ورشة العمل الدولية عن مكافحة التصحر والطرق المبتكرة في ادارة المناطق الجافة التي تنظمها وزارة البيئة والمياة والزراعة في الرياض حاليا موضوعا حيويا هاما يركز على الابتكارات في ادارة البيئة المالحة واستخدام الموارد المتجددة ، واكدوا على ان المملكة تتمتع بسواحل مهمة تنمو فيها اشجار مائية تشجع على استصلاح الاراضي الساحلية مما يسهم في ان تكون مناطق صالحة للاستيطان ، خصوصا وان الدراسات اشارت انه بحلول 2050 سوف يحتاج العالم الى اكثر من 70 مليون هكتار من الاراضي تكون صالحة للزراعة وانتاج منتجات غذائية مفيدة.
واشاروا الى ان 20 في المئة من الزراعة تعتمد على المياة المالحة مما سيسهم في طرح استثمارات زراعية تعتمد على المياة المالحة بقيمة تقدر بنحو 27 مليار دولار ، اضافة الى ان التركيز على البيوت الشبكية والاعتماد على المياه المالحة في الزراعة سيقلل من استهالك الطاقة والمياة العذبة وقد اثبتت نجاحها من خلال عدد كبير من المنتجات الزراعية .
وقال مدير مركز ابحاث البحر الأحمر بجامعة كاوست في ثول كارلوس دوارتي في ورقة بعنوان ” المانغروف العربي : فرصة لتخضير السعودية مع تقديم منافع متعددة في الوقت نفسه ” ان البحر االحمر يتمتع بطبيعة خالقة وفيه اشجار ونباتات مائية تعيش في المياة المالحة ومن أهمها المانغروف الذي يسهم في الحد من تغيرات المناخ ، موضحا ان السعودية تتمتع بسواحل على البحر االحمر والخليج العربي تنمو فيها اشجار كثيرة تساعد على امتصاص الكربون من التربة وتساعد على ان تكون صالحة للاستيطان وللزراعة .
من جهته قال مدير البحث والتطوير وابحاث الري والزراعة بالمياة المالحة في هولندا ارجن دي فوس في ورقة بعنوان ” الزراعة المالحة حل عملي لمشكلة عالمية ” ان الزراعة في المياة المالحة سيسهم في زيادة المنتجات الزراعية والاستفادة من الاراضي التي هجرها المزارعين وتشجع على استصالح الاراضي الساحلية خصوصا وان الدراسات
اشارت انه بحلول 2050 سيحتاج العالم الى اكثر من 70 مليون هكتار من الأراضي تكون صالحة للزراعة وانتاج منتجات غذائية .
واشار الى ان 20 % من الزراعة في العالم تعتمد على المياة المالحة حاليا مما سيسهم في طرح استثمارات زراعية تعتمد على المياة المالحة بقيمة تقدر بنحو 27 مليار دولار
وقالت ديونيسيا ليرا من مجموعة الأمارات البيئية في ورقتها التي بعنوان ” الخبرة الميدانية متعددة السنوات للمركز الدولي للزراعة الملحية في تطبيق انظمة الزراعة المستدامة لتعزيز االمن الغذائي في البيئات الصحراوية ” ان الاعتماد على البيوت المحمية (الزجاجية والشبكية) ساهم في الانتاج الزراعي ثلاث مرات في الموسم الواحد ، موضحا ان هذا النوع يقلل من استهالك المياة والطاقة وقد نجحت السعودية في ذلك.
وقال مانع ابو دراهم من وزارة البيئة والمياة والزراعة في ورقة بعنوان” حصاد االمطار وتنمية وتعظيم الاستفادة من المياة المعالجة ” ان الاستدامة في المملكة حددت بدرجة واضحة في رؤية 2030 ، وان المياة المتجددة الجوفية تقع في الدرع العربي بحجم يقدر بنحو 8.3 مليار متر مكعب .
واشار الى ان محطات معالجة المياة انتجت في العام الماضي نحو 56.1 مليار متر مكعب وتسعى السعودية الى رفعها حتى تصل 5.2 مليار متر مكعب حسب الاستراتيجية الوطنية، مشيرا الى انه تم اجراء بحوث على تقنيات المعالجة الحيوية واتضح ان ذلك يسهم في خفض التكاليف بنحو 40 في المئة .
من جهة اخرى قال عبدالله بو طبية مستشار ادارة التخطيط والتطوير بالمؤسسة العامة للري في ورقة بعنوان ” تجربة المؤسسة العامة للري في استخدام مصادر مياة غير تقليدية لحماية الزراعة المروية ومكافحة التصحر في واحة االحساء ” ان هناك اكثر من 10 االف هكتار اراضي زراعية في الاحساء يتم زراعة عدد كبير من المنتجات فيها ومن اهمها النخيل الذي ينتج سنويا نحو 125 الف طن ، وهناك اكثر من 6 محطات لإعادة معالجة المياة في الاحساء في الوقت الذي نخطط فية الى الاعتماد الكلي على استخدام المياة المعالجة ثالثيا.
واكد ان المؤسسة تراقب المياة المعالجة بشكل يومي وتجري عليها البحوث والدراسات والتقارير الدورية وقد اثبتت تلك الدراسات سالمتها من جميع الجوانب من املاح وبكتيريا وغيرها ، اضافة الى سلامة الخضروات المروية بتلك المياة حيث هناك اكثر من 87 % من المزارعين يتقبلون استخدام المياة المعالجة في مزارعهم.
وقال محمد عبدالعزيز الاحمري مدير البيئة المركزي من شركة معادن الالمنيوم في ورقة بعنوان ” هندسة المعالجة الطبيعية للمياة في شركة معادن الالمنيوم ان اسباب التصحر يعود الى انحصار الغابات والرعي الجائر ، لافتا الى ان شركته قامت بمعالجة مياة الصرف وتم انتاج 75 الف جالون من المياة يوميا مما يخفض من من استخدام المياة بشكل عام ، مشيراً إلى ان لدى الشركة حوالي 185 الف متر مكعب من المياة يتم معالجتها مما يوفر 5 االف متر مكعب من المياة يوميا وهي مياة صديقة للبيئة تؤدي الى ميزات اقتصادية ، موضحا ان امعالجة المياة توفر نحو 5.8 مليار.
وفي الجلسة التي كانت بعنوان ” إعادة تأهيل المراعي والغابات ومقاومة التصحر استعرض المدير الوطني الصيني للتصحر” تو زايفانج ” تجربة الحكومة الصينية في مكافحة التصحر مشيرا الى هناك عدد من المشروعات المحمية وقد انشئ 19 منطقة محمية الغرض منه حماية البيئة من التصحر ، مؤكدا ان في الصين حوالي 103 منتزه وطني في المناطق الصحراوية ، مشددا على منع البناء والانشطة البشرية في تلك المناطق ، وهناك سياسات لمحاربة التصحر ولدينا العديد من اللجان والاقسام كما ان هناك دعم تقني واكثر من 20 لجنة للحد من التصحر وهذه زادت من حماية الموارد الطبيعية ،مضيفا ان في الصين قانون لحماية البيئة من التصحر.
وناقشت الجلسة موضوع” الزراعة الملحية ” التي ادارها ارجن دي فوز وقال ان التحديات الاكثر تأثيرا على ادارة الزراعة الملحية هي اختيار انواع او اصناف النباتات المناسبة لانتاج اقتصادي في زراعة الاراضي الجافة والمالحة وان ادارة المخاطر للري المالح على التربة وعلى البيئة الدقيقة والكلية يعتبر متطلب سابق للزراعة الملحية
اما الورشة الثانية فكانت بعنوان ” اعادة تأهيل المراعي والغابات ” وادارها مارك ستافورد وتنالوا فيها التقنيات المرشحة لتكون الاكثر قابلية لزراعة المراعي الواسعة النطاق.
وكانت الورشة الثالثة بعنوان ” مقاومة التصحر ” ادارها أنيت كاوي تناولوا فيها افضل الممارسات والطرق الدولية لمراقبة التصحر واحدث التقنيات المتقدمة للاستشعار عن بعد للتصحر وافضل البرامج القائمة للاحزمة الخضراء واهم النتائج التي تم الحصول عليها في هذا المجال والاثار البيئة والمجتمعية والاقتصادية لانعكاسات الاحزمة الخضراء.