تم النشر في الثلاثاء 2018-08-07
يسرا الدحيلان
في قاعات الظلام الدامس المليئة بالحضور ..يتسلل ضوء خافت من الشاشات الامامية بشكل غير واضح يشبه خيوط أشعة الشمس في وقت الشروق فيعلوا شيئاً فشيئاً
معلناً بداية عرض الفيلم.
تهانينا لك السيدة “سينما” , اهلاً بكِ في موطنكِ الجديد , نرجوا من ابنائكِ المخرجين والممثلين والقائمين عليك البر التام بك بطرح وتقديم الافضل في اطار حركة ابداعية تشويقية وعدم العقوق بتراخيصك المشروطة
او ركلكِ في زوايا دار التفاهة ! ! !
بداية اود التوضيح عن هويتك سيدة سينما بإنك لستِ مجرد مشاهدة فيلم في قاعة ! فنحن نشاهد احدث الافلام في بيوتنا بإستخدام وسائل كثيرة , فالتقنية الحديثة لم تدع شيئاً الا جلبته لمكاننا..
بل السينما تغيير لنمط معين من الحياة الاجتماعية وهو القفز من العزلة المطلقة الى الترفيه والتسلية المنظمة , ولا ننسى ان لغة السينما سلاح ذو حدين لانها قادرة على التعبير عن كل شيء حولنا
واستعداداً بقدومك سيدة سينما فأنا متفائلة جداً لعلكِ تُنعشي الانتاج السعودي وتُفيقين لجنة السينما السعودية من سُباتها العميق .
وبناء على ذلك يجب التركيز على المحتوى المقدم وتوصيل رسالة هادفة لا على كثرة الاعمال المطروحة !
فالتميز ليس مجرد تعدد ارقام بل انجاز وضخامة في العمل
ويجب الحرص على اختيار شخصيات للتمثيل مؤثرة ومبدعة تستطيع ان تُشعر المشاهد ان ما يراه حقيقة وليس تمثيل واختيار المصورين المتمكنين , فالدقة بالتصوير هي من اسباب نجاح الفيلم
ولابد للجان المختصة استشعار واجباتها كأن يتم الحكم على الافلام بحجم المعايير الفنية والاحترافية وليس بحسب ذائقتهم
ولابد من اللجان المختصة ايضاً الحديث عن اللوائح التنظيمية المتوقعة الداعمة للصناعة وليس فقط التركيز على دور العرض
ومن المهم جداً وضع نظام واضح لتقييم الافلام وتحديد الفئات العمرية المسموح لها بالمشاهدة ضمن تلك اللوائح التنظيمية
ولا ننسى مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة بتخصيص مقاعد خاصة لهم وعرض الافلام بطرق تناسب اعاقتهم.
لاشك ان مجتمعنا لديه كنز موروث من القصص القابلة عرضها سينمائياً التي تُعيد فتح العقول وتنويرها في بعض الاحداث العريقة .
فبقاء الصناعة السينمائية واستمرارها ونموها وازدهارها اجتماعياً واقتصاديا مردوده طردياً في تحسين المصادر الاساسية للثقافة والدخل.
واخيراً نصيحتي للمعارضين المتمسكين بسلاسل أقفال السينما
فالسينما تحتاج الى تذاكر والتذاكر تحتاج الى نقود والنقود في جيبك ولن يجبرك احد على اخراجها منه ! فاذا لم تناسبك السينما لأي سبب كان .. احتفظ بنقودك فغيرك يريد الشراء.
تهانينا لمملكتي بهذا القرار ومشاهدة مُمتعة لأفلامكم.
جامعة الملك فيصل – قسم اعلام واتصال- طالبة جامعية