السيارات الكهربائية مناوشات قد تقود لحرب اسعار بين الشركات
الاقتصاد.الوكالات
تم النشر في الأثنين 2023-02-13قامت شركة فورد بتخفيض سعر سيارتها موستانج ماك-إي التي تعمل بالكهرباء، وذلك بعد أسابيع من قيام تسلا بتخفيض الأسعار بنسبة تصل إلى 20 في المائة على جميع الطرازات. بدت صناعة السيارات أنها على وشك القيام بمزيد من التخفيضات على السيارات الكهربائية. كما أعلنت عناوين الصحف بأن حرب الأسعار بدأت.
بعد ذلك، قررت شركات صناعة السيارات الأخرى عدم المشاركة في تخفيضات الأسعار. حيث قالت ماري بارا الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، إن السيارات الكهربائية للشركة كانت مسعرة بشكل صحيح. كما رفضت شركة فولكس فاجن خفض الأسعار، وكذلك فعلت شركتا هيونداي وكيا.
يقول محللو الصناعة إن من المرجح أن تبقى أسعار المركبات الكهربائية كما هي في الوقت الراهن. وقال تايسون جوميني، نائب رئيس البيانات والتحليلات في شركة جيه دي باور، “هذه ليست حرب أسعار، إنها مناوشات إقليمية”.
كانت أسعار المركبات الكهربائية قد ارتفعت في 2022 بسبب النقص في الرقائق وارتفاع تكاليف المواد المستخدمة في صنع البطاريات وارتفاع أسعار الوقود التي أدت كلها إلى زيادة في الطلب. لهذا تبقى السيارات الكهربائية أغلى بكثير من السيارات والشاحنات ذات المحركات التقليدية.
يعد جعل تكلفة السيارات الكهربائية ميسورة أمرا بالغ الأهمية لجذب مزيد من المشترين. ففي الولايات المتحدة، وضعت إدارة بايدن هدفا بأن تكون نصف السيارات الجديدة المبيعة في الولايات المتحدة كهربائية بحلول 2030.
كما أن الإعانات المالية التي تبلغ نحو 7500 دولار تعد نقطة بيع مهمة لمشتري السيارات في الولايات المتحدة. قامت وزارة الخزانة الأمريكية بالمساعدة على تخفيف الضغط على شركات صناعة السيارات لخفض الأسعار، ولا سيما عندما غيرت تفسيرها لقانون المناخ للحد من التضخم للسماح لمزيد من السيارات الكهربائية ذات الأسعار المرتفعة بالتأهل للحصول على ائتمانات ضريبية للمستهلكين.
كانت تسلا هي من بدأ في تلك المناوشات منذ ثلاثة أسابيع. إذ خفضت الأسعار بنسبة تصل إلى الخمس في الولايات المتحدة وأوروبا بعد خفض الأسعار في الصين للمرة الثانية. وقد انخفض سعر الطرازات المبيعة في الولايات المتحدة بمقدار 13 ألف دولار.
تهيمن تسلا على مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، لكن مزيدا من المنافسين يدخلون إلى السوق. شكلت شركة إيلون ماسك 72 في المائة من مجمل 487 ألف سيارة كهربائية جديدة تم بيعها في 2021، وفقا لبحث صادر عن شركة كيلي بلو بوك. وبعد مرور عام، انخفضت حصة الشركة المصنعة في السوق إلى 65 في المائة من مجمل 810 آلاف سيارة كهربائية، حتى مع نمو مبيعاتها بنحو النصف.
قالت ميشيل كريبس المحللة في “كوكس أوتوموتيف”، “هناك منافسون جدد يريدون تحدي تسلا، لذا كان (خفض الأسعار) هو السلاح الذي استخدمته للتصدي لهم”.
كما أن السيارة الرياضية المزدوجة “ذات الدفع الرباعي” متعددة الاستخدامات من طراز وأي والأكثر مبيعا من تسلا، تتنافس مباشرة مع سيارة فورد موستانج ماك-إي. حيث باعت فورد 39 ألف سيارة ماك-إي في 2022 – وبذلك أصبحت أفضل أداء لمبيعات أي طراز كهربائي لم تصنعه تسلا – لكن تسلا باعت من طراز وأي أكثر من ستة أضعاف ذلك العدد.
يبدأ سعر الطراز وأي الآن عند 53 ألف دولار، انخفاضا من 66 ألف دولار. بينما تباع الإصدارات الستة من طراز ماك-إي الآن بسعر يراوح بين 46 و64 ألف دولار، انخفض السعر 1 في المائة للسيارة ذات المواصفات المنخفضة و8 في المائة للسيارة بأعلى المواصفات.
تخطط فورد لزيادة إنتاجها من طراز ماك-إي هذا العام، على الرغم من استمرار معاناتها من مشكلات سلسلة التوريد، كما أن بيع مزيد من طراز ماك-إي يمنح الشركة سببا للحفاظ على الأسعار حتى مع أحد أهم منافسيها. حيث قال كريبس، “إنهم يريدون الحفاظ على استمرارية هذا الزخم”.
مع ذلك، قامت شركة فورد برفع سعر طراز إف-150 لايتنينج ثلاث مرات، وهي النسخة الكهربائية لشاحنتها الرئيسة. ليصبح سعرها الآن ابتداء من 56 ألف دولار وهناك قائمة انتظار طويلة من المشترين.
في الأسبوع الماضي قال آدم جوناس، المحلل في مورجان ستانلي، إن عدد السيارات الكهربائية المعروضة من المرجح أن يفوق الطلب في 2023. وأشار في ذلك إلى خفض أسعار تسلا، وانخفاض سعر مركبات تسلا المستعملة، وقلة الحجوزات لسيارات شركة لوسيد موتورز، واحتمال انخفاض الطلبات المتراكمة لسيارات شركة ريفيان، التي توقفت عن الإبلاغ عن الحجوزات. قالت شركة ريفيان إنها تخطط لخفض 6 في المائة من قوتها العاملة.
قال جوناس إن تخفيض أسعار تسلا سيجبر شركات صناعة السيارات التقليدية على إعادة حساب المدة التي تستغرقها استراتيجيات سياراتها الكهربائية لتؤتي ثمارها. أما بالنسبة إلى الشركات الجديدة لتصنيع السيارات الكهربائية، فإن خفض الأسعار “يثير أسئلة مهمة حول معدل الإنفاق مقابل مصادر رأس المال وجدوى نموذج الأعمال طويل الأجل”.
أضاف، “سيضطر الجميع إلى خفض الأسعار، لكننا لا نعتقد أن الجميع سيكون قادرا على خفض التكاليف وتمويل الأعمال دون زيادات كبيرة في رأس المال”.
يتنافس صانعو السيارات بالتأكيد على ولاء العملاء خلال هذه الفترة التي تشهد تحولا في التكنولوجيا، لأن من المرجح أن المشترين اليوم سيلتزمون معهم عند شراء سيارتهم الكهربائية الثانية، كما قال نيك نيجرو، مؤسس شركة الأبحاث أطلس بابليك بوليسي.
كما أن أفق الإعفاءات الضريبية للمستهلكين والممتدة إلى عشرة أعوام في قانون تخفيض التضخم يمنح المصنعين تأكيدات على أن السوق ستنمو خلال العقد الحالي، ما قد يجعلهم “على استعداد لكسب أموال أقل على المدى القصير لكسب مزيد من المال على المدى الطويل”، كما قال نيجرو.
بموجب قوانين الدعم المالي في قانون تخفيض التضخم، يجب أن يكون للسيارات سعر التجزئة المقترح من الشركة المصنعة بقيمة 55 ألف دولار أو أقل، مع ارتفاع الحد الأقصى إلى 80 ألف دولار للمركبات المصنفة على أنها سيارة دفع رباعي كبيرة أو شاحنة أو شاحنة نقل صغيرة تعمل بالطاقة النظيفة.
لكن شركات صناعة السيارات اشتكت من أن الحكومة الأمريكية كانت تصنف بعض سيارات الدفع الرباعي على أنها سيارات عادية، ما يعني أنها كانت خاضعة للحد الأقصى البالغ 55 ألف دولار.
أدى الارتباك حول الفئتين إلى أن بعض المركبات الكهربائية الأكبر بما في ذلك المركبة من طراز وأي من تسلا غير مؤهلة للحصول على الائتمانات، لأنها كانت تخضع لحد أقصى بسعر 55 ألف دولار، بدلا من الحد الأعلى البالغ 80 ألف دولار.
ستؤدي التغييرات التي أعلنتها وزارة الخزانة إلى تحويل مزيد من السيارات بما في ذلك طراز وأي وطراز ماك-إي إلى فئة سيارات الدفع الرباعي، الذي يعني أنها قد تكون مؤهلة للحصول على الائتمانات إذا كان سعرها أقل من 80 ألف دولار، بدلا من 55 ألف دولار.
قال نيجرو إنه من السابق لأوانه معرفة كيف ستصبح المنافسة بين شركات صناعة السيارات هذا العام لأن الائتمان الضريبي الفيدرالي سيدخل كثيرا من التغيير في السوق. لكنه لا يرى حتى الآن أي تباطؤ في الطلب على السيارات الكهربائية. قال، “لا يوجد حافز كبير للشركات المصنعة لكي تقوم بتخفيض أسعارها”.