السعودية تنجح في تجربة بناء أول منزل بالطباعة ثلاثية الأبعاد في الشرق الأوسط
تم النشر في الأثنين 2018-11-05
أعلن برنامجا الإسكان وتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ضمن برامج تحقيق رؤية المملكة 2030”, اليوم عن نجاح تجربة بناء أول منزل باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
التي تُعد من أحدث تقنيات الجيل الرابع لتقنيات البناء, حيث تأتي هذه التجربة بهدف مواكبة التقدم التكنولوجي في عالم البناء المستقبلي، والاستفادة من أحدث التقنيات التي توصل إليها العالم، وأن تكون المملكة سباقة في تعزيز اعتماد تقنيات البناء المبتكرة في قطاع البناء والتشييد وتوطين صناعتها في المملكة بما يتفق وأهداف رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020.
وأوضح البرنامجان أنه جرى اكتمال بناء المنزل الواقع على أرض وزارة الإسكان غرب مطار الملك خالد الدولي بالرياض عن طريق شركة (Cybe) الهولندية, التي تعد من أبرز الشركات التي تمتلك هذه التقنية في العالم، حيث سيكون هذا المنزل متاحاً للزيارات والاطلاع على هذه التجربة من المختصين والعاملين والمهتمين بهذا القطاع من مهندسين ومعمارين وشركات متخصصة في مجال التشييد والبناء ولمدة 5 أيام ويمكن للراغبين في زيارة المنزل ومشاهدة مراحل الطباعة والتعرف عن قرب على هذه التقنية حجز موعد للزيارة من خلال الرابط التالي: https://housing.sa/3d.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مواكبة مبادرة تحفيز تقنية البناء أحدى مبادرات خطة تحفيز القطاع الخاص والتي أطلقتها وحدة المحتوى المحلي وتنمية القطاع الخاص “نماء” للتقدم التكنولوجي
في عملية البناء، من خلال التعريف بالطباعة الثلاثية الأبعاد، التي تعد من أبرز طرق البناء المستقبلية المبتكرة التي يعول عليها للإسهام في صنع وحدات سكنية متكاملة من خلال نماذج رقمية المكونات، كما يتطلع من خلال استخدام هذه التقنية مستقبلاً إلى خفض تكاليف الجمع والنقل والبناء، بحيث يمكن الحصول على مسكن صديق للبيئة، حيث تسعى مبادرة تحفيز تقنية البناء إلى إنشاء بيئة سباقة وداعمة للتجارب والأبحاث في مجال التقنيات المستقبلية للبناء وتقنيات الجيل الرابع، لذلك قام بإجراء تجارب عديدة لتطوير بعض تقنيات المباني الحديثة بهدف توطين استخدامها ومنها تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأكد معالي وزير الإسكان “رئيس برنامج الإسكان” ماجد بن عبدالله الحقيل، خلال جولته التفقدية للمشروع اليوم, بحضور وكيل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية مسؤول برنامج
تطوير الصناعة والخدمات اللوجستية الدكتور عابد السعدون، ونائبة السفير الهولندي في المملكة العربية السعودية السيدة ماشا باك، أن هذه التجربة تجسّد التعاون بين العديد من القطاعات ذات العلاقة، حيث يتشارك برنامجي الإسكان وتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية في طباعة أول منزل باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تُعد أول تجربة ناجحة لبناء منزل باستخدام هذه التقنية في الشرق الأوسط، ما يعطي نظرة لمستقبل هذا القطاع وكيف سيكون البناء خلال الأعوام المقبلة، ودور المملكة في تحفيز الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق الرفاهية لمواطنيها.
وأكّد الحقيل أن من ثمار الشراكة بين هذين البرنامجين استفادة عدد من أبناء هذا الوطن (مهندسين ومهندسات) في المساهمة في تشييد هذا المنزل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بعد اكتسابهم المهارات اللازمة في هذه التكنولوجيا المتطورة، مشدداً على حرص الدولة على تطوير قدرات أبنائها والاستفادة من توطين هذه التقنيات المتطورة، وخلق المزيد من الوظائف لأبناء الوطن.
ورفع رئيس برنامج الإسكان الشكر والتقدير للقيادة على دعمها الكبير لجلب أحدث التقنيات العالمية في مجال البناء والتشييد، وجعل المملكة العربية السعودية سباقة في المجالات كافة، مؤكداً حرص الدولة على تطوير الصناعات المحلية في هذا المجال، وتحفيز القطاع على الاستفادة من أحدث التقنيات والتكنولوجيا المتطورة في المشاريع الاسكانية.
بدورها، أكّدت نائبة السفير الهولندي في المملكة العربية السعودية السيدة ماشا باك أن تجربة بناء المنازل باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد تُعد فريدة للغاية، مشددة على أن هذه التجربة في السعودية مثالاً جيداً لمنزل المستقبل، مشيرة إلى أن هناك علاقة اقتصادية فعالة بين البلدين ممتدة منذ عقود عدة، شملت الجانب المصرفي وغيره من المجالات الاقتصادية الأخرى.
وتهدف مبادرة تحفيز تقنية البناء من هذه التجربة إلى تسليط الضوء والتعرف على بعض التقنيات الحديثة التي قد يكون لها إمكانية مستقبلية في الوصول إلى بناء أكثر استدامة من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، والعمل على إمكانية التحسين المستمر على هذه التقنية للحصول على المزايا التقنية في مواقع البناء من حيث التكلفة وتوحيد مستوى الجودة، وقلة النفايات، وسرعة التنفيذ، والحد من حوادث العمل، وإمكانية تنفيذ أشكال لا يمكن تنفيذها بالطرق التقليدية.
يذكر أن تقنية الطباعة ثلاثيّة الأبعاد يتم من خلالها بناء مجسم ملموس من نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد، حيث يمكن الحصول على هذا المجسم من خلال ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد D Scanner)3)، أو من خلال تصميمه باستخدام أحد برامج الحاسوب ( Computer Aided Design “CAD” الخاصة بالتصميم ثلاثي الأبعاد مثلD MAX , Google Sketchup ) 3)، وعلميًا يتم تشكيل هذا النموذج عن طريق طباعة مجموعة من الطبقات المتتالية بعضها فوق الآخر حتى يتم الحصول على الشكل النهائي وهو ما يعرف بنظام التصنيع المضاف (Additive Manufacturing)، ويختلف هذا النظام عن نظامي القولبة والنّحت اللذين يبددان أكثر من 90% من المادة المستخدمة في التصنيع.