السعودية تقود ثورة الأبراج الافتراضية في الشرق الأوسط
ايمن محمد السهلي
تم النشر في السبت 2024-11-02شهد قطاع الطيران في السنوات الأخيرة تطورات تقنية هائلة، ومن أبرز هذه التطورات ظهور تقنية الأبراج الافتراضية، هذه التقنية الحديثة، التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وتمثل نقلة نوعية في مجال إدارة الحركة الجوية، حيث تساهم في تحسين دقة وفعالية إدارة الحركة الجوية بشكل كبير.
وفي خطوة طموحة تضع المملكة العربية السعودية على قائمة الدول الرائدة في مجال الطيران المدني، تواصل شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية (SANS) ريادتها في مجال الملاحة الجوية، وتؤكد التزامها بتحقيق رؤية 2030 في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، والمساهمة بفعالية في الإستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران المدني، إذ تستعد لإطلاق أول برج مراقبة جوية افتراضي في الشرق الأوسط، والذي سيخصص لمطار العلا الدولي، وسيديره كنوز الوطن من المراقبين والمراقبات الجويات البالغ عددهم حوالي (٧٠٠)، يديرون الحركة الجوية بكفاءة واقتدار من خلال ١٨ برج مراقبة ومركزين إقليمين، ويساندهم ويدعمهم على مدار الساعة زملاءهم المبدعين مهندسي وفنيي الصيانة في الشركة، الذين يشرفون على أكثر من 1200 جهاز ملاحي في ٥٦ موقعاً موزعة في كافة انحاء المملكة.
وتعتمد تقنيات الأبراج الافتراضية الجديدة على شبكة من الرادارات وأجهزة الاستشعار المتطورة في عملها، حيث تقوم هذه التقنية بجمع وتحليل البيانات الخاصة بحركة الطائرات في المجال الجوي، ومن ثم استخدام هذه البيانات لتوليد صورة ثلاثية الأبعاد لحركة الطائرات الأمر الذي يسهل للمراقبين الجويين متابعة حركة الطائرات بشكل أكثر دقة وفعالية.
كما تُعد تقنيات الأبراج الافتراضية نقلة نوعية في مجال الملاحة الجوية، حيث من المتوقع أن تساهم في تحقيق العديد من الفوائد، من أبرزها:
– زيادة سعة المطارات: من خلال تحسين إدارة الحركة الجوية، حيث يمكن زيادة عدد الطائرات التي يمكنها الهبوط أو الإقلاع من المطار في نفس الوقت.
– تقليل التأخير: تساعد هذه التقنية في تقليل وقت انتظار الطائرات على مدرج الإقلاع أو الهبوط، مما يؤدي إلى تقليل التأخير في الرحلات الجوية.
– تحسين السلامة: تساهم الأبراج الافتراضية في تحسين سلامة الطيران من خلال مراقبة حركة الطائرات بشكل أكثر دقة وتقديم تحذيرات مبكرة في حالة حدوث أي مخاطر.
– تقليل التكاليف: من المتوقع أن تساهم هذه التقنية في تقليل التكاليف التشغيلية للمطارات وشركات الطيران، من خلال تحسين الكفاءة وتقليل الحاجة إلى بنية تحتية تقليدية.
ختاماً، إن إطلاق أول برج مراقبة جوية افتراضي في الشرق الأوسط في وطننا الحبيب سيعزز من مكانة المملكة كقائد إقليمي في تبني التقنيات الحديثة وتحقيق التفوق في مجال الطيران، ونتطلع إلى ما ستجلبه هذه التقنية وغيرها من المبادرات الفريدة وغير المسبوقة دولياً، من منافع على المملكة بشكل عام وعلى جميع العاملين في صناعة النقل الجوي على وجه الخصوص.