الجاسر يعلن انطلاق رحلة (السعودية SV2020) “معاً نصوغ مستقبلن
تم النشر في الأثنين 2015-05-18
بحضور ومشاركة كافة القيادات التنفيذية بالمؤسسة وشركاتها ووحداتها الاستراتيجية، أعلن مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر انطلاق رحلة الخطوط السعودية (SV 2020) “معاً نصوغ مستقبلنا” المتجهة نحو مستقبل أفضل للناقل الوطني برؤيةٍ جديدة ذات أبعاد عالمية وقدرات تنافسية وأسس تجارية ، وذلك في ختام لقاء موسع وغير مسبوق عُقد على مدار ثلاثة أيام بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية حضره جميع رؤساء القطاعات والإداريين التنفيذيين وأصحاب المبادرات وفريقاً استشارياً متخصصاً في برامج التحول والتغيير من أجل مناقشة الخطة الاستراتيجية الخمسية للخطوط السعودية (2015 ـــ 2020) وبرنامج التحول والتغيير الذي اتخذته الإدارة التنفيذية للمؤسسة شعاراً للمرحلة المقبلة .
وافتتح المهندس صالح الجاسر فعاليات اللقاء التنفيذي بكلمةٍ أكد فيها أن هذا اللقاء غير الاعتيادي الذي يضم جميع القيادات والإداريين التنفيذيين بالمؤسسة في مكان واحد من أجل هدف واحد وهو نقل هذه المؤسسة إلى الأفضل عبر خطة استراتيجية شاملة تراعي متطلبات المرحلة الحالية والتحديثات المستقبلية في صناعة النقل الجوي وتواكب المستجدات المتسارعة في هذه الصناعة .
وقال الجاسر في كلمته المباشرة والمرتجلة : “هناك الكثير مما يستحق أن نفخر ونعتز به في هذه المؤسسة ، وهناك الكثير من الجهود المخلصة والعمل المتميز في تاريخ هذه المؤسسة ، وهناك الكثير من التغيرات الإيجابية التي شهدتها .. ولكن هل هذا يكفي ؟! العالم من حولنا يتغير بسرعة كبيرة ، والأداء الحكومي الذي يوصم عادة بالبطء لم يعد كذلك بل أصبح يتميز بالسرعة في التحول والتغيير للأفضل ، فالتوجه في هذه المرحلة هو من أجل التغير للأفضل في جميع المجالات وعلى كافة المستويات ومن ضمنها صناعة النقل الجوي التي تشهد تحولاً كبيراً وسرعةً في التغيير تواكب المستجدات المتلاحقة في الصناعة وأصبح “التغيير” هو حديث الساعة لروادها ، وما يسهل الأمر بالنسبة لنا أن لدينا أساسٌ متين نبني عليه بحيث نستطيع أن نتغير إلى الأفضل ، فقد تمت هيكلة المؤسسة وتحويلها إلى عدة شركات ووحدات استراتيجية بحيث تسهل إدارتها وحركتها وهو الأمر الذي يساعد على التغيير بسرعة أكثر ، ولكن كل ذلك لا يكفي ، فمستوى التغيير الذي نمضي به لا يواكب سرعة المتغيرات المتتابعة سواء على صعيد توقعات عملائنا أو على مستوى القرارات الحكومية التنظيمية أو التغيرات في الصناعة التي نعمل بها ، ولذلك علينا أن نبدأ من اليوم وأن لا نؤجل عمل اليوم إلى الغد فما نستطيع أن نعمله اليوم ولم نعمله سيُصبِح أكثر صعوبة غداً ، ومن غير المناسب أن نذهب بعد سنوات لنحاول أن نسترجع ما نفقده اليوم” .
وأبدى الجاسر تفاؤله بقدرة “السعودية” على إحداث التغيير المطلوب في الوقت المحدد وربما قبل ذلك بتوفيق الله ثم بقدرات مواردها البشرية التي تمثل الاستثمار الأمثل للمؤسسة وكذلك الطاقات الكامنة غير المستغلة ، مؤكداً أن الخطوط السعودية تملك من المقومات والأساس القوي ما لا يتوفر لدى الكثير من الشركات الكبرى التي عمل في بعض منها سواء في إداراتها التنفيذية أو مجالس إداراتها.
وقال : “لا نريد تحقيق المستحيل أو غير الممكن ، ما نريده هو إدارة الهدف والاستحواذ على الفرص وأن يعمل الجميع سوياً كفريق واحد في رحلة ممتعة ، نعلم أن التغيير ليس سهلاً وهناك الكثير من العوائق التي ممكن أن نتخيلها أو نتوقعها أو نشاهدها ، لكن رحلة التغيير رحلة ضرورية وممتعة ستوصلنا لتحقيق الهدف الذي نطمح إليه وهو أن تكون هذه المؤسسة في المكان اللائق بها ، فأرجوا أن نعي أهمية هذه المرحلة وما نحن بصدده ، وأرجوا أن نعمل سوياً يداً واحدة ، ومتى عملنا ذلك سنصل للهدف ونحقق ما نسعى إليه سوياً خدمة لوطننا ولمجتمعنا بل وخدمة لأنفسنا ، وفقكم الله وبارك جهودكم وأتمنى لكم بمشيئة الله رحلة سـعيدة” .
تم بعد ذلك توزيع فرق العمل على عشر مجموعات متخصصة لمناقشة المبادرات والخطط بعد أن تم تحديد (20) مبادرة لإنفاذ برنامج التحول ، وقامت فرق العمل بالتركيز على (10) مبادرات سيتم تنفيذها خلال عام 2015م ، حيث قامت هذه الفرق بتقديم خططها لتنفيذ المبادرات أمام جميع التنفيذيين بالمؤسسة والذين تبنوا جميعاً الخطة الاستراتيجية الخمسية وبرنامج التحول ، وبدأت الفرق العشرة تنفيذ المبادرات بدءاً من مطلع هذا الأسبوع وستكون هناك متابعة دقيقة لجميع الخطوات بمساعدة مكتب برنامج التحول والذي أنشئ خصيصاً لهذا الغرض .
وتعتمد خطة الخطوط السعودية الاستراتيجية للسنوات الخمس المقبلة على استكمال كافة المتطلبات اللازمة لتمكينها من أن تكون ناقلاً جوياً عالمياً حريصاً على إرضاء ضيوفه ، يعمل بقدرات تنافسية وأسس تجارية ، رافعاً بفخر شعار الوطن حول العالم بسواعد عالية التأهيل ، والحفاظ على أعلى معايير السلامة والجودة ، وتكثيف التدريب والتأهيل وتطوير قدرات ومهارات الكوادر البشرية بمختلف فئاتها وفي جميع المجالات ، وترشيد المصروفات وزيادة الإيرادات وتنويعها وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد وسد كافة الثغرات التي قد تؤدي لإهدارها .
وتهدف الخطة الاستراتيجية للخطوط السعودية إلى مضاعفة ما تم إنجازه في سبعين عاماً من عُمر المؤسسة خلال سبع سنوات وذلك بزيادة الأسطول ورفع عدد الطائرات من (119) طائرة حالياً إلى (200) طائرة في عام 2020م ، وكذلك زيادة السعة المقعدية والرحلات الداخلية إلى جانب الوصول إلى محطات دولية جديدة ، كما تهدف الخطة إلى مواصلة النمو في أعداد المسافرين عبر برامج جديدة لتحسين الخدمات ومستوى تجربة العملاء ، علماً بأنه قد تم نقل ما يزيد على (28) مليون مسافراً خلال العام الماضي 2014م .
وقد شرّف معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية اللقاء التنفيذي ، وألقى كلمةً أكد فيها على ضرورة التغيير للأفضل والتفاعل مع الرؤية الجديدة للمؤسسة لتصل إلى المكانة اللائقة بها ، مشدداً على أن ذلك لم يعد خياراً فقط بل ضرورة حتمية لمواكبة المتغيرات المتسارعة حولنا في الداخل والخارج .
وكانت المؤسسة قد استعانت ببعض بيوت الخبرة العالمية لتحديث استراتيجية “السعودية” وصياغة خطة استراتيجية ، وعليه تم تكوين فريق ضم عدداً من التنفيذيين في المؤسسة لإنجاز المهمة ، وبعد دراسة العديد من عروض شركات متخصصة ورائدة ، تم اختيار “مجموعة بوسطن الاستشارية” والتي عقدت الكثير من اللقاءات وورش العمل مع جميع التنفيذيين في المؤسسة والتقت بشرائح من كافة المستويات الوظيفية في مختلف مواقع العمل ، وتمخض عن هذه اللقاءات تحليل للوضع الراهن والخطوات المطلوب اتخاذها لتتمكن المؤسسة من تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات وبما يمكّن “السعودية” من تحقيق ريادة مستدامة بين كُبريات شركات الطيران العالمية واستمرارية اضطلاعها بدورها المحوري والهام في تقديم خدمات النقل الجوي بين مختلف مناطق المملكة وتوسيع شبكتها الدولية لتصل إلى محطات أخرى جديدة في كافة أنحاء العالم .