التسويق علم موجود لكنه مفقود
تم النشر في السبت 2020-10-24
سليمان بن عبدالعزيز السنيدي
لا يخفى على الجميع أهمية التسويق في وقتنا الحاضر لما له من ضرورة قصوى في مجال المبيعات أو نشر الخدمات أو إعطاء الصورة للمستهلك أو المتلقي.
ولو أردنا أن نتحدث عن التسويق.. هل هو علم أو فن أو مهارة لوجدنا أنه تجتمع فيه جميع هذه التعريفات.
فهو علم حديث يتطلب المهارة في التقديم والأداء، وفن في صناعته في قالب يعكس عرض وتصوير المنتج بقالب احترافي تتطلبه احتياجاتنا في جميع المجالات.
والتسويق الحقيقي أو المميز أو الذي يحمل الإبداع لا بد أن يرتكز على الإجابات الستة وهي:
أين؟.. ويقصد بها أين سأطرح هذا الإعلان أو المنتج التسويقي ليكون ناجحا بكل المقاييس للحصول على الأهداف المتوقعة.
متى؟.. ويُقصد بها متى أضع الإعلان عن هذا المنتج أو متى أختار الوقت الذي يناسب طرح هذا المنتج لأصل به إلى شريحة أكبر من المتلقين أو المستفيدين. منْ؟.. وهذه لا تقل أهمية بل تزداد أهميتها لأنها عبارة تعريفية في اللغة ويقصد بها للعاقل، وهم المقصود بهم الذين يستهدفهم هذا المنتج أو المادة المعلن عنها. كيف؟.. والمقصود هنا كيف أطرح المنتج أو الإعلان بصورته الحقيقة فأضعه في قالب يتناسب مع نقل الصورة الحقيقة لهذا المنتج لدى المتلقي بعرض وتصوير جذاب.
ماذا؟.. وهذا السؤال له أهمية في المجال التسويقي حيث يكون لدرجة من الشفافية والوضوح ويشمل معلومات كاملة عما يتوقع أن يسأل عنه المستهلك أو المتلقي. هل؟.. والمقصود هنا هل هذا المنتج أو الإعلان التسويقي سيكون له نتائج إيجابية أو ردود أفعال من قبل المتلقين أو المستهلكين، وهل الجمهور المستهدف هم من يبحث عن هذا المنتج أم لا. وإني من خلال هذه السطور أتمنى أن تهتم الجهات المنتجة في بلدنا الغالية بهذا الجانب والاستفادة من خريجي الجامعات في مجال التسويق والإعلام ليكون العمل التسويقي احترافيا ينطلق من معايير علمية منتظمة تزخر بالأساليب التي ترقى إلى اهتمامات المستهلكين؛ ليكون ذلك منطلقا لجميع الجهات التي يُنتظر منها رسم تلك اللوحة الفنية في التسويق والإعلان لجميع متطلبات الحياة.
وأعتقد أن الجمعيات والشركات والمؤسسات المتوسطة والصغيرة هي أحوج ما يكون لهذا العلم وليست الشركات الكبيرة.
ولعلي أشير إلى أهمية وضع برامج أو دراسات تسويقية للمنتجات الزراعية والصناعات المحلية في ضوء تلك الفرص المتاحة من قبل حكومتنا الرشيدة.
سنرى نظاما متكاملا في حال لو تم إنشاء جهة أو هيئة تُعنى بهذا الموضوع المهم للوصول للأهداف والنتائج التي تعتمد على أسس علمية بحيث يكون هناك تفصيل للتخصص التسويقي على حسب تلك المجالات.
فلو قامت تلك الجهات أو المؤسسات بتفعيل هذا الدور المهم لخلصنا إلى نتائج كثيرة منها:
- استقطاب خريجي الجامعات وانخراطهم في تلك الوظائف، وهذا يدخل ضمن زيادة عدد التوظيف وتقليل البطالة.
- كذلك تنظيم حركة المبيعات في تلك القطاعات على ضوء الميزانيات المتاحة لها لتحقيق الأرباح وزيادة الإنتاج.
- كذلك تفعيل دور الغرف التجارية في المدن والمحافظات من حيث الاستفادة من الدراسات والدورات المتاحة في هذا الجانب.
- كذلك إعطاء الثقة الكاملة للمواطن السعودي ليكون عضوا فاعلا ومشاركا في التنمية الوطنية.
- كذلك هذا الإجراء يقلل من الغش التجاري أو قد يقضي عليه من قبل من يقومون بالتضليل على الناس بالمنتجات الرديئة.
وأخيرا.. ستكون النتائج مذهلة عندما يتم ربط تلك المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة بنظام آلي ومواقع إلكترونية تنقل الصورة الحقيقة للإعلان عن المنتج أو تسويقه من المصدر الموثوق وليس من أشخاص أو جهات غير موثوقة.
عن الرياض