الاتحاد الأوروبي يهدد بـ «ترسانة» إجراءات لمواجهة الرسوم الأمريكية
تم النشر في الجمعة 2018-03-09
أكد بيار موسكوفيسي المفوض الأوروبي للاقتصاد والشؤون المالية أمس أن الاتحاد الأوروبي يملك “ترسانة إجراءات” للرد في حال نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تهديده بفرض رسوم جمركية كبيرة على واردات الفولاذ والألمنيوم.
وبحسب “الفرنسية”، قال موسكوفيسي لتلفزيون “بي إف إم” وإذاعة مونت كارلو “إذا ثبت ترمب هذه الإجراءات، عندها لدينا ترسانة كاملة”، وكان المفوض الأوروبي يرد على سؤال عن مخاطر حرب تجارية بعد إعلان ترمب رغبته في فرض رسوم كبيرة على واردات الفولاذ والألمنيوم.
وتشمل الإجراءات الأوروبية عددا كبيرا من العناصر، وتنص الإجراءات الأولى التي قدمتها المفوضية على “إجراءات مضادة تتعلق بامتيازات تم الاتفاق عليها بشأن منتجات بينها البرتقال والتبغ” الأمريكي.
وأضاف موسكوفيسي أن الهدف هو الوصول بذلك إلى “منتجات يتم تصنيعها في دوائر” يسيطر عليها الجمهوريون حزب دونالد ترمب، وخصوصا تلك المرتبطة برئيس مجلس النواب بول راين، بهدف إفهام الكونجرس أنها خسارة للجميع، ومشيرا أيضا إلى “إجراءات إنقاذية” لتجنب إغراق السوق الأوروبية بكميات من الفولاذ لا يمكن تصريفها في الولايات المتحدة.
وتابع موسكوفيسي: “المفوضية الأوروبية تحتفظ أيضا بحق نقل الخلافات المحتملة إلى منظمة التجارة العالمية.. وعلينا ألا نقبل بأن يصبح كل طرف لا يهتم إلا بمصالحه في العالم وعلينا الإبقاء على التعددية”، معتبرا أن “الحمائية ليست الرد إطلاقا. الحمائية نزعة قومية، إنها الحرب. والحرب لا تؤدي سوى إلى خاسرين”.
من جهته، أكد جيركي كاتاينن نائب رئيس المفوضية الأوروبية أن بروكسل تأمل في الحصول على إعفاء من رسوم استيراد أمريكية مزمعة مبديا اعتقاده أن إعفاء دولة واحدة من دول الاتحاد سيسري على الاتحاد ككل.
وأبلغ كاتاينن مؤتمرا صحافيا في بروكسل: “ننتظر بقلق النتيجة النهائية.. للمرء أن يقول إنها أخبار جيدة، نوعا ما، كون هناك فرص لتفادي الأضرار”، مضيفا أن الاتحاد مازال يحاول إقناع الولايات المتحدة بأن الرسوم فكرة سيئة.
ويرى كاتاينن أنه “لا حاجة بنا إلى العودة إلى الثلاثينيات. تكفي العودة إلى العقد الأول من الألفية الحالية عندما فرضت السلطات الأمريكية رسوما على واردات الصلب من أوروبا. كانت النتيجة العملية أن فقدوا الآلاف الوظائف في الولايات المتحدة”.
وكان البيت الأبيض قد قال إن ترمب ربما يصدر إعفاءات مؤقتة من الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم لكندا والمكسيك وعدد من الدول الأخرى، ووعد ترمب في تغريدة على “تويتر” بمرونة مع “الأصدقاء الحقيقيين” للولايات المتحدة.
وكتب ترمب في تغريدة: “علينا أن نحمي ونبني صناعات الفولاذ والألمنيوم لدينا مع إبداء مرونة كبيرة وتعاون مع من هم أصدقاؤنا الحقيقيون ويعاملوننا معاملة منصفة في مجالي التجارة والدفاع”.
إلى ذلك، حذرت الصين من تضرر الجميع في حال أطلق ترمب حربا تجارية ملوحة باحتمال اتخاذ إجراءات مضادة، فيما تظهر الأرقام الرسمية في تلك الأثناء أن العملاق الآسيوي حافظ على فائض تجاري قوي مع الولايات المتحدة.
وأشار وانج يي وزير الخارجية الصيني إلى أن بلاده ستعتمد “بالتأكيد ردا مناسبا وضروريا” إذا ما فرضت الولايات المتحدة إجراءات تجارية ضدها، مضيفا خلال مؤتمر صحافي على هامش الجلسة السنوية للبرلمان أنه في ظل “عصر العولمة، فإن من يلجأون إلى حرب تجارية إنما يختارون العلاج الخاطئ لأن جلّ ما يفعلونه هو أنهم يعاقبون أنفسهم”.
وأضاف وانج يي أن “دروس التاريخ تعلّمنا أن الحروب التجارية ليست أبدا الحل الأمثل لمعالجة مشكلة، وأن الصين ستعتمد بالتأكيد ردا مناسبا وضروريا”.