«الإمارات لحماية المستهلك»: الضريبة لجمت الإنفاق الاستهلاكي
تم النشر في الأحد 2018-02-04
اظهرت السلع الأساسية (الأرز والزيت والدقيق والسمن) بقوة في عروض منافذ البيع في أبوظبي مع بداية الشهر الثاني لتطبيق ضريبة القيمة المضافة بعد أن غابت خلال الشهر الأول وكانت أحد الأسباب الرئيسية وراء تراجع الإنفاق الاستهلاكي للمستهلكين،
فيما أكدت دراسة أجرتها جمعية الإمارات لحماية المستهلك أن الضريبة نجحت في الشهر الأول لتطبيقها في لجم الإنفاق الاستهلاكي الضار إلى حد كبير.
وبحسب تقرير ” البيان الامارتية ” وخلال الشهر الماضي غابت عروض السلع الأساسية بشكل كبير في حملات العروض الأسبوعية، وتواجد في عروض جمعية أبوظبي التعاونية عرضين فقط لنوع من زيت الطعام ونوع آخر من الأرز وعرض كارفور نفس النوع من الزيت بسعر أدني بنحو 5 دراهم، وخلت عروض اللولو هايبر ماركت من غالبية السلع الأساسية.
لكن مع عروض المنافذ التي بدأت منذ الخميس الماضي ظهرت بقوة عروض السلع الأساسية لأول مرة، وعلى سبيل المثال تضمنت عروض جمعية أبوظبي التعاونية التي تستحوذ على 30% من سوق تجارة التجزئة في أبوظبي نحو 11 نوعاً من زيت الطعام منها أنواع لعلامات تجارية شهيرة و12 نوعاً للأرز البسمتي والمصري ونوعين للسمن الصناعي، إضافة إلى عروض أخرى على الخضراوات المعلبة والجاهزة.
إقبال
وأكد مستهلكون التقاهم “البيان الاقتصادي” على أن الإقبال على منافذ البيع خلال الأيام الماضية لم يكن كبيرا ولا يقارن بالأعداد الكبيرة التي كانت تفد على المنافذ خاصة مساء الخميس والجمعة من كل أسبوع. وقال المستهلك عبد الله البيطاري: منافذ البيع حرمتنا خلال شهر يناير من عروضها الكبيرة وغالبية المستهلكين لديهم حاليا وعي كبير بإنفاقهم ولم يعد الغالبية من المستهلكين كما كانوا بالأمس يشترون بكميات كبيرة وبدون وعي، والجميع اليوم يرشد إنفاقه خاصة أن مبالغ الضريبة على السلع الغذائية والكمالية ليست قليلة وعلى سبيل المثال فإنني اشتريت خلال الشهر الماضي بنحو 8 آلاف درهم سلع أساسية وكمالية منها ثلاجة بقيمة 2990 درهما، وبلغ قيمة الضريبة 400 درهم وهو مبلغ ليس قليلاً.
تخفيض
وأشارت المستهلكة دعاء خير الله أنها خفضت إنفاقها الاستهلاكي للمواد الغذائية فقط للشهر الماضي بأكثر من 900 درهم، منها ما لا يقل عن 150 درهما كانت تنفق على المشروبات الغازية وأقنعت أولادي بعدم تناولها.
ويؤكد إبراهيم البحر خبير قطاع تجارة التجزئة في أبوظبي على النجاح الكبير لضريبة القيمة المضافة في لجم الإنفاق الاستهلاكي للمستهلكين، معرباً عن أمله أن يستمر وعي المستهلكين طوال شهور العام وليس شهرا واحدا. ويقول” أتخوف جدا من أن يعود المستهلكون لعاداتهم الشرائية غير الصحيحة، خاصة وأن منافذ البيع لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تراجع حركة الشراء لأن المعروض لديها كبير وسوق أبوظبي تنافسي بشكل كبير، ورأينا خلال اليومين الماضيين فروعاً تعرض سلعا بخصومات تصل إلى 50% وستصل إلى 70% قريباً خاصة وأن غالبية المنافذ تخلصت حاليا من عمليات الجرد السنوي للعام الماضي وحددت أرباحها بدقة.
ويتفق خالد الحوسني رئيس جمعية الإمارات لحماية المستهلك مع ما ذكره إبراهيم البحر مشددا على استمرار توعية المستهلكين بترشيد إنفاقهم الاستهلاكي خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن الجمعية انتهت من إعداد دراسة حول نتائج تطبيق ضريبة القيمة المضافة على منافذ البيع في الدولة خلال الشهر الأول من التطبيق خلصت إلى أن الإنفاق الاستهلاكي خلال الشهر الماضي شهد تراجعا كبيرا، كما أن غالبية المستهلكين رشدوا إنفاقهم، كما خلصت الدراسة إلى أن أسعار السلع الغذائية الأساسية أعلى في فروع الجمعيات التعاونية مقارنة بكارفور واللولو. وقال: الضريبة أرسلت رسالة مباشرة للمستهلكين وهي ضرورة انتقاء مشترياتكم بدقة وأعتقد أنها حققت إيجابيات حقيقية.
ويوضح أن الجمعية ترى أن منافذ بيع صغيرة كثيرة مازالت لا تخضع للضريبة وترفع أسعارها بشكل مبالغ فيه بدعوى تطبيق الضريبة مشدداً على ضرورة إلزام هذه المنافذ بتعليق ملصق يفيد بأن أعمالها خاضعة للضريبة مع توقيع غرامات على المخالفين.
ويتوقع الحوسني عدم وجود إقبال كبير خلال الفترة المقبلة من المستهلكين على سلع التخفيضات بمنافذ البيع حتى لو زادت نسبة الخصومات إلى 70%، مؤكداً على أن المستهلكين ينتقون حالياً مشترياتهم بدقة.