الإمارات تعتمد “المبادرات الجزئية” لتسريع القضاء على التهاب الكبد الوبائي بحلول عام 2030
تم النشر في الأربعاء 2019-10-16
دعماً لأهداف منظمة الصحة العالمية المتمثلة في القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي سي (HCV) بحلول عام 2030، والجهود التي تبذلها وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات العربية المتحدة، وجمعية الإمارات لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، وغيرها من الهيئات الإقليمية، سلطت “جيلياد ساينسز الشرق الأوسط” الضوء على أهمية اتباع نهج “المبادرات الجزئية”.
فهو عبارة عن استراتيجية فعالة لتتبع القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) على المستوى الوطني من خلال استهداف الشرائح السكانية الواحدة تلو الأخرى. فعبر تخصيص مبادرات التدخل العلاجي مع احتياجات الشرائح المستهدفة يمكن تبسيط جهود القضاء على المرض ورفع قابلية تحقيقها وجعلها أقل كلفة من المبادرات التقليدية الشمولية [1]. ويشهد العالم حاليا تكاثف جهود القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي سي، حيث أثبتت استراتيجيات المبادرات الجزئية فعاليتها في التعامل حتى مع أصعب الحالات المرضية[2].
في هذا السياق قال السيد كاري جيمس، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي لالتهاب الكبد، لندن، المملكة المتحدة: “إن المبادرات الجزئية هي الطريقة الأكثر واقعية لتحقيق أهداف استئصال المرض، حيث تمنحنا القدرة على تخصيص الموارد المناسبة وتقديم الدعم لممتهني الرعاية الصحية في المجتمعات المحلية وتكييف التدخلات العلاجية بحسب احتياجات شرائح معينة. فمن خلال المبادرات الجزئية، يمكننا استهداف الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل أولئك المعرضين لتعاطي المخدرات والمرضى الخاضعين لعمليات نقل الدم المنتظمة- أو المناطق التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي، وغيرها من عوامل التصنيف، للعمل بطريقة استراتيجية محسنة.”
وفي عام 2016، أقرت جمعية الصحة العالمية استراتيجيتها العالمية لقطاع الصحة (GHSS) بشأن التهاب الكبد الفيروسي، داعيةً إلى القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) بحلول عام 2030باعتباره تهديدًا للصحة العامة. وتهدف الاستراتيجية إلى تقليل الإصابات الجديدة بنسبة 90٪ والوفيات الناجمة عنه بنسبة 65٪ [3]. وحالياً هناك 71 مليون شخص مصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) في جميع أنحاء العالم، أكثر من 21٪ منهم (15 مليون) يعيشون في منطقة الشرق الأوسط – ما يمثل أعلى معدل انتشار للعدوى بين مناطق العالم.
وأضاف الدكتور سمير العوضي، رئيس جمعية الإمارات لأمراض الجهاز الهضمي والكبد: “نظرًا لأن معدلات الانتشار منخفضة نسبيًا مقارنةً بالبلدان الأخرى في المنطقة، فإن استراتيجية المبادرات الجزئية بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية في الإمارات كالجهات الحكومية، ومقدمي الرعاية الأولية، وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية، وواضعي السياسات، وشركات الأدوية، هي مفتاح تحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) بحلول عام 2030. ففي الوقت الذي نجحت فيه مبادرات التوعية على المستوى الوطني، إلا أن اتباع نهج مبسط بأهداف محددة أصغر وقابلة للتحقيق سيؤدي إلى دفع جهود العلاج والحفاظ على زخم القضاء على الفيروس لدى الشرائح السكانية الواحدة تلو الأخرى.”
من جهتها قالت الدكتورة مريم الخاطري، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله المسؤول عن تنفيذ المبادرات الجزئية التي أطلقتها وزارة الصحة للقضاء على فيروس سي في رأس الخيمة، “رغم انخفاض معدل انتشار التهاب الكبد الوبائي سي في دولة الإمارات، إلا أنه التعاون الوثيق بين مختلف الجهات المهنية، من حكومات ومقدمي الرعاية الأولية، وغيرهم من المتخصصين وواضعي السياسات وشركات الأدوية، هو المفتاح الرئيسي لتحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية في القضاء على الفيروس. وفي حين أثبتت الجهود الحالية نجاحها حتى الآن، إلا أن هناك حاجة لتبسيط النهج عبر اعتماد خطة استراتيجية لتقسيم الأهداف الوطنية إلى أهداف أصغر تركز على المجموعات الفردية الأكثر عرضة للمرض، والتي من شأنها دعم الحفاظ على زخم جهود القضاء على المرض.
وقد استضافت جيلياد ساينسز ورشة عمل في الشرق الأوسط حول موضوع المبادرات الجزئية، لمناقشة النهج المقترح للتعامل مع فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) في الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. وقامت بتثقيف ممتهني الرعاية الصحية الأولية حول مبادئ المبادرات الجزئية وفوائد تبسيط علاج التهاب الكبد الفيروسي والخطوات التالية لكل بلد.
ومن خلال إنشاء منصة التعليم الطبي المستمر التي تمكن خبراء أمراض الكبد المحليين والإقليميين والدوليين من التواصل وتبادل الأفكار، تؤكد جيلياد ساينسز مجددًا التزامها بالجهود التعليمية لأخصائيين الرعاية الصحية في مجال أمراض الكبد في الشرق الأوسط.
[1] نهج المبادرات الجزئية للقضاء على التهاب الكبد الوبائي سي: اعتبارات استراتيجية وتشغيلية
[2] منظمة الصحة العالمية. مبادئ توجيهية لرعاية وعلاج الأشخاص المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي المزمن
[3] منظمة الصحة العالمية، 2017 ، تقرير التهاب الكبد العالمي