تم النشر في الأثنين 2015-11-16
لم يخطئ معالي وزير الإسكان عندما قال إن مشكلة الإسكان هي مشكلة فكر وإن المعضلة لا تكمن في الأراضي أو الموارد وإنما في الفكر.. نعم أقول لم يخطئ لأن بلادنا ذات المليوني كيلومتر مربع لا يمكن أن تشكو من شح الأراضي، وبلادنا ذات العشرة ملايين برميل من النفط يومياً لا تشكو من ندرة الموارد، إذاً فالقضية هي فعلاً مسألة فكر، الفكر الذي لم يتمكن من إيجاد الأراضي الحكومية البيضاء لأن فكراً آخر قد تغلب عليه وهو فكر المنح والعطاء بل ربما الاستيلاء، وهي مسألة فكر لأن الفكر الموجود في وزارة الإسكان لم يتمكن من إيجاد الصيغ الملائمة لتمويل برامج الإسكان الميسر وصياغة السبيكة المثالية من التمويل الشخصي والمصرفي والحكومي، وهي مسألة فكر لأن فكر وزارة الإسكان لم يبتكر النماذج الخلاقة من تشجيع الاستثمار الخاص في قطاع الإسكان بدلاً من الاعتماد على الطرق التقليدية في طرح مناقصات لمشاريع الإسكان ثم متابعتها ثم النظر في ما يعتريها من سوء تنفيذ أو تعثر في الإنجاز.
لقد حظيت وزارة الإسكان بدعم لم تحظ به كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى، ولا غرابة في ذلك ،ففي المملكة نسبة عالية من الشباب الداخلين إلى سوق العمل والمقبلين على حياة اجتماعية جديدة، وتأمين الوظيفة والسكن هما أكثر متطلبات هذه المرحلة من عمرهم إلحاحاً وأهمية، وهما العنصران اللذان كان لهما الأثر الأول في اندفاع الشباب في البلدان العربية الأخرى إلى الشوارع والميادين.
يظن البعض أن معالي الوزير عندما قال مقولته الشهيرة تلك كان يرمي بالكرة في ملعب المواطن أو يوحي بأن هذا المواطن مدلل كثير الطلبات ولا يكتفي بشقة مساحتها أربعون متراً ولا يرتضي الصبر في انتظار قرض صندوق التنمية العقارية لعشرة أعوام إن زادت فإنها لا تتجاوز العشرين!! وأنا أربأ بمعالي الوزير أن يقول مثل هذا أو حتى يفكر فيه أو أن يحذو حذو ماري أنطوانيت التي اقترحت على الشعب أن يأكل البسكويت بدلاً من الخبز.
أيها السادة، الإسكان كما قال معالي الوزير ليس مشكلة أراضٍ أو موارد، بل هو مشكلة فكر يستطيع أن يخطط وينفذ ويتابع ويدرك الاحتياجات ويسخر الإمكانيات ويقدم النتائج وليس الأعذار أو المبررات.