مقالات

الإدمان المباح

تم النشر في الخميس 2021-08-26

كل يوم من أيام أسبوع التداول يدخل الآلاف من المتداولين سوق الأسهم بيعاً وشراءً.. معظمهم يحكمه خبر عن الشركة بمشاركتها في إندماج أو إستحواذ أو مشروع مستقبلي .. فينطلق بعاطفة نحو سعر السهم للشركة التي سمع عنها .. وتأثر بعاطفته نحوها .. أملاً في تحقيق أرباح تتجاوز عن صبره وهدوئه لجني أرباحاً من شركة أخرى كان قد أشترى فيها ..
وكثير من المتداولين في سوق الأسهم ” وهنا أعني السواد الأعظم ” يتأثر كثيراً بالشائعات والتكهنات .. وربما بقول عابر أو بتقدير خاطيء .. فيندفع شراءً أو بيعاً ..
والغريب أن معظم المتداولين يعولون كثيراً على حظهم في التداولات .. والتعبير السائد ” حظي اليوم غير مواتي ” .. ” السوق تعيس ” ..
هذه العاطفة المتقلبة المزاج من التداول تمثل اللاعب الثاني مع الدكتاتور السوق الذي يتعامل معه المتداول .. فينساق إلى مزاجية برفع الأسعار أو بخفضها .. فيراه محباً عندما يرتفع .. ويراه مرتبكاً وغير واقعي وسيء عندما ينخفض ..
ولكن هنا ليس الإرتفاع أو الإنخفاض .. وإنما كيف نتعامل مع هذا الدكتاتور المتحكم المتقلب .. الذي يفقدنا كثير من ثرواتنا .. ونادراً ما نحقق فيه مبتغانا ..
هناك حساب يسمى تحليل الأصول وحساب يسمى التحليل الفني .. وأرى أن الحسابات الفنية التي ظهرت بشدة في الآونة الأخيرة .. هي أكثر وأبشع الأوصاف للفشل والهزيمة .. فدائماً أحداثها المستقبلية التي تعتمد عليها تؤدي إلى التعثر وخيبة الأمل ..
أما تحاليل الأصول فهي تعتمد على أرقام مستوحاه من ميزانية موثقة توضح رأس المال ومضاعف الربحية ومضاعف قيمة السهم والقيمة السوقية .. وكلما كانت الأمور أكثر وضوحاً .. كانت النتائج إيجابية ..
إن الإلتزامات التي تحمل أعباءها الشركة تعتبر أحد أهم ما يجب النظر إليه .. كما أن إدارتها تمثل قيمة معنوية تدعوا إلى التفاؤل أو العكس ..
وليس بالضرورة أن توزع أرباحاً سنوية من غير إكتراث لحقوق المساهمين وإحتياطاتها.. وإنما نستمر في الربحية ولو بشكل بطيء .. قليل متصل خير من كثير منقطع ..
إن التداول في السوق هو إدمان عليه .. فأختر الوقت الذي تستطيع أن تتخلص فيه من هذا الإدمان ..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock