مقالات

اشتكيهم بدون تردد

تم النشر في الأحد 2021-01-31
(1) يصدف في بعض المجالس الحديث عن وجود حفرة ما في الشارع أو رصيف متآكل، وقد يتم أحياناً تصويرها أو نشرها عبر وسائل التواصل. وعند السؤال حول طبيعة التحرّك المطلوب، يأتي الجواب أنهم ينتظرون البلديّة!؟
(2) الانتظار لا يفيد، فالبلديّات، لا تمرّ كلّ يوم في جميع الشوارع والحارات والأزقّة لاكتشاف الحفر والأرصفة المكسّرة. وينطبق الأمر على وزارة التجارة، إذ ليس بإمكانها مراقبة التزام جميع متاجر التجزئة، مثلاً، ومدى التزامها بالدفع الإلكتروني 7/24.هذا مستحيل.

(3) وخذ قياساً على ذلك، من يشتكون من قلّة نظافة الوحدات السكنيّة أو الغرف الفندقيّة. فوزارة السياحة، يستحيل أن تقوم بتفتيش جميع الوحدات السكنيّة والفنادق والشاليهات، وعددها بعشرات الآلاف على مدار الساعة.

(4) فما هو الحلّ؟ ببساطة، اشتكيهم طال عمرك. بضغطة على غوغل، سيكون أمامك جميع وسائل التواصل وأرقام الهواتف والتطبيقات، وحتى تقديم الشكوى بشكل شخصيّ.

لقد استثمرت الحكومة مبالغ هائلة في تطوير البنية التحتيّة التقنيّة، وعملت على تطوير هيئات ناظمة لمراقبة وتطوير تجربة المستهلك لمختلف القطاعات التجاريّة والصناعيّة والصحيّة. كما عيّنت آلاف الموظفين في مراكز الاتصال وفرق الرقابةوأصدرت القوانين والأنظمة والتشريعات من أجل تلقي الشّكاوى والاقتراحات والاعتراضات.

وبالتالي، من واجب المواطن والمقيم أن يستفيد من كل ذلك، عبر تقديم الشّكاوى عند حصول مخالفة واضحة أو عند وجود اقتراح مثمر، فالآذان صاغية والعقل الحكوميّ منفتح على التغيير والصرامة في تطبيق القانون.

وأخيراً، علينا أن ندرك أن تحسين جودة الحياة والخدمات، يحتاج إلى نفوس شجاعة، لا تسكت عن الخطأ ولا تستسيغه. وكلّما زادت قوّة تطبيق القانون وقمع المخالفات، زادت جودة الحياة وصعب التلاعب. قد يستحي أحدهم أو يتعبر أن الشكوى نميمة أو قطعاً للأرزاق. قطعاً، هذا كلام خاطئ. فالحريص على رزقه لا يخالف القانون. لذلك، لا تردّد. اشتكيهم طال عمرك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock