اختتام فعاليات منتدى تحالف عاصفة الفكر لدورته السادسة
تم النشر في الثلاثاء 2018-04-10
ثمن المشاركون في منتدى “تحالف عاصفة الفكر” عبر دورته السادسة الذي اقيم في الرياض خلال الفترة من 7- 10 ابريل الجاري ونظمته هيئة الصحفيين السعوديين الدور الفاعل والريادي للمملكة العربية السعودية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله” وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف ودعمهما المستمر للتحالف الإسلامي والوقوف بقوة ضد التدخلات الإيرانية التي تدعوا إلى الطائفية وإثارة القلاقل والفتن في المنطقة العربية، رافعين الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، ولمقام وزارة الثقافة والإعلام وهيئة الصحفيين السعوديين للاستضافة المتميزة للمنتدى.
وامتدحوا بكثير من الفخر والاعتزاز نجاح المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب بشتى صوره وبالدور الذي تضطلع به في مجال حفظ الأمن والسلم العالميين، ودورها الفاعل مع دول التحالف لأجل إعادة الشرعية لليمن من خلال عاصفة الحزم، وجهودها الإنسانية لإعادة الحياة الكريمة للشعب اليمني.
ودعى المشاركون إلى اعتماد استراتيجية فكرية وإعلامية للتصدي للتدخلات والتمدد الإيراني في الخليج والوطن العربي نظرا للوضعية الأمنية المتوترة التي تعيشها الدول التي وجدت فيها إيران موقعا.. داعين إلى العمل على تقوية الجبهة الداخلية العربية من خلال جميع مواقع التواصل والإعلام، وما يذهب إلى تفعيل التعاون الإقليمي بين الدول العربية، مع كشف الوسائل التي تستخدمها المنظمات الإرهابية والمتطرفة للإيقاع بشباب وشابات هذه الأمة، والعمل على كل ما من شأنه نقل الخبرات والتجارب بين الدول العربية في كيفية التصدي للفكر الإرهابي والمتطرف.
وطالبوا بالنظر بعين الاعتبار للتحالفات القارية والعمل على تحسين فرص الاستفادة منها لصناعة منظومات قارية متكاملة سواء في أسيا للدول العربية الآسيوية أو أفريقيا للدول العربية الأفريقية “(مجلس تضامن وتعاون آسيوي أو أفريقي) قريب من منظومات الاتحاد الأوروبي واللاتيني والشمال الأمريكي”.. مع توسيع دور “تحالف عاصفة الفكر” عالمياً وتعزيز مبادراته العلمية من خلال فتح آفاق التعاون مع مختلف المؤسسات والمعاهد والمراكز البحثية والأكاديمية في مختلف دول العالم.
وأقر المشاركون العمل على تأهيل الكفاءات الإعلامية تأهيلاً يتوافق مَعَ التوسع الإعلامي الكبير وفي كل المناشط الإعلامية، ليضطلع بدوره التثقيفي والتنويري لمواجهة الباحثين عن العبث بعقول شباب الأمة، مع أهمية بلورة خطاب ديني مضاد لمواجهة الخطاب الأيديولوجي الذي تتبناه التنظيمات المتطرفة، يرتكز على إشعاع ثقافة الأمل في المستقبل والتسامح والتعايش السلمي وفقا للتعاليم الإسلامية السمحة والقيم الإنسانية الكونية.
ورحب المشاركون باستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بمركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية منتدى “تحالف عاصفة الفكر” في دورته المقبلة السابعة، بتاريخ الأثنين 8/10/2018 وحتى الثلاثاء 9/10/2018.
وكانت جلسات المنتدى قد أختتمت اليوم الثلاثاء بعد أن افتتح في يومه الأول سمو أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز فعاليات هذا التجمع الفكري العربي الكبير وتم خلاله أيضا تكريم الإعلامي الراحل الأستاذ تركي السديري وسط مشاركة نخبة من رجال الفكر والثقافة والإعلام في الوطن العربي الذين توافدوا إلى الرياض للمشاركة في التكريم والإلتقاء عبر أربع جلسات للمنتدى كانت عاصفة بالحوار الإيجابي والتطلع إلى كل ما يخدم الرقي بالفكر العربي.
في الجلسة الأولى التي حملت عنوان “التدخلات والتمدد الإيراني في الخليج والوطن العربي” وترأس الجلسة محمد الحمادي رئيس تحرير جريدة الاتحاد الامارتية، شدد الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية اليمني السابق السفير الحالي لليمن في باريس على أن النظام الإيراني هو سبب امتداد الحرب في اليمن لثلاثة اعوام ومنتقدا من يدعي بأنه لا توجد نتائج إيجابية لعاصفة الحزم الذي يقوده التحالف، مؤكدا بأن ذلك غير صحيح، ومشيرا إلى أن 80% من الأراضي اليمنية أصبحت محرره من مليشيات الحوثي، وبات الانقلابيون محاصرون في صنعاء والحديدة وصعدة بعدما كانوا يسيطرون على اليمن… وهناك أخبار سارة في المستقبل القريب – بإذن الله -.
مدير المعهد الملكي للدراسة الاستراتيجية في المغرب الأستاذ/ محمد توفيق ملين قال في مداخلته: إيران تخوض حرباً بارده في المنطقة وهي تريد ان تمتلك سلاحاً نووياً وإيران ذات مشروع عدائي حيث كانت تدعم في التسعينات الوحدات الفيصلية ضد المغرب العربي. كما هي مستمرة الآن في دعم الطائفيين والإرهابيين في دول عربية عدة.
وأشار د.عايد المناع المحلل السياسي والأكاديمي الكويتي إلى أن حملات التطهير الديني في إيران كانت لكل الالوان السياسية، مؤكدا بأن تيار الزحف الإيراني يحتاج إلى مبررات حتى لو كانت وهميه لا سيما وأن جيوشه تتحرك صوب البلاد العربية لكي تمتلك المنطقة، لافتا إلى أن تدخلات إيران في سوريا ولبنان والعراق لم تكن لنصرة المستضعفين بل لنصرة طوائفها، وتوغل إيران في أكثر من دولة عربية ودعمها لمساندة سياسية طائفية ودعم للإرهاب، وأكد أن السعودية تصدت لأكثر من تقدم لإيران في أكثر من منطقة وأن إيران استغلت الأزمة القطرية للوصول للخليج العربي.
واكد الإعلامي والكاتب المغربي الدكتور عبدالحق عزوزي بـأن طبيعة النظام الإيراني كشفت أنه يسعى لتدخلات في المنطقة وهي ليست وليدة العام بل منذ زمن، واضاف بأنه لا يوجد هناك نظام للإيرانيين بل مشروع توسعي لم يكن يعنيه الشيعة بقدر السيطرة السياسية والأيدولوجية على بلدان كثيرة.
وفي الجلسة الثانية التي كانت تحت مسمى (التحالف الإسلامي والتحديات الدولية) وهي التي ترأسها الأمير سعد بن سعود ال سعود عميد كلية الإعلام بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية أكد الدكتور محمد العُرابي وزير خارجية مصر السابق بأن أي تهديد إيراني للملكة العربية السعودية سيكون صداه أكثر من صدى أي تهديد يحدث لدولة اخرى.. وفقا لما ستجده السعودية من تحالفات عربية وإسلامية تدعم موقفها ضد النظام الإيراني، وأضاف قائلًا : توقع معظم السياسيين ان عاصفة الحزم لن تستمر أكثر من عام لكن اصرار النظام الإيراني على دعم المليشيات والتدخل في الشؤون اليمنية أمد في زمن تحرير اليمن.
من جهته شدد الدكتور محمد هويدن رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الامارات على القوة السياسية والعسكرية للسعودية ومكانتها مؤكدا أن البعد السياسي السعودي المتفوق قد أستطاع أن يكون تحالف يضم 41 دولة كأكبر تحالف في العالم.
ولفت وزير المالية الاردني الأسبق الدكتور محمد أبوحمور إلى أن الربيع العربي أسبابه الظاهرة هي أسباب سياسية ولكن أسبابه الجانبية هي اقتصادية وان الدول العربية مطالبة بتحسين بيئتها الاقتصادية، مشددا على أن التحالفات القائمة لا بد أن تكون ذات بيئة متطورة أكبر كي تستمر طويلا.
وأختتم الدكتور كايد هاشم مساعد الامين العام للمنتدى الفكري العربي الحوارات بالتأكيد على أهمية إعادة بناء الصورة الذهنية للإسلام والمسلمين، وأنها من المهام المطلوب تحقيقها على صعيد الفكر والإعلام، واختتم موضوعه عن التحالف فقال: إن التحالف الإسلامي فرصة لتحويل التحديات إلى تحفيزات.
وجاء عنوان الجلسة الثالثة تحت مسمى ” واقع العالم العربي وتأثيرات تساقط الدول المحيطة بالخليج العربي وتأثيره على الأمن الخليجي” وهي التي ترأسها الدكتور فهد الطياش مثيرا لكثير من التحاور والنقاش البناء حينما شدد الدكتور اسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق وعضو مجلس النواب المصري على ان الامن القومي الخليجي جزء من الامن القومي المصري، لافتا إلى ان العالم العربي يحتاج لعصف ذهني لوضع حلول وتوصيات تُرفع إلى القادة المعنين بالأمر توافقا مع أهمية الوضع العربي الجاري.
وأشار هيكل إلى أن غزو العراق للكويت في عام 1990 كان نقطة مفصلية للعمل الجماعي العربي ضد الاعتداءات والكيانات الإرهابية وما تبعها من تهديدات إيرانية في المنطقة أفرزت تنظيمات متطرفة كما هو الحوثي في اليمن، ولفت الوزير المصري السابق إلى أن الدور القطري المساند لبعض القوى المتطرفة قد دفع بنظام الدوحة للابتعاد عن منحى الدول المتحالفة لمكافحة الإرهاب بعدما كانت جزءً من هذا التحالف، ومضيفاً بأن النظام القطري لم يكتف بذلك بل اصبح داعما للإرهاب وختم هيكل حديثة بالإشارة إلى الدور الإيراني الخطير على المنطقة، متى ما امتلكت السلاح النووي.
من جهته أكد وزير الإعلام الكويتي الأسبق الدكتور سامي النصف أن الأمن الخليجي صلب ولا يوجد هناك من يفكر بربيع خليجي رغم أن أحد المحركين للتوتر في منطقة الخليج قد توقف بعد أن كُشفت أهدافه وتوجهاته، على غرار ما حدث في بعض الدول العربية.
واختتم رئيس تحرير جريدة الاتحاد الإمارتية السابق الأستاذ راشد العريمي الحوار بالتركيز على أهمية الامن المجتمعي لأنه هو الطريق الأمثل للأمن الوطني كافة، لافتا إلى أن النظام الإقليمي العربي لم يكن بهذه الصورة المختلفة حتى وقت غزو العراق للكويت صيف عام 1990، وهو المنحنى الذي تصاعدت بعده الأحداث في المنطقة.
ورأى العريمي أن هناك عوامل عدة قد أثرت على الأمن الإقليمي العربي كالعامل الإيراني، ولم يعد لديها ماتخفيه عن حلم التوسع وتصاعد الشكوك حول ماهية المفاعل النووي، مضيفا أن هناك عوامل أخرى كانت مؤثرة جدا كالعامل التركي والقطري والإسرائيلي وجميعها تمارس اللعبة الجيوسياسية، مشددا على أهمية محافظة دول مجلس التعاون الخليجي على مقاطعة دولة قطر حتى تستجيب لكل المطالب وتلتزم بها، ومطالبا تركيا بأن تحترم مصالح دول الخليج وأن لا تتدخل في شؤونها.
الجلسة الاخيرة التي ترأس حواراتها الأستاذ عبدالوهاب الفايز كان التساؤل المطروح “هل يمكن للدول الخليجية أن تستفيد من إيجاد مجلس تعاون وتضامن آسيوي قريبا من منظومات الاتحاد الأوربي واللاتيني والشمال الأمريكي”.. أكد رئيس تحرير صحيفة السياسة الأستاذ/ احمد الجارالله بأن على الدول العربية وضع قوانين فاعلة للتعاون اقتصاديا فيما بينها.. لافتا إلى أن الدول العربية تضع عراقيل فيما بينها اقتصاديا ومشيرا إلى أن الجانب التكاملي الاقتصادي سيفضي إلى مزيد من التعاون وفرص العمل.
وقال الباحث السعودي الدكتور يوسف مكي بأن الشعب القطري هو شعبنا وشعوب الخليج كلها واحدة وبأن الأزمة لن تدوم متى ما التزمت قطر بالمواثيق والمتطلبات الخليجية، واضاف مكي: نأمل بأن يكون هنالك تحالف إقتصادي حقيقي يجمع دول مجلس التعاون بالأشقاء العرب، مؤكدا على أنه في حال توفر الوعي والإرادة والقوة سيصل العرب إلى ما يطمحون إليه.
أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس بالرباط الدكتور محمد أبو الذهب أشار إلى أن حصيلة مجلس التعاون الخليجي بعد 37 عاما من تأسيسه إيجابية وفاعلة، وأفضت إلى تراكم تجارب وترسيخ مؤسساتي إضافة إلى تحقيق سوق مشتركة ولو بشكل جزئي، لافتا بأن المجلس ربما يحتاج إلى نفس جديدة وإلى مقاربة أكثر براغماتية وتدريجية.
واختتم الدكتور علي بن دبكل العنزي رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك سعود بأن العالم يمر اليوم بأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية شديدة، خاصة منطقة الشرق الأوسط التي أثر عليها كثيرا ما يسمى الربيع العربي، مشيرا إلى أن انشاء مجلس التعاون في عام ١٩٨١ كان في الأساس لمواجهة التحديات التي تمر بالمنطقة وأهمها الثورة الإيرانية وبعدها الطائفي وما ينطوي على تصدير الثورة، ومؤكدا أن دول الخليج هي المؤهل الأكبر والأكثر قدرة لقيادة كيان خليجي آسيوي.