مقالات

أول ميزانية وعبد الحميد مهندس

تم النشر في الخميس 2021-08-05

في عام 1972 م افتتحت محلاً لي في شارع الملك عبدالعزيز كأول فرع أفتتحه بعد أن كنت في سوق الحراج “الصاغة” الذي بدأته في عام 1952م مع والدي يرحمه الله الذي بدأ فيه منذ 1907م..
وأردت أن أقوم بعمل ميزانية لي.. ولا اعرف فيها شيئاً.. فلست اكاديمياً مطلقاً في علم المحاسبة.. وكان الأخ عبدالحميد مهندس قد افتتح مكتبه.. فكنت أول زبون عنده.. وباشر في وضع الأسس الدفترية.. عمل بنفسه في كتابة المخزون والدفاتر المحاسبية التي كانت متبعة في تلك الأيام التي تسمى الأستاذ ليحصي ما أملك وما أصرف وما أشتري.. كان الأخ عبدالحميد مهندس يشرف على ذلك وتعلمت منه.. إلى أن أتت أخر السنة وعملنا جرداً للمحل لمطابقته بالمخزون وللبيع والشراء وما إلى ذلك مما هو مطلوب.. وصدرت أول ميزانية للمحل عام 1973م..
كانت فرحتي كبيرة بتلك الميزانية وما حققته من رقم واضح لي.. بالمناسبة كان رأس المال 300 ألف ريال..
في السنة الثانية وقد بدأ المحل يأخذ رواجاً أكثر ولم يكن معي سوى اثنين.. أحدهما مساعدي والآخر لتلبية طلبات من شاي وقهوة للزبائن..
وقمت بجرد المحل وأكملت الأوراق اللازمة كما جرى العام إللي قبله..
ولم يكن الأخ عبدالحميد مهندس موجوداً وقت الجرد.. فأخذ المستندات وخرجت الميزانية وكتب فيها أن الجرد قامت به الإدارة وتعتبر مسؤولة عما ورد فيها..
اعترضت على هذه العبارة علماً بأني المالك والمدير.. والبائع والمتصرف..
فقال لي.. “هل أنا حضرت الجرد كما حصل العام اللي قبله؟”..
قلت.. كيف يمكن أن تلغي هذه الجملة؟..
فأجابني.. بإعادة الجرد وبحضوري..
استعجبت لطلبه وتعلمت منه..
استمرت علاقتنا بالأستاذ عبدالحميد مهندس حتى تقاعد..
أسأل الله له التوفيق وطول العمر.. فقد كان أميناً.. صادقاً.. وفياً..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock