ألعاب الفيديو .. قطاع واعد متعدد الفوائد
تم النشر في الثلاثاء 2020-01-07
محمد محمود الشريف
لم تعد العملية عبارة عن شابين يضيعان وقتهما في لعبة في المنزل أو مقهى، ولا يمكن اعتبارها شيئا من الرفاهية. ألعاب الفيديو حاليا تمثل سوقا اقتصادية واعدة، فهناك تقنيات تدر مليارات الدولارات، وشركات تتنافس لجمع أكبر قدر من العملاء حول العالم، وآلاف من المعلنين، وعديد من مراكز الأبحاث والابتكارات.
حاليا هناك 2.5 مليار لاعب حول العالم، ويشكل هذا العدد الكبير هدفا للشركات التجارية، سواء من ناحية صناعة الألعاب نفسها أو حتى من خلال التسويق لمنتجات أخرى من خلالها.
بنظرة سريعة، نجد أن صناعة الألعاب عالميا حققت في عام 2018 ما يتجاوز 135 مليار دولار، محققة نموا بنسبة 10 في المائة للسنة الثانية على التوالي، وهي نسبة نمو من النادر حدوثها في المجالات الأخرى. ومن المتوقع أن تحقق صناعة الألعاب عام 2021 نحو 180 مليار دولار في حال استمرت على هذا النمو. يثبت هذا الرقم أهمية الألعاب من ناحية اقتصادية. إضافة إلى ذلك، فإن قيمة “إكسبوكس” السوقية تجاوزت 585 مليون دولار، وأما قطاع “سوني” التفاعلي للترفيه “الذي يشمل بلايستيشن” فقيمته تتجاوز 13.4 مليار دولار. وأما من ناحية توفير الوظائف، فهناك 220 ألف وظيفة ذات علاقة بألعاب الفيديو في 50 ولاية في أمريكا.
إضافة إلى ذلك، فإن صناعة الألعاب هي منصة لاستعراض التقنيات الحديثة، فشركات الألعاب تتنافس فيما بينها لتقديم الألعاب ذات الرسوم الأكثر واقعية، وشركات صناعة أجهزة الألعاب مثل “سوني” و”مايكروسوفت” تتسابقان في تطوير تقنيات الواقع الافتراضي virtual reality والواقع المعزز augmented reality.
على سبيل المثال، فإن شركة مثل “سوني” أصدرت “بلايستيشن في آر” وهو جهاز تفاعلي يتيح لك تجربة الألعاب بشكل أكثر واقعية، بحيث يمكنك التحكم في اللعبة من خلال حركة جسمك ومحاكاتك لما هو مطلوب في اللعبة، مثال على ذلك حين ترفع يدك لتؤشر إلى مكان محدد، فتجد الشخصية داخل اللعبة تفعل ذلك مباشرة. كما أن لدى “مايكروسوفت” أيضا تقنية مشابهة وأكثر عمقا، وإن كانت لم تطلقها بشكل رسمي بعد.
واللافت أن هذه الألعاب فرضت أهميتها على عمالقة شركات التقنية في العالم مثل “أبل” و”جوجل” اللتين دخلتا على خط شركات الألعاب المتخصصة. وفي هذا الشأن تابعنا جميعا إعلان شركة أبل في مؤتمرها الأخير عن خدمة “أبل آركيد” وهي خدمة تتيح اللعب بأكثر من 100 لعبة على منصاتها “مثل الآيفون والآيباد وأبل تي في” مقابل اشتراك شهري. أما بالنسبة لـ”جوجل”، فدخلت مجال ألعاب الفيديو بجدية أكبر من خلال خدمة “ستاديا”، وهي خدمة لعب تعتمد على تقنية اللعب عبر السحابة cloud gaming.
في منطقتنا العربية والشرق الأوسط عموما، نواجه كمتخصصين ومتابعين صعوبة في معرفة تفاصيل انتشار هذه الألعاب، إذ نفتقد شركات تتبع الأرقام والانتشار والمبيعات، كما يحصل في أمريكا واليابان حيث توفر شركتا “إن بي دي قروب” و”ميديا كرييت” إحصاءات شفافة وتوقعات للأسواق تدعم توجهات الصناعة وتسهم في اتخاذ قرار الاستثمار.
عن الزميلة الاقتصادية