تم النشر في الأحد 2015-03-22
ابتهاج عدنان المنياوي
تفاجأ وأنت تتجول في بعض المحلات التجارية الخاصة بالمفروشات المستوردة بجدة بأسعار لا يمكن لعقل أن يتصورها ولا أعرف كيف لوزارة التجارة مهما كان المنتج أن تسمح بمثل هذه الأسعار دون مراقبة أو وضع حد أعلى لأسعار كل أنواع السلع فلم أتمالك نفسي من الضحك حينما قال لي بائع في أحد محلات المطابخ الأوروبية أن سعر المطبخ المعروض فيه 180 الف ريال، وحينما سألته عن سبب السعر الفلكي كان رده أنه أوروبي ومستورد ويتم طلبه من الخارج فهل هذا سبب حقيقي لجعل هذا المطبخ أوغيره من المفروشات المستوردة تتجاوز الأسعار المنطقية.
إن وجود محلات مثل هذه حتى وإن كان لها مرتادوها لا بد أن يعاد النظر فيها وتتم مراقبة أسعارها ويسن قانون يمنع عرض سلع بأسعار كهذه حتى لا نشجع الناس على السفه، ففي العالم كله لا تجد أن أسعار المفروشات أوالمطابخ أوبشكل عام السلع التى تصنع ولها خطوط إنتاج واسعة يمكن أن تصل أسعارها لهذه الأرقام الفلكية إلا في حالة كونها “أنتيك قديم” ينتمى لحقبة زمنية معينة وله قصة تاريخية أواستخدمه شخص مشهور أوعالمي وهذه عوامل يمكن أن ترفع قيمة السلع في الخارج ومع ذلك فهناك أيضًا مزادات تفتح لهذه الأشياء التي يمكن أن تصل أسعارها لأرقام كبيرة لتباع فيه، نعم إن شراء أي سلعة هي حق مشروع لكل فرد قادر على دفع قيمتها وله الحرية الكاملة في أن يدفع الرقم الذي يراه من وجهة نظره مناسبًا حتى وإن كان مرتفعًا ولكن المسؤولية التى لابد أن تكون نابعة من داخل كل شخص مقتدر ان يفكر قليلا حول مبررات شراء سلع بهذه الأسعار وأن يتذكر أن هناك الآلاف من الأشخاص المحرومين من عائلاتهم لسجنهم في قضايا حقوق مدنية بعضها على مبالغ لاتتجاوز 5000 ريال، وما يدفع اليوم في غير محله سنحتاجه غدًا في محله ولن نجده، فهذه هي الحياة.
Ebtehaj@al-madina.com
madinanews@gmail.com
نقلا عن المدينة