بلومبرغ: في زمن كورونا .. ازدهار التجارة الإلكترونية،ساعدت قطاع النفط في جميع أنحاء العالم”
تم النشر في الخميس 2020-10-29
قالت وكالة بلومبرغ، إن ازدهار التجارة الإلكترونية، نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد، ساعدت قطاع النفط في أنحاء العالم.
وأشارت الوكالة الأميركية، إلى أن شاحنات التوصيل التابعة لموقع “أمازون” وشركات أخرى للتجارة الإلكترونية، باتت موجودة في كل مكان أثناء الجائحة.
وأضافت: “في (أماكن) كثيرة من دول العالم الصناعي، يقوم عدد متزايد باستخدام العربات والشاحنات والقطارات والسفن في نقل كل شيء، من المكاتب إلى الهواتف الذكية، إذ يتجه المستهلكون إلى التسوّق عبر الإنترنت، بينما تعيد الشركات تخزين سلاسل التوريد الخاصة بها، بعد اضطراب دام شهوراً”.
وتابعتبلومبرغ في تقريرها، أن ذلك يُعدّ حافزاً محتملاً بالنسبة إلى سوق النفط، إذ أن قطاع الشحن ينمو مجدداً، وبسرعة في بعض المناطق، في عالم اجتاحه وباء فيروس كورونا المستجد، ما يعني استهلاكاً للديزل.
المال لشراء السلع
ونقلت بلومبرغ عن غاري روس، وهو مراقب لسوق النفط ويشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة Black Gold Investors LLC، قوله، إن “حركة الشاحنات زادت بشكل كبير. لدى الناس المال ولا ينفقونه على حضور المسرح، إنهم يشترون سلعاً”.
وأشارت الوكالة إلى أنه وبحسب أرقام نشرتها الإدارة الفيدرالية للطرق السريعة في الولايات المتحدة، فإن الشاحنات الضخمة قطعت ما نسبته 5% زيادة في الأميال، خلال الأسابيع الأربعة الماضية، ممّا فعلت في العام السابق كله.
ونقلت عن جيمس فوت، الرئيس التنفيذي لـ CSX Corp، إحدى أضخم شركات السكك الحديد في الولايات المتحدة، قوله، إن حجم أعمال المؤسسة أنهى الربع الثالث من العام متجاوزاً مستويات ما قبل كورونا.
أما زاك ستريكلاند، رئيس قسم معلومات السوق في شركة FreightWaves، فذكر أن شركات النقل بالشاحنات في الولايات المتحدة، التي تواجه نقصاً في السائقين وارتفاعاً في الطلب، ترفض نحو 25% من الطلبيات، مقارنة بمعدل لم يتجاوز 6% في عام 2019. وأضاف: “شهدنا طفرة في الأعمال التجارية، لم يتوقعها أحد”.
حمّى التسوّق
ولفتت بلومبرغ إلى أن هذا الاتجاه مهم بالنسبة إلى سوق النفط، إذ أن النقل بالشاحنات يمثل نحو 16% من الاستهلاك العالمي للنفط، ونحو نصف الطلب على الديزل، وفقاً لأرقام نشرتها وكالة الطاقة الدولية في عام 2019.
ورجّحت الوكالة الأميركية، أن تتكثف هذه الزيادة، أثناء حمّى التسوّق قبل عيد الميلاد. وأضافت أن شركة التوصيل DHL، المملوكة لمؤسسة Deutsche Post AG الألمانية، تتوقّع أن تكون ذروة كميات الشحن أعلى بنسبة 50% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأشارت الوكالة أيضاً إلى زيادة في الشحن لدى شركات استعادت مخزونها، في سلاسل التوريد التي تعطّلت نتيجة الجائحة، من قطع غيار السيارات إلى ألعاب الأطفال.
ونقلت عن كيث ريردون، نائب الرئيس الأول لنموّ المنتجات وسلاسل التوريد في شركة السكك الحديد الوطنية الكندية، قوله: “فيما نتحدث إلى عملائنا، وتحديداً في الخارج، لا يزالون يرون فرصة لإعادة التخزين”.
وقود الطائرات والديزل
وذكرت وكالة بلومبرغ، أن سوق الديزل عانى منذ تفشي فيروس كورونا، إذ أن انهيار قطاع السفر الجوي أرغم المصافي على تحويل وقود الطائرات غير المرغوب فيه إلى إنتاج الديزل. وأدى ذلك إلى تضخّم مخزون الديزل، وانخفاض سعره. ونتيجة لذلك، لا تزال أرباح إنتاج وقود الطائرات قريبة من 3 دولارات للبرميل، وهذا أدنى مستوى في هذا الوقت من العام منذ عقد.
وبينما يساعد انتعاش قطاع الشحن، في زيادة أسعار النفط، لا يزال النفط الخام ينخفض عند نحو 40 دولاراً للبرميل. كما أن عودة ظهور الفيروس تعرقل الطلب في السوق الأوسع، وفق بلومبرغ.
ووَرَدَ في تقرير أعدّته شركة Drewry Shipping Consultants Ltd أن هناك أيضاً خطراً من أن تؤدي إعادة التخزين إلى انعدام في النشاط. وقد يعني ذلك، تناقص تدريجي للطلب الإضافي، بحلول بداية العام المقبل.