وفد من “غرفة مكة” يقف على مشروع تطوير جبل النور وثور
تم النشر في الأربعاء 2020-09-23
أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة هشام كعكي أن العمرة والزيارة تُشكلان فرص اقتصادية مميزة للاقتصاد الوطني، وتسهم الغرفة بدورها في تحفيز القطاع الخاص من خلال اللجان المختلفة لتقديم أفضل تجربة بأعلى جودة وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
جاء ذلك خلال زيارته رفقة عدد من رجال الأعمال وأعضاء مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة إلى غار حراء بجبل النور للوقوف على مشروع تطوير المنطقة من خلال مبادرة العناية بجبلي حراء والنور وثور التي تضطلع بها الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والتي تهدف إلى إنشاء مركز حضاري ثقافي تقني، وإزالة التشوهات البصرية المحدثة على مدار الأعوام في الموقعين، والقضاء على السلوكيات المخالفة التي يقوم بها بعض الزوار.
وثمن رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة أداء الهيئة الملكية مضيفا: “ما نراه الآن ونلمسه أن الهيئة الملكية أحدثت فرقا في بعض المواقع، وهو عمل مقدر نسبة لأهمية هذه المواقع التاريخية المتميزة، ونقدر هذا العمل الإبداعي الذي يفتح فرصا استثمارية أمام قطاع الأعمال والاستفادة منها تجاريا وصناعيا، وغرفة مكة المكرمة تنظر إلى الهيئة الملكية كشريك هام لترقية العمل في مكة المكرمة”.
من جهته، أوضح عبدالرحمن حامد مؤمنة كبير المستشارين ومشرف برنامج المشاعر المقدسة وبرنامج الاستثمار والشراكات بالهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة أن الهيئة تعمل على حصر جميع المواقع التاريخية الواقعة ضمن نطاق مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، يلي ذلك تصنيفها ضمن أربعة مجموعات.
وفصل بالقول: “المجموعة الأولى هي المواقع الإسلامية ذات العلاقة بالأحداث الإسلامية، ثم المواقع التاريخية التي عرفت قبل الإسلام، والمجموعة الثالثة هي المواقع التراثية ومعظمها القصور الموجودة في مكة وحولها وهي مواقع ذات إرث تاريخي كبير، فيما المجموعة الرابعة هي المواقع الطبيعية التي كان يتخذها أهل مكة كمواقع للترفيه”.
وتابع مؤمنة: “عقب ذلك ستتم دراسة لجدوى الاستثمار في تلك المواقع وسيتم تقديمها لغرفة مكة المكرمة كفرص متاحة للمستثمرين، والهدف من ذلك تمكين السكان والزوار من الوصول إلى هذه المواقع وقد تمت تغطيتها بكل الخدمات اللازمة”.
يشار إلى أنه ستتم إعادة الموقعين اللذين كان يصعب تطويرهما خلال الفترة الماضية بسبب الزحام الذي تشهده مكة المكرمة طيلة العام، إلى حالتهما الأولى على عدة مراحل، إذ سيتم خلال المرحلة الأولى التي تستغرق 30 يوما تنظيف الصخور من الكتابات والرسومات وإزالة الكتابات في الغارين، على امتداد الطريقين المؤديين إليهما وذلك وفق أحدث الأسس العلمية.
كما يتضمن إزالة الصبات الأسمنتية ومظلات الزنك والأخشاب، فيما سيتم خلال المراحل المتبقية تطوير المواقع المحيطة بالغارين والطرق المؤدية إليهما وإنشاء عدد من المرافق التي تخدم زوار الموقعين.
ويقصد المعتمرون في رحلة عمرتهم عددا من المواقع التاريخية المرتبطة بأحداث جرت على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، خاصة في أيام هجرته، إذ يعد غار ثور من أهم الأماكن التي يحرص الحجاج على زيارتها، لأنه محطة حط فيها الرسول خلال هجرته من مكة المكرمة متجها إلى المدينة المنورة.
وهو المكان الذي كان يختلي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل نزول القرآن عليه بوساطة جبريل، وذلك في كل عام، وهو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي محمد.
ويقع في شرق مكة المكرمة على يسار الذاهب إلى عرفات في أعلى “جبل النور” على ارتفاع 634 مترا، ولا يتسع إلا لأربعة أو خمسة أشخاص فقط، ويبعد مسافة أربعة كيلومترات عن المسجد الحرام. والغار عبارة عن فجوة في الجبل، بابها نحو الشمال، طولها أربع أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أرباع، والداخل إلى غار حراء يكون متجها نحو الكعبة كما ويمكن للواقف على الجبل أن يرى مكة وأبنيتها.
سيكون المركز الحضاري مرجعًا مهمًا للمعلومات الصحيحة وفقًا للمصادر العلمية الموثقة، إلى جانب عرض لتاريخ الجبل والبعثة، حيث سيعرض المركز تاريخ ما قبل الإسلام حتى عصرنا الحاضر.