واقع المدن الذكية في المملكة
تم النشر في الأثنين 2020-01-27
دعبد الله الفوزان
إنَّ ترسيخ مفهوم المدن الذكية، بدأ في الانتشار سريعاً بشكل عملي حول العالم في الكثير من المدن عالمياً، وخاصة المدن المكتظة بالسكان؛ وذلك لأنَّ المدينة الذكية، تلبي احتياجات الأجيال الحالية والقادمة، فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية، والثقافية، وباختصار، فإن المدينة الذكية، هي التي تطبق كل مؤشرات الرفاه الاجتماعي من حيث توافر تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وشبكات الـ 5G والابتكار والاستدامة فيها.
ونتيجة لما حققته المدن الذكية، من إنجازات عديدة، تتعلق بتحسين الوضع الحياتي للسكان، فقد أطلق الاتحاد الدولي للاتصالات، قبل فترة، مبادرة طموحة، تحت شعار»متحدون من أجل مدن ذكية مستدامة» والتي تتسق تماماً مع أهداف ومؤشرات «المدن الذكية»، التي انتشرت حول العالم، بسرعة كبيرة ومذهلة.
وهذه المبادرة والتي تُعد إحدى مبادرات الأمم المتحدة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، إضافة لتعاون عدد من الشركاء العالميين، أسهمت في انتشار ثقافة المدن الذكية، التي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة وجعل المدن والمستوطنات البشرية متاحة للجميع وآمنة ومستدامة.
وتعمل هذه المبادرة الطموحة كمنصة تتبنى مبادئ عامة لتشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتسهيل وتيسير الانتقال إلى المدن الذكية المستدامة، بصورة سلسلة؛ وذلك بهدف إرساء المعايير لتقييم إسهامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كيفية جعل المدن أكثر ذكاءً واستدامةً.
وبناءً على هذه المفاهيم، فإنَّ المدن الذكية، تعتبر وسيلة مهمة لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وذلك بسبب تحسن مستوى المعيشة فيها، والحمد لله في المملكة الكثير من المدن التي تمتلك المقومات التي تؤهلها لتكون مدنا ذكية، ومنافسة العديد من مدن العالم الذكية، لتميزها ببنية تحتية ومقومات طبيعية، مدفوعة باقتصاد قوي وإنفاق متوازن من قبل الحكومة.
لقد مضى نحو عامين تقريباً، عقب الفراغ من إعداد الاستراتيجية الوطنية العامة للمدن الذكية، التي تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030؛ وذلك لمعرفة مدى جاهزية المدن السعودية، لتحويلها إلى مدن ذكية، عبر مبادرة برنامج مدينتي 2018، التي أطلقتها وزارة الشؤون البلدية والقروية.
وبناءً على إقرار الاستراتيجة وإطلاق مبادرة مدينتي، تم اختيار 5 مدن توطئة لتحويلها لمدن ذكية، وهي: مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، جدة، الدمام، لتميزها بالكثير، من متطلبات ومقومات المدن الذكية، التي ترتكز على التخطيط الحضري، وتوفر مختلف الخدمات، وبرامج الابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتستحق الشؤون البلدية والقروية، منا الثناء والتقدير، على ما بذلته من جهود كبيرة، عبر مبادرتها التي طرحتها، حول المدن الذكية، بهدف تحقيق تنمية حضرية مستدامة، في جميع مناطق المملكة والتي تتوافق مع المبادرات التي أثبتت نجاحها في مختلف مدن العالم.
وانطلاقاً من الشفافية التي يتمتع بها القطاع العام قد يكون من المفيد أن تكشف لنا وزارة الشؤون البلدية والقروية عن حجم الإنجاز الذي تمَّ في مبادرة «المدن الذكية»، وذلك حتى يكون المواطن والجهات المعنية في القطاع الخاص على بينة من الأمر، سيما وأنَّ الوزارة قد حددت العام 2020، للوصول إلى نتائج واضحة المعالم، حول مبادرتها فهل من الممكن اليوم التساؤل عن كون مدننا الخمس أصبحت مدناً ذكية أو قاربت على أن تكون كذلك؟
عن الزميلة الرياض