مسؤولون وخبراء أمريكيون وبريطانيون: على قطر القيام بدورها لمكافحة تمويل الارهاب
تم النشر في السبت 2017-07-08
دعا خبراء امريكيون وبريطانيون متخصصون في مكافحة تمويل الارهاب عبر ندوتين في لندن وواشنطن قطر الى القيام بدورها والتعاون مع الدول الداعية لمكافحة الارهاب في منطقة الخليج العربي من اجل القضاء على الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.
وقال ديفيد ديفيد كوهين نائب مدير وكالة المخابرات المركزية CIA السابق، ان السعودية والإمارات ساعدت في الضغط على القطريين للحد من تمويل الارهاب الا انها لم تأتي بالنتائج المرجوة حتى الان.
وأضاف كوهين خلال ندوة عقدت في واشنطن ان المخاوف الان تأتي من حالة الانقسام في الصف الخليجي حال وصول المفاوضات مع قطر الى طريق مسدود. وأوضح كوهين الخوف الخليجي من المال القطري ياتي من كونه يؤدي الى زعزعة الاستقرار في دول صديقة مثل السعودية ومصر.
من جانبه أشار مالكم رفكين وزير الدقاع البريطاني السابق عبر ندوة عقدت في لندن وتحديا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة المتخصص في الشؤون العسكرية RUSI حول الازمة الخليجة والعقوبات ضد قطر، ان هذه الازمة غير مقبولة رغم ان الطرفين لديهم مبرراتهم الخاصة التي تدعوهم للتصعيد، متطرقا الى ان لدى قطر علاقات مع حماس وحزب الله والاخوان وجماعات متطرفة في مناطق عديدة ابرزها في سوريا.
وأضاف الوزير البريطاني ان السعودية تعد حاليا اكثر بلد تعرض للارهاب، موضحا ان المملكة حريصة على الابتعاد عن كل أشكال الارهاب وتشارك في الحرب عليه رغم ان هناك أصابع اتهام وجهت لها في مراحل سابقا. لكن استدرك واشار الى ان السعودية بالتأكيد الان هي ضحية الارهاب.
وفي هذا الجانب أشار رئيس المخابرات الامريكية السابق ان السعودية أظهرت تعاونا كبيرا عقب احداث 11 سبتمبر، حيث كانت الاتهامات موجهة للسعودية في حينها بتمويل الارهاب، وأظهرت المملكة تعاونا بمساعدة دول المقاطعة الحالية لرصد حركة الأموال. وهنا قالت كاثرين باور، وهي زميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني ومسؤولة سابقة في الخزانة الأميركية، ان السعودية والإمارات يحاولون جاهدين للحد من تمويل قطر للارهاب، بينما الدوحة لا تظهر الحماس نفسه للقضاء على الارهاب.
واوضحت كاثرين ان ضغط الدول الداعية لمكافحة الارهاب على قطر يأتي من عدم التزام الدوحة باتفاقية مكافحة الارهاب، التي خرجت من الرياض برعاية أمريكية مؤخرا. واكدت كاثرين ان القطريون لديهم الكثير من النقاط غير الواضحة، حيث قالوا عام 2015 انهم فككوا مقر لدعم المعارضة السورية في الداخل السوري، الا ان التقارير تقول ان قطر مازالت تمول معارضة غير معلومة في سوريا عن طريق أشخاص غير معلومين على الارض، وهذا ما يحتاج الى توضيح منهم.
ووصف وزير الدفاع البريطاني في ندوة لندن عن الازمة الحالية قطر بانها تريد ان تكون دولة لاعبة في كل مكان وكل أزمة في وقت تبني السعودية تحالف من دول سنية وحلفاء من دول غربية في مواجهة ايران التي تلعب على العصب الشيعي. بينما نجد ان قطر – والحديث لازال لمالكم رفكين – وضعت نفسها في الصف الإيراني، مشيرا الى ان تركيا المحكومة بزعيم يتصرف بطريقة غير متوقعة وبشكل برغماتي دخل على الخط ضد الحلف السني الى جانب قطر وايران.
واضاف الوزير البريطاني ان مزيد من العقوبات الاقتصادية لن تؤثر كثيرا فقطر دولة غنية اكثر من ان تجعلها ترضخ بناء على العقوبات فقط، موضحا ان علاقات بلاده التاريخية مع الخليج تحتم “علينا ان نقوم بدور إيجابي في بناء أفق للحل والاستقرار الخليجي، فايران اكبر مستفيد من الازمة بتفكك التحالف السني ضدها ايران ستلعب دور في دعم قطر وتعمق علاقاتها معها سياسيا بالاضافة لتزويد قطر ما تحتاج من منتجاتها”.
واستبعد خوان زارات، وهو رئيس وشريك مؤسس لشبكة النزاهة المالية، وكبير محللي الأمن الوطني لشبكة NBC الأمريكية، خلال ندوة واشنطن، نشوب صراع عسكري بين قطر ودوّل المقاطعة، مؤكدا ان الادارة الاميريكية الحالية تبدوا غير راغبة في موقف كهذا.
وأشار خوان، ان القطريون يقولون انه لا يوجد خطر من خالد مشعل على سبيل المثال، حيث انه تحت السيطرة وحركاته مرصودة، وفِي النهاية نحن بحاجه للتواصل مع ممثل عن حماس، الا ان خوان قال ان هذا أمر غير مبرر حيث اننا جميعا نعرف ماذا يفعل خالد مشعل في قطر، فهو لا يلعب “بينج بونج” – على حد وصفه.
وأكد خوان ان وضع قطر اسواء بكثير من دول المقاطعة وخصوصا عندما يتعلق الامر بتمويل الارهاب. وقال انه يجب ان نفكر ان قطر لديها شخصيات مثل يوسف القرضاوى الذي يعد الأب الروحي لجماعة الاخوان المسلمين ويشجع على الارهاب من داخل قطر.
وأضاف خوان كل ما نرغب فيه الان هو قطع مصادر التمويل عن التنظيمات الإرهابية حتى لا تستفاد منها اجيال ارهابية جديدة.
من جهته قال سيمون مايال سيمون مايال مستشار لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الدفاع البريطانية خلال ندوة لندن ان الازمة جاءت في اسؤ الأوقات أكثر من نصف موارد الطاقة تتواجد في دول الازمة الخليجية، مما يشير انها أزمة لكل العالم وليس للمنطقة فقط.
واضاف مايال “انني مستاء من عدم قيام بريطانيا بدور في إيجاد حل في المنطقة التي لنا معها علاقات تاريخية عسكرية سياسية وثقافية وبالإضافة ان العائلات الحاكمة هي من اقدم الأصدقاء لا يوجد في الأفق بوادر حل، هذه الازمة تضرب ليس فقط التحالف السني بل ايضا النظام العربي ككل، القلق الخليجي من الارهاب نابع عن حقائق تتمثل بان هذه الدول عانت من الارهاب ولا تريد ان تكون ساحة يضرب الارهاب بها ولا تريد منابر للإخوان والارهاب”.
وأبان مستشار لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الدفاع البريطانية ان الامارات وتحديدا زعماء ابوظبي لديهم مواقف صلبة ضد التمدد الإيراني وكذلك النفوذ الاخواني وينظرون الى قطر انها مصدر قوة الاخوان، متطرقا الى ان محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يشاطران نفس الرؤية ضد ايران والاخوان، مبديا اسفه ان بريطانيا لم يعد عندها رؤية واضحة لعلاقتها مع دول الخليج. حيث قال “نحن متأخرين جدا عن الدور المطلوب منا، علينا كبريطانيا ان نلعب دور سريع في إيجاد حل خليجي لان تصعيد العقوبات على قطر وتهديد الشركات الأجنبية العالمية في قطر باختيار موقف “اما معنا او ضدنا” سيجعل شركاتنا ومصالحنا تتأثر في نهاية المطالف، فلابد من استباق الوصول لتلك المرحلة وتفاديها”.