ما هي الدورات الاقتصادية وكيف تعمل؟
![](https://i0.wp.com/www.aleqtsad.org/wp-content/uploads/2024/03/IMG_6333.jpeg?resize=251%2C262&ssl=1)
الكاتب . عبد الله القحطاني
تم النشر في الأحد 2025-02-09الدورات الاقتصادية هي القلب النابض للأنظمة المالية، فهي تنظم صعود وهبوط العجلة الاقتصادية وأعمال الشركات، وتشمل هذه الدورات المعقدة فترات متناوبة من التوسع والانكماش، مما تجعلها تشكّل المشهد المالي الذي نعرفه.
وتشير “الدورات الاقتصادية” إلى التغيرات التي يشهدها الاقتصاد، والتي تتراوح عادةً بين فترات من النمو والركود بينما الناتج المحلي الإجمالي هو الأداة الرئيسية المستخدمة لقياس النمو الاقتصادي واللتي يتم تحديثُه بانتظام من قبل معظم الاقتصادات الرئيسية في نهاية كل ربع مالي، وتحسبُ إحصاءات الناتج المحلي الإجمالي الكمية الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة داخل الاقتصاد ،
إن فهم الدورات الاقتصادية يشبه فك شيفرة الأسواق المالية ، فهي توفر إشارات ثمينة حول حالة الاقتصاد. من خلال العديد من المؤشرات ودورات السوق، مما يمكننا من فهم اتجاه الاقتصاد ونموه، بالإضافة إلى حالات الركود والتعافي .
ما هي مراحل الدورات الاقتصادية؟
تشير البيانات التاريخية إلى أن الاقتصادات تميل إلى الالتزام بنمط يمكن التنبؤ به، ويتميز بمعدلات نمو متقلبة وحدوث حالات انكماش عرضية و تشمل الدورة الاقتصادية أربع مراحل متميزة هي، الازدهار (أو التوسع) والذروة والركودُ والانخفاض .
** مرحلة الازدهار:-
تتميز مرحلة الازدهار بارتفاع حجم الإنتاج من قبل معظم قطاعات الاقتصاد،ويكون مصحوبًا بزيادة فرص العمل المتاحة والإنفاق الاستهلاكي والاستثمارِ وتساهم هذه العوامل في زيادة معدل التضخم ، في حين ينمو حجم الناتج المحلي الإجمالي مع مرور الوقت.
مرحلة الذروة :-
من خلال مرحلة الذروة، تبدأ معدلات الإنفاق والاستثمار والتوظيف في التباطؤ، لكنها تظل في المنطقة الإيجابيةو قد يتسارع التضخم، بينما يظل الناتج المحلي الإجمالي إيجابيًا ولكنه ينخفض كل ثلاثة أشهر.
مرحلة الركود:-
خلال هذه المرحلة، يشهد الناتج المحلي الإجمالي انخفاضًا كل ثلاثة أشهر مع انخفاض مستويات الإنفاق والاستثمار والتضخم والتوظيف.
**مرحلة القاع:-
مرحلة القاع هي اللحظة التي يتوقف فيها الناتج المحلي الإجمالي عن الانخفاض ويبدأ في الزيادةويؤدي هذا إلى استعادة ثقة المستهلك والشركات التجارية في الاقتصاد، مما يؤدي إلى زيادة حجم الإنفاق الكلي، وبالتالي تجنب حدوث ارتفاع كبير في التضخم.
وهناك اعتقاد شائع في صفوف خبراء الاقتصاد بأنَّ ربعين متتاليين من نمو الناتج المحلي الإجمالي يميلان إلى الإشارة إلى بداية مرحلة الازدهار، بينما يشير ربعان متتاليان من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي إلى بداية الركود.
ما هي دورات السوق وكيف تعمل؟*
دورات السوق تشبه الدورات الاقتصادية من حيث أنها تنطوي على فترات متكررة من الصعود والانخفاض. ومع ذلك، تختلف هذه الدورات بطريقتين رئيسيتين.
يتم قياس فترات الذروة والقاع في دورات السوق بالاعتماد على أسعار الأصول، بدلاً من النشاط الاقتصادي العام أو الناتج المحلي الإجمالي، كما هو الحال مع الدورات الاقتصادية. وعلى عكس الدورات الاقتصادية، لا تحدث فترات الازدهار والانكماش لكل من هذه الدورات بالضرورة في نفس الوقت.
ومن اهم مؤشرات التنبؤ بمراحل الاقتصاد المبكر هي الاسواق المالية ، تعرف أسواق الأسهم حالة تعاف قبل تعافي مؤشرات الاقتصاد الكلي لأن المستثمرين يحاولون شراء الأصول مبكرًا قبل انتعاشها لجني الارباح بشكل كبير .
*ما هي مراحل دورات السوق؟*
تخضع دورات السوق لدراسة معمقة من قبل المستثمرين والمحللين بسبب حرصهم على إدراك الدورة التي يتواجدون فيها وما يمكن أن يحدث مستقبلًا. يمكن أن يساعد هذا المستثمرين على إدارة محافظهم بشكل أفضل من خلال تحديد وقت انتهاء أحد الاتجاهات وبدء اتجاه آخر، مما يسمح لهم بفتح صفقات تناسب الاتجاه المستقبلي للسوق.
**مرحلة التجميع:-
تتميز مرحلة التجميع (أو المراكمة) بقيام المستثمرين المؤسّسيين بشراء الأصول المالية عالية المخاطرة، مثل الأسهم. تمتلك هذه الشركات سيولة كبيرة للاستثمار، مما يعني أنها بحاجة إلى تحديد مناطق الدخول إلى السوق بشكل دقيق قبل ارتفاع الأسعار، وتجنب الشراء المفرط الذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار عن غير قصد.
مرحلة الازدهار:-
تتميز هذه المرحلة بولوج تدفقات نقدية كبيرة إلى الأسواق ينتج عنها ارتفاع أسعار الأصول لتبدأ التحرك في اتجاه تصاعدي. غالبًا ما يجذب هذا أموالًا إضافية إلى السوق، بما في ذلك الاستثمارات من المستثمرين الصغار بحثًا عن الاستفادة من الحركة الصاعدة في السوق.
مرحلة التوزيع:-
خلال مرحلة التوزيع، سيبيع بعض المستثمرين مراكزهم لتأمين بعض أو كل أرباحهم. على غرار مرحلة التجميع ، فعلى المؤسيين الحذر من خلال البيع تدريجيًا لتجنب احتمال التسبب في انهيار الأسعار ،و يؤدي هذا الفعل إلى توقف الأسواق عن التحرك صعودًا والبدء في تشكيل نطاق سعري عرضي.
مرحلة التراجع:-
مرحلة التراجع هي المرحلة الأخيرة في دورات السوق الأربع. خلال هذه المرحلة، يؤدي ضغط عمليات البيع من طرف المؤسسات المالية والمستثمرين الأفراد إلى خروج السوق من الاتجاه العرضي وبدء تشكيل اتجاه هبوطي جديد قد يستمر لفترة طويلة .