مؤتمر مستقبل الطيران .. النجاح ليس ضربة حظ.
فهد البقمي .. كاتب اقتصادي
تم النشر في الخميس 2022-05-12النجاح ليس أمرًا عفويًّا، ولا ضربة حظ؛ وإنما تخطيط وبذل وصبر ومثابرة، مع الاستعانة بالله تعالى وهذا ما حدث في مؤتمر مستقبل الطيران الذي نظمته الهيئة العامة للطيران المدني على مدى 3 أيام، في «مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات» بمدينة الرياض، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حيث جاء المؤتمر مختلفاً في كل جوانبه التنظيمية وأختيار موضوعات النقاش وطبيعة المتحدثين الذين يملكون خبرات متراكمة في صناعة النقل الجوي وهو ما زاد من قوة الطرح والنقاش الذي سيعود حتماً بالفائدة المرجوة على القطاع والعاملين فيه.
وتم أختيار عنوان المؤتمر بعناية فائقة متواكباً مع النهضة الكبيرة التي تشهدها المملكة في ظل سعيها لتنفيذ مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠ حيث تم أختيار الضيوف الذي يمثلون أكثر من ٦٠ دولة إلى جانب تخصيص مواضيع هامة تتوافق مع التطورات التي يشهدها قطاع الطيران المدني في السعودية من تطورات في البنية التحتية وتنوع في الخدمات عبر منظومة المطارات التي تتجاوز عددها ٣٠ مطاراً والتي يخطط لها أن تستقبل ٣٠٠ مليون مسافر خلال عام ٢٠٣٠
وبلغة الأرقام فقد شهد المؤتمرتوقيع أكثر من 50 اتفاقية تصل قيمتها إلى 2.7 مليار دولار (10 مليارات ريال سعودي) وهو ما يؤكد مستوى المشاركة والرغبة الملحة للشركات المتخصصة والمستثمرين للاستفادة من الفرص التي يوفرها قطاع الطيران والتي ستخلق ألاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة للمواطنين.
وشملت اتفاقيات ثنائية للخدمات الجوية؛ بهدف تعزيز الربط بين الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، إلى جانب توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات الاستدامة وتنمية رأس المال البشري وتشغيل المطارات، إضافة لعدة شراكات في المجال التكنولوجي، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
وتناول المؤتمر خلال جلساته عددا من قادة قطاع الطيران حول العالم، سُبل تحقيق تعافٍ مرن ومستدام للقطاع على الصعيد العالمي.
وتم خلال ختام المؤتمر تبني “إعلان الرياض للطيران”؛ الذي يُحدد 6 مبادئ توجيهية لمستقبل الطيران، والتي ستشكّل عاملاً حاسمًا في تصحيح مسار قطاع الطيران الدولي صوب دعم الابتكار وتمكين النمو وبناء قطاع عالمي أكثر استدامة، وذلك عبر تشجيع التعاون على المستويات متعددة الأطراف والإقليمية والوطنية، فضلاً عن تبنّي منهجية جديدة في القطاع يقع في صلبها العميل والمسافر.
معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية أكد خلال حديثه في المؤتمر إن الإعلان يُحدد رؤيةً واضحة لمستقبل قطاع الطيران، فضلاً عن الخطوات الرئيسة التي اتبعناها خلال اليومين الماضيين لجعل هذه الرؤية واقًعا، كما يُشكّل الإعلان لحظة حاسمة في تاريخ هذا القطاع”.
ومن ما يؤكد نجاح مؤتمر مستقبل الطيران إعلان معالي وزير النقل أن المؤتمر سيصبح حدثًا متكررا؛ حيث سيُقام المؤتمر الثاني في عام 2024
ولاشك أن هذا النجاح الكبير يسجل للمملكة العربية السعودية وللقائمين على الهيئة العامة للطيران المدني ونتطلع أن يكون أكبر في المرات القادمة؛مع الحرص على الإيجابيات وعدم التفريط فيها من خلال تفعيل ما تم من توصيات وأوراق عمل هامة قد تساهم في أحداث نقلة نوعية لخدمات القطاع.
فهكذا يتواصل النجاح.. ويكون كل مؤتمر عمل حدثًا كبيرًا ومهمًا يحكي “قصة نجاح”، ويشهد على ما وراءها من تخطيط ودقة ومثابرة، شكرا معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية .. شكراً معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني على هذا الإنجاز الذي يعزز مكانة المملكة في صناعة النقل الجوي عالمياً.