تم النشر في السبت 2015-02-21
وجود مثل هذه المشاريـع العامة وبإيجارات رمزية هي واجب على الأمانات وشيء حضاري يعزز روح الترابط بين أبناء الحي في دائرة أوسع. فالوضع الحالي لإقامة العزاء في ساحات وأراض وشوارع فرعية يربك أصحاب المناسبة وسكان الشارع والمرور في نطاقها لعدة ساعات، وبالتالي فإن إنشاء قاعات مجهـزة ومتكاملة للمناسبات هي مظهـر حضاري في التنظيم والخدمة وراحة البال من حالة الإرباك التي تكون عليها البيوت والأسر خلالها وترحمهم من غلاء قصور الأفراح في حالات الزواج وقاعات الاحتفالات. من هنا نستغرب تأخر إقامة هذه المنشآت ذات الطابع والمقاصد الاجتماعية.
ننتظر من أمانات المدن والمجالس البلدية ومراكز الأحياء المبادرة بخطوة عملية، بالتعاون مع رجال الأعمال وأهالي كل حي لإقامة هذه الدور ولو بشكل تجريبي محدود العدد وتقييم النتائج والفوائد واستطلاع انطباعات المواطنين في كل حي. أما تشغيلها فيمكن استثمار مداخيلها الرمزية لصالح بعض الأعمال التطويرية للخدمات الاجتماعية والخيرية في الحي، وفي هذا نتمنى من أعضاء المجالس البلدية ومراكز الأحياء تفعيل دورهم في ذلك، فغياب هذا الدور أضاع كل أثر مثل غياب دور العمدة، فأصبحت المدن تتغير سلبا وتفتقد الأحياء السكنية روحها الأصيلة لتراجع الدور الاجتماعي لمؤسسات ورموز الحي وكل يغني على ليلاه، وهذا هو الخطر والخطأ المتراكم بغياب الأفكار والمشاريـع الهادفة اجتماعيا، من مشاريـع عامة تخدم الأحياء وتخفف عن سكانها، ناهيك عن مظاهر ونتائج تخلخل الطبيعة السكانية في كل حي على الروح الاجتماعية ولم تعد كالماضي.
دور المناسبات في حال قيامها، لابد من أن تكون في مواقع معروفة في كل حي، وقريبة من الشوارع العامة بحيث يسهل الوصول إليها، وتكون من المعالم الجغرافية المعروفة للجميع بدلا من الوضع الحالي من صعوبة وصف المنازل، إلى درجة أن هاتف أصحاب العزاء لا يتوقف رنين هواتفهم من كثرة الاستفسار عن العنوان، وأحيانا يصعب على البعض الوصول إليه، وأن تكون على مساحات مناسبة ومواقف تستوعب أعدادا كافية من السيارات.
أما تشغيلها فيتم من خلال إسنادها لمستثمرين من خلال مناقصة عامة لتشغيلها بأجور اقتصادية معقولة تحقق المقاصد المنشودة، ويقوم المتعهد أو المستثمر بتجهـيزها من مقاعد وطاولات وخدمات تقديم الوجبات في الأفراح، وكذلك إعداد القهوة ومياه الشرب في العزاء، ويمكن أن توفر هذه الدور الوجبات بطريقتها، لكن دون استغلال وغلاء كالذي يحدث في قصور الأفراح.
إننا كما قلت وكما هو واقع أصبحنا مشغولين بهموم وقضايا خدمية تقليدية من متاعب المياه والصرف الصحي وتصريف السيول، وغابت مشاريـع الخدمات والتوعية الاجتماعية والقيمية داخل الأحياء لذلك من الضروري الإسراع بفكرة دور المناسبات وابتكار أفكار جديدة في هذا المجال الذي لم يعد ترفا عاما، وإنما ضرورة ذات مقاصد اجتماعية إيجابية مطلوبة..