أخبار الاقتصادالأخبار

في ظل موجة شتوية متوقعة لكورونا.. تزيد المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط

تم النشر في السبت 2020-10-03

في ظل المعنويات السلبية المهيمنة على سوق النفط العالمية التي تفاقمت مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إصابته هو وزوجته بفيروس كورونا، أنهت أسعار الخام الأسبوع الماضي على انخفاض، حيث خسر خام برنت 7 في المائة في أسبوع، بينما تراجع الخام الأمريكي 8 في المائة، مسجلين ثاني خسارة أسبوعية على التوالي.
وتعاني السوق النفطية ضغوط الإصابات السريعة بفيروس كورونا وتأثيرها المباشر في ضعف آمال تعافي الطلب إلى جانب استمرار وفرة الإمدادات النفطية في الأسواق إلى جانب تأثير حالة الغموض المحيطة بالحالة الصحية للرئيس الأمريكي واستمرار بيانات البطالة الضعيفة.
وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية أن تراجع أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي جاء بعدما سيطرت الأجواء السلبية الهبوطية والضاغطة على الأسعار، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته أنهما أصيبا بفيروس كورونا، إضافة إلى تأثير تقرير الوظائف الأمريكي وهو من أضعف بيانات البطالة في الشهور الأخيرة.
وأشار التقرير إلى تزايد المخاوف من أن إمدادات النفط الخام العالمية والطلب عليها قد تنخفض مرة أخرى بشكل أكبر وقد سجل خام غرب تكساس الوسيط أضعف تسوية له منذ 8 أيلول (سبتمبر).
وذكر أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 661 ألف وظيفة أخرى في أيلول (سبتمبر) الماضي وقد جاءت أقل من التوقعات السابقة، حيث انخفض معدل البطالة إلى أقل من 8 في المائة، – وذلك وفقا لتقرير الوظائف الصادر في 2 تشرين الأول (أكتوبر) من قبل وزارة العمل الأمريكية- مشيرا إلى انخفاض معدل البطالة من 8.4 في المائة، في آب (أغسطس) إلى 7.9 في المائة، في أيلول (سبتمبر) وذلك في أخر تقرير شهري للوظائف والصادر قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ونقل التقرير عن محللين دوليين توقعهم أن الطريقة التي يتعامل بها الرئيس الأمريكي مع الفيروس ومدى انتشاره في أنحاء البيت الأبيض ستستمر في التأثير سلبا في أسعار النفط الخام والأسواق بشكل عام في الأسبوع المقبل، لافتا إلى أنه لا يزال هناك كثير من الضعف في أسعار السلع أكثر من مجرد حالات الإصابة بفيروس كورونا في البيت الأبيض.
وأضاف التقرير أنه خارج الولايات المتحدة بدأت مخاوف زيادة المعروض من النفط تتزايد مرة أخرى، حيث تبدأ دول “أوبك +” ببطء في رفع معدلات الإنتاج، لافتا إلى توقعات دولية بحدوث موجة شتوية قوية من فيروس كورونا من شأنها أن تزيد من انخفاض الطلب العالمي على النفط.
وأشار إلى قول بعض المحللين إن دول “أوبك +” قد تحتاج إلى عقد اجتماع خاص آخر قبل كانون الأول (ديسمبر) المقبل إذا أرادت منع أسعار النفط الخام من الانخفاض إلى ما دون 40 دولارا للبرميل.
وعن موسم الإنفلونزا، قال التقرير نقلا عن محللين، إن الحقيقة البسيطة هي أننا نتجه إلى فترة مقلقة بالنسبة لفيروس كورونا، حيث إن التأثير في الاقتصاد العالمي والطلب على النفط سيكون كبيرا، مشيرا إلى بقاء توقعات الطلب تحت الضغط وسط تزايد الإصابات بفيروس كورونا في أوروبا والولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى انخفاض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي لأيلول (سبتمبر) إلى 55.4 في المائة، بانخفاض 0.6 نقطة مئوية عن آب (أغسطس)، كما يشير مؤشر مديري المشتريات إلى استمرار الاقتصاد في النمو الشهر الماضي، لكن بوتيرة بطيئة.
وأشار إلى استمرار ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء قارة أوروبا وهو ما أدى إلى إطلاق تدابير جديدة ومشددة للحد من انتشار الفيروس ومنها قيود التنقل والتوسع في برامج العمل عن بعد وهو ما أدى بدوره إلى تقلص الطلب على الوقود.
من جانب آخر، ذكر تقرير “وورلد أويل” الدولي أن إصابة الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا أسهمت في تراجع الأسهم الآسيوية، كما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية والأمريكية بينما تأرجح الدولار بشكل كبير.
ورجح أن تؤدي إصابة ترمب إلى زيادة الاهتمام المكثف بشأن طريقة تعامله مع الوباء أثناء حملته لإعادة انتخابه ضد الديمقراطي جو بايدن الذي يتقدم في استطلاعات الرأي الوطنية، مشيرا إلى أن النفط كان منخفضا بالفعل قبل خبر إصابة ترمب، حيث يبدو أن فرصة إقرار مزيد من الحوافز المالية الأمريكية قبل انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) تتلاشى، حيث لم تسفر المحادثات عن أي تقدم فوري.
ونقل التقرير عن محللين أن خبر إصابة ترمب إلى جانب الانتكاسة التي تعرضت لها المحادثات بشأن حزمة التحفيز الأمريكية هي مجرد محفزات وهي بمنزلة تذكير بأن الاقتصاد العالمي في مأزق على الأقل خلال الأشهر الستة المقبلة خاصة مع تدفق مزيد من المعروض في السوق مقابل ضعف نمو الطلب.
وذكر أنه من ناحية العرض يتعامل السوق مع عودة غير متوقعة للإنتاج الليبي، حيث بلغت الصادرات أعلى مستوى لها في ثمانية أشهر مع افتتاح الموانئ، مشيرا إلى أن مخاوف العرض تأتي في وقت سيئ بالنسبة لسوق النفط الذي يواجه مخاوف جديدة بشأن الطلب وسط تصاعد في تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، حيث تكافح مصافي النفط في أوروبا للتعامل مع تخمة الديزل ما يحد من احتمالات شراء النفط الخام الإضافي.
وحول التعاون بين دول “أوبك +” قال تقرير “وورلد أويل ” إن الإمارات خفضت صادراتها النفطية إلى أدنى مستوى في عامين تقريبا الشهر الماضي، حيث تفي البلاد بتعهدها لـ”أوبك +” بإجراء تعويض عن ضخ كثير من النفط الخام في وقت سابق.
وأشار التقرير إلى انخفاض شحنات الخام والمكثفات إلى 2.43 مليون برميل يوميا في أيلول (سبتمبر) بانخفاض يقارب نصف مليون برميل يوميا عن آب (أغسطس) والأدنى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018.
وذكر أن الإمارات هي شريك مخلص للسعودية في إطار تحالف “أوبك +”، حيث تعهد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي بأن بلاده لن تتجاوز حصتها الإنتاجية البالغة 2.59 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن هذا الرقم مخصص للخام فقط وليس للمكثفات.
ونوه إلى أن متوسط الشحنات بلغ 2.9 مليون برميل يوميا في الفترة ما بين 1 أيلول (سبتمبر) إلى 15 أيلول (سبتمبر) الماضي، ثم انخفض إلى 1.95 مليون برميل في الفترة ما بين 16 و30 أيلول (سبتمبر).
من ناحية أخرى، وفيما يخص أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط بأكثر من 4 في المائة، أمس الأول، وسجلت ثاني خسارة أسبوعية بعد أن أصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بكوفيد – 19، ما بدد الإقبال على الأصول عالية المخاطر وفي ظل الزيادة في الإنتاج العالمي من الخام التي تهدد بتقويض تعاف متواضع للسوق.
وتكبد كلا الخامين القياسيين برنت والأمريكي الخسارة الأسبوعية الثانية على التوالي. وجاءت الضبابية التي تكتنف الحالة الصحية للرئيس الأمريكي إلى جانب سلسلة من مباعث القلق التي من بينها بيانات ضعيفة للبطالة في الولايات المتحدة وزيادة في الإمدادات من كبار منتجي النفط في العالم.
ونزل خام برنت 1.66 دولار، بما يعادل 4.1 في المائة، إلى 39.27 دولار للبرميل عند التسوية، وعلى أساس أسبوعي، هبط برنت 7 في المائة.
وجرت تسوية الخام الأمريكي بتراجع 1.67 دولار، أو 4.3 في المائة، إلى 37.05 دولار، وبانخفاض أسبوعي 8 في المائة، والخامان القياسيان كلاهما منخفضان للأسبوع الثاني على التوالي.
وأثار إعلان ترمب إصابته هو والسيدة الأولى ميلانيا ترمب بكوفيد – 19 موجات بيع في أسواق الأسهم حول العالم، كما زاد الضغط على السوق بفعل تنامي المعروض.
وقد أفادت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة بأن شركات الطاقة الأمريكية زادت حفارات النفط والغاز العاملة في الأسبوع الأخير، وهو مؤشر على أن زيادة في المعروض قادمة.
وأظهر مسح أجرته “رويترز” أن إمدادات الخام من منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” زادت في أيلول (سبتمبر) 160 ألف برميل يوميا مقارنة بمستواها قبل شهر.
والزيادة في الأساس نتيجة ارتفاع الإمدادات من ليبيا، التي زاد إنتاجها النفطي إلى 270 ألف برميل يوميا، وهي وتيرة فاقت سرعتها توقعات المحللين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock