عُمان تُطلق مشروع تطوير الواجهة البحرية في الخوير
من تصميم شركة زها حديد للهندسة المعمارية
الاقتصاد.مسقط
تم النشر في الأثنين 2024-03-11كشفت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان عن خططها لمشروع الواجهة البحرية المُطوّرة في وسط مدينة مسقط. وتولت شركة زها حديد للهندسة المعمارية مهمة وضع تصاميم مشروع وسط المدينة (الخوير داون تاون) وتطوير الواجهة البحرية، الذي يمتد على مساحة 3.3 مليون متر مربع بقيمة إلى 1.3 مليار دولار أمريكي.
ويضع التصميم القائم على الاستدامة جودة حياة سكان المشروع وزواره على رأس الأولويات، في مسعى لإعادة رسم ملامح العيش الحضري في السلطنة، لا سيما في ضوء التوقعات بزيادة عدد سكان مسقط بمقدار الضعف تقريباً، من 1.5 مليون نسمة إلى 2.7 مليون نسمة، بحلول عام 2040. وتتمتع المدينة بشعبية متنامية بين أوساط الزوار العالميين، إذ استقبلت ما يزيد عن ثلاثة ملايين سائح خلال العام الماضي. وينسجم تصميم شركة زها حديد للهندسة المعمارية مع هذا النمو المتسارع، ويهدف إلى تحويل المنطقة الإدارية والصناعية الحالية في مسقط إلى منطقة حضرية جديدة نابضة بالحياة وتحتضن ما يصل إلى 64,500 نسمة.
ويضم المشروع الجديد خمس مناطق رئيسية، وهي مرسى السفن، والواجهة البحرية الترفيهية بما فيها من شواطئ ومنشآت رياضية، والممر المائي، والحي الثقافي والمقر الوزاري. ويتميز المشروع بطابعه المزدهر والمستدام والمرن بيئياً، فضلاً عن مجتمعه النابض بالحياة على مدار الساعة، حيث يضم مناطق سكنية واسعة متعددة الاستخدامات تلبي احتياجات الهيئات الحكومية والشركات التجارية، إلى جانب مساحات للفنون والثقافة والترفيه.
ويرتكز مشروع تطوير الواجهة البحرية في الخوير على إرث مسقط الغني كميناء تاريخي عريق ويحمل الطابع المحلي لثقافتها، على أن يكون مرسى السفن الركيزة الأساسية للمشروع، بحيث يلبي احتياجات السكان والزوار والسياح على حدٍ سواء. ويحتضن المشروع باقة من وجهات الجذب، إلى جانب المساحات الخضراء والأماكن العامة الموزعة على طول الواجهة البحرية، بما فيها تجارب الطعام ومنافذ التجزئة الفاخرة ومرافق الصحة والعافية والفنادق والمساحات السكنية.
وعمِلت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان وشركة زها حديد للهندسة المعمارية بالتعاون مع شركة بورو هابولد العالمية للهندسة والتصميم والاستشارات، لتنفيذ استراتيجية مواد تتضمن تدخلات محددة للمساعدة على تحقيق المرونة المناخية والساحلية، بما في ذلك الحد من أي آثار قد تنجم عن الجزر الحرارية الحضرية وإدارة مياه الأمطار وحواجز الأمواج. ويمنح هذا المشروع الأولوية لإعادة استخدام المواد، بما في ذلك مواد البناء المعاد تدويرها والتوريد المسؤول، علماً أنه سيجري إعادة تجهيز المباني داخل مقر الوزارة وإعادة استخدامها من خلال برنامج يقوم على أعمال التجديد.
ويقدم المشروع الواعد مجتمعاً مدمجاً وصديقاً للمشاة، بينما تشجع مبادئ التنمية الموجهة نحو النقل على استخدام خدمات النقل العام مع توفير روابط جيدة مع خدمات النقل العابر وتركيز خاص على وسائط النقل الذكي، بما في ذلك النقل بالسكك الحديدية الخفيفة والنقل السريع بالحافلات ومركبات الأجرة المائية. كما يحفز المشروع أفراد المجتمع على المشي من خلال تظليل وتبريد الأماكن العامة، إلى جانب توفير البنية التحتية اللازمة لركوب الدراجات لتحسين جوانب السلامة وقابلية استخدام وسائط النقل النشطة، فضلاً عن الاستفادة من وفورات الكربون الناجمة عن الحد من استخدام المركبات الشخصية.
ويطمح المشروع لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من أشكال الطاقة المتجددة المتاحة في المكان، مع وضع الطاقة الشمسية على رأس أولويات استراتيجية التصميم بهدف الحد من الطلب على الطاقة وترشيد استهلاك المياه في المباني والمساحات الخضراء. ويستهدف المشروع تحقيق مكاسب صافية بنسبة 10% في التنوع البيولوجي، بالتوازي مع الحفاظ على الأنواع النباتية المحلية واستعادتها.
ويأتي هذا الإعلان بعد اختيار شركة زها حديد للهندسة المعمارية لتصميم المشروع في إطار 30 اتفاقية أخرى تم توقيعها مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان الشهر الماضي. وتتعاون الوزارة مع شركة سي بي آر إي كشريك استراتيجي مسؤول عن تنفيذ مشروع تطوير ناجح من حيث الجدوى المالية واحترام ثقافة المكان والتركيز على سكانه وزواره، مع وجود خطط لوضع إطار الحوكمة للجهة الإدارية المشرفة على المخطط الرئيسي للمشروع.
وجاءت العديد من العقود الموقعة في إطار بدء الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى من مدينة السلطان هيثم في ضواحي مسقط، علماً أنها تنضوي جميعاً تحت مظلة محفظة تتجاوز قيمتها 33 مليار دولار أمريكي من المشاريع الإنشائية التي تعتزم السلطنة إنشاءها خلال الفترة المقبلة. وتشكل جميع هذه المشاريع جزءاً رئيسياً من مساعي تحقيق رؤية عُمان 2040، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد وطني متطور ومتنوع ومستدام، وضمان التوزيع العادل لمكاسب التنمية بين المحافظات، وحماية الموارد الطبيعية والبيئة الفريدة للسلطنة. ومن المقرر أن تبدأ الأعمال في الموقع نهاية عام 2024.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، وزير الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان: “سيمضي بنا هذا المشروع المستقبلي قدماً نحو تحقيق رؤية عُمان 2040 ورسم ملامح المستقبل المستدام والمزدهر لشعب السلطنة. وسيُسهم المشروع في تحديد ملامح مسقط وعُمان بشكلٍ أوسع ليطرح وجهة جديدة تستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم في عاصمتنا الجميلة. وكلنا ثقة بقدرة هذا المشروع على تجسيد طموحنا لتحسين جودة حياة البشر والحفاظ على البيئة، فضلاً عن دوره في تأكيد التزامنا بالتعاون مع أبرز شركائنا العالميين خلال هذه الفترة من التطور والنمو غير المسبوقين في سلطنتنا العزيزة”.
ومن جانبه، قال باولو زيلي، مدير المشروع والمدير المساعد في شركة زها حديد للهندسة المعمارية: “سيندمج مشروع الخوير بكل سلاسة مع النسيج الحضري لمسقط، وسيكون بمثابة جسر يربط بين المناظر الطبيعية المطلة على بحر العرب وجبال الحجر المطلة على العاصمة العُمانية. وتم تصميم المشروع ليكون حلقة وصل بين المجتمعات المحلية والعالمية، حيث يعتمد رؤية مستدامة لمستقبل يحترم إرث مسقط التاريخي بكل تفاصيله”.
وبدوره، قال فيديريكو كاساني، الشريك والمدير العالمي للنقل والتنقل في شركة بورو هابولد: “يُعد المخطط الرئيسي لمنطقة الخوير مثالاً استثنائياً للتميز الهندسي متعدد التخصصات على مستوى تصميم المناطق. ونضع جودة حياة المجتمع المحلي وحماية البيئة في صميم كل أعمالنا، ونفخر بما قدمناه لهذا المشروع من حلول متقدمة ومبتكرة، بما فيها من حلول التنقل المستدام والطاقة المتجددة والمناخ المحلي والهندسة البحرية. ونشهد لحظة تاريخية بالنسبة لعُمان ويسرنا أن نلعب جزءاً محورياً من جهود تحقيق هذه الرؤية على أرض الواقع”.
ومن جهته، قال كارلوس كاستيلو، رئيس قسم الاستشارات الاستراتيجية في شركة سي بي آر إي: “تسرّنا المشاركة في هذا التحالف المتفرد لتنفيذ المشروع الرائد الكفيل بإعادة رسم ملامح مسقط وترسيخ مكانتها كمرجعية عالمية ووجهة رائدة للعيش والعمل والزيارة. ويتسم دورنا المحوري في المواءمة بين تصميم المخطط الرئيسي والعناصر التجريبية والإنتاجية الاقتصادية منذ البداية بأهمية بالغة لنجاح هذا المشروع المبتكر. ونتطلع بحماس للمشاركة في هذه العملية بما يضمن نقل الإرث الثقافي إلى المستقبل ليكون مرجعاً للشعب العُماني والعالم بأسره