أخبار الاقتصادالأخبارعام

#طريق_الحرير يصل بين 60 دولة باستثمارات متوقعة تتراوح بين 4 و8 تريليونات دولار.

تم النشر في السبت 2019-02-23

غيرَ بعيدٍ مما حفظته كتب التاريخ بالأمس، وعلى تلك الخطى التي ازدهرت عصوراً في أعماق الجزيرة العربية، يعود طريق الحرير ناثراً غبار الأمس من فوق كتفيه، وحاضراً في حلّة جديدة وضعتها رؤية المملكة الشابة بين أيدي الصينين كتجديد ذكرى لأسلافهم الذين مروا من هنا.

«جازان» وعن طريق تأسيس شركة طريق الحرير السعودية التي أعلن عنها قبل أيام تساهم كإحدى الأذرع الاقتصادية الجديدة لرؤية المملكة، والتي ستساهم في جذب العديد من الاستثمارات الخارجية للمملكة، وزيادة الحركة التجارية فيها.

وأكد خبراء اقتصاديون أن هذه المبادرة ستعمل على تعزيز التجارة البحرية للمملكة من ميناء جازان، وتعدّ مورداً غير نفطي يضاف إلى اقتصادها.

وفي هذا الاتجاه يقول أستاذ العلوم الإدارية والمالية الدكتور سالم باعجاجه: يعد تأسيس شركة طريق الحرير السعودية في منطقة جازان مبادرة جيدة ومميزة، حيث ستعمل على جذب استثمارات الشركات الصينية للمملكة في مختلف المجالات زراعياً وسياحياً وصناعياً وكذلك خدمياً.

وذكر أن المبادرة سيكون لها الأثر الواضح إيجابياً في زيادة الحركة الاقتصادية للمملكة، كما أنها تعدّ مورداً جديداً غير نفطي بالإضافة إلى تعزيزها لحركة التجارة البحرية بالمنطقة.

من جهة أخرى قال المحلل المالي الدكتور سامي النويصر هذه المبادرة مميزة وستساهم بشكل كبير في التنمية المستدامة للمملكة عموماً، وخلق التوازن المطلوب بين المدن في المملكة.

وأوضح أن تأسيس شركة طريق الحرير السعودية ستدعم حركة الوظائف عبر خلق فرص جديدة، لا سيمّا أن المناطق الجنوبية للمملكة غنيّة بالقوى البشرية مما سيساهم -بطبيعة الحال- في خلق توازن بين المدن وتخفيف الضغط على المدن الرئيسة.

وأضاف النويصر التحالفات الاقتصادية مع الصين خطوة إيجابية، فالصين تعتبر قوة اقتصادية عالمية، فهي تتميز بالكفاءة العالية وقلّة التكاليف، ولا أدل على ذلك من غزوهم للاقتصاد العالمي بهذه المميزات، وفي نهاية الأمر نحن بحاجة إلى توفير العناية اللازمة والضرورية لهذه الاستثمارات وتوفير التسهيلات التي يحتاجها المستثمر الأجنبي لدينا في المملكة.

تجدر الإشارة إلى أن طريق الحرير لقب أطلق على مجموعة الطرق المترابطة التي كانت تسلكها القوافل والسفن بين الصين وأوروبا بطول 10 آلاف كيلومتر، والتي تعود بداياتها لحكم سلالة Han في الصين نحو 200 سنة قبل الميلاد.

وقد أطلق عليها هذا الاسم عام 1877 من قبل جغرافي ألماني لأن الحرير الصيني كان يمثل النسبة الأكبر من التجارة عبرها.

وقد كان لطريق الحرير تأثير كبير في ازدهار كثير من الحضارات القديمة، مثل الصينية والمصرية والهندية والرومانية، وهو يمتد من المراكز التجارية في شمال الصين، حيث ينقسم إلى فرعين.. يمرّ الفرع الشمالي عبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم حتى البحر الأسود وصولاً إلى البندقية.

أمّا الفرع الجنوبي فيمرّ عبر العراق وتركيا إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر سورية إلى مصر وشمال إفريقيا.

وقد توقف طريق الحرير كخط ملاحي للحرير مع حكم العثمانيين في القسطنطينية.

لكن مطلع التسعينيات بدأت محاولات لإنشاء طريق الحرير الجديد من بينها ما عرف بالجسر البري الأوروبي الآسيوي، الذي يصل بين الصين وكازاخستان ومنغوليا وروسيا ويصل إلى ألمانيا بسكك حديدية.وفي سبتمبر 2013، وضمن زيارة الى كازاخستان أعلن الرئيس الصيني عن خطة لتأسيس طريق حرير جديد يصل الصين بأوروبا عرف بـ One Belt, One Road يصل بين 60 دولة باستثمارات متوقعة تتراوح بين 4 و8 تريليونات دولار.ويستهدف المشروع تعزيز التجارة بين آسيا وأوروبا وإفريقيا إلى جانب التركيز على السلام العالمي والازدهار الحضاري لهذه الدولة.

ويعتبر مصطلح “طريق الحرير” حديث العهد نسبيا، ففي أواسط القرن التاسع عشر أطلق العالم الجيولوجي الألماني البارون فرديناند فون ريشتهوفن اسم “دي سيدينستراس” (أي طريق الحرير بالألمانية) على شبكة التجارة والمواصلات.

وينسب الفضل في إقامة طرق الحرير للجنرال زانغ كيان الذي فتح الطريق الأول بين الصين والغرب في القرن الثاني قبل الميلاد، وكان في بعثة دبلوماسية أكثر منها تجارية، فقد أرسل الإمبراطور ودي من سلالة الهان عام ١٣٩ قبل الميلاد زانغ كيان إلى الغرب لعقد تحالفات ضد شعوب غيونغنو، وهم الأعداء التاريخيون للصينيين، لكنهم قبضوا عليه وسجنوه. وأفلح في الهروب بعد ثلاث عشرة سنة وتمكّن من العودة إلى الصين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock