عاممقالات

ضرب سوريا واثارها على اسعار النفط والاستثمارات الأجنبية في المملكة

تم النشر في الأحد 2018-04-15

‏د. محمد سالم سرور الصبان

جاءت ضربة التحالف الغربي الاولى هذا العام والاخيرة والاخيرة رمزية غير رادعة لا تسمن ولا تغني من جوع. وكانت هي لحفظ ماء وجه أمريكا بعد ان أرعد وازبد واستعرض الرئيس ترمب بان الردع العسكري مميت للنظام السوري وحلفائه!!؟؟؟ هل هو تخوف أمريكي من روسيا ام تتعمد ان تبقي الامور حالها؟؟

وسألتني قناة دبي فجر اليوم بعد ان ايقظتني من النوم عن رأي في تأثير هذه الضربة على اسعار النفط العالمية فأجبت بالتالي:
‏١- محدودية الضربة والإعلان انه لن تكون هنالك ضربات لاحقة، تؤدي آلى تحقيق بعض التهدئة في الاسواق. خاصة وان الضربة جاءت في عطلة الاسواق
وبافتتاح الاثنين سيخف اَي اثر على الاسواق خاصة وان ارتفاعات اسعار النفط الأسبوع الماضي قد أخذت في اعتبارها احتمالات الضربة الامريكية.

‏ ٢- قد تستمر بعض تخوفات الاسواق لفترة من الزمن مما يبقي اسعار النفط عند مستوياتها الحالية او اعلى بقليل، لكن ما تلبث ان تأخذ في الانخفاض التدريجي لتعكس اساسيات السوق

‏٣- اذا صعّدت روسيا في مجلس الأمن، وقامت بتحدي الغرب، فسيصيطر الخوف على الاسواق مرة اخرى وتبدأ في الارتفاع لكن حتما لن تتجاوز مستويات 72-75$ للبرميل قبل ان تنخفض بانخفاض الصخب السياسي.

التخوف هو لو كانت هنالك ضربة ثانية وتحولت الى حرب إقليمية بمشاركة ايران وروسيا
فان اسعار النفط سترتفع الى اكثر من مستويات السبعين دولار، وقد تصل مؤقتا الى اكثر من ١٠٠$ للبرميل، خاصة لو تم تخريب حقول نفط او منشاءات بترولية في دولة كبرى منتجة للنقط مثل ايران وغيرها.
٤- الضربة فجر اليوم لا توحي بأية ضربات اخرى قادمة وحتى لو ارتفعت اسعار النفط مؤقتا،
‏فإنها ستعود تدريجيا الى مستويات الستينات لتعكس اساسيات السوق النفطية. اما ما يظهره بعض وزراء اوبك من سعادة بأسعار النفط الحالية وأنها بسبب اوبك، فإنها مغالطة، والكل يعرف ان الارتفاعات هي بسبب العوامل الجيوسياسية لاغير، وبهدوئها تهدأ بل تتراجع الأسعار وهذا هو الواقع.

اما بالنسبة للاستثمارات الأجنبية في المملكة وتأثرها بالضربة، فإنها تتبع نفس المنهجية السابقة، حيث سيكون هنالك تخوف من ازدياد المخاط، ولكن مع عودة الهدوء وعدم تكرار الضربة، فان الثقة ستعود تدريجيا للمستثمرين الأجانب، خاصة اذا وٌجدت الحلول النهائية للعديد من مشاكل المنطقة.
وفِي الفترة القصيرة القادمة، قد تحتاج المملكة الى تقديم بعض المزايا الإضافية للمستثمرين الأجانب ، والقيام بحملة إعلامية منظمة لتبيان ان لاخوف على المستثمرين في المملكة من جراء الضربة او الضربات على سوريا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock