“شتاء طنطورة” يختتم فعالياته للموسم الأول
تم النشر في السبت 2019-03-02
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، المنظم الرسمي لفعاليات مهرجان “شتاء طنطورة”، عن اختتام الموسم الأول من المهرجان، والذي انطلق في 13 ربيع الأول 1440 هـ الموافق 20 ديسمبر الماضي، بعد أن شهد إقبالًا كبيرًا من جمهور عريض من مختلف الفئات العمرية والجنسيات من جميع أنحاء العالم ليرسخ ويُحيي التراث الإنساني والثقافي الفريد والغني الذي تتمتع به العلا.
وقد استقبل “شتاء طنطورة” أكثر من 37 ألف زائر من 72 دولة حول العالم، واشتمل على سلسلة من الأنشطة الثقافية والتراثية والعروض الفنية والرياضية المستوحاة من تراث العلا التي تعتبر موطنًا للآثار والتراث الطبيعي والثقافي في شمال شبه الجزيرة العربية، وملتقى العديد من الثقافات والحضارات على مر العصور.
وقدم “شتاء طنطورة” تجربة لكل الحواس من خلال مجموعة متنوعة من البرامج الترفيهية والثقافية، منها الرحلات الاستكشافية للمواقع الأثرية والتراثية والطبيعية، إلى جانب العروض الثقافية العالمية التي أحياها فنانون عريقون ممن تركوا بصمتهم في مجال الفنّ عربيًا وعالميًا. ووفر الفرصة للزوار لاستكشاف سوق الحرف اليدوية المحلية، وفنون الأداء الشعبية والعروض الضوئية والنوافير التفاعلية. كما قدم المهرجان مجموعة من الأعمال الفنية لفنانين سعوديين وأتاحة الفرصة للزوار لقاءهم والتعرف على أعماهم. وكذلك تجربة المأكولات الأصيلة في المطاعم الشعبية المنتشرة في المنطقة والجولات الزراعية، حيث تمكّن الزوار من قطف الفاكهة والخضروات واكتساب المعرفة حول تاريخ الزراعة في جميع أنحاء المنطقة.
كما أقامت الهيئة الملكية لمحافظة العلا “كأس خادم الحرمين الشريفين لسباق القدرة والتحمّل 2019” بالشراكة مع الاتحاد السعودي للفروسية، وهو سباق من فئة النجمتين ومعترف به من قبل الاتحاد الدولي للفروسية لمسافة 120 كلم، شارك فيه 234 فارسًا من 12 دولة من حول العالم، وتحديدًا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت وسلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان وفرنسا وإسبانيا والأوروغواي وإيطاليا. بحيث أصبح واحدًا من أهم السباقات في المنطقة، حيث وصلت قيمة جوائزه إلى 15 مليون ريال سعودي (4,2 مليون دولار أميركي)، وهي أكبر جائزة مالية في العالم لسباقات القدرة والتحمّل. وشهدت البطولة توافد أكثر من 5 آلاف من المهتمين برياضة سباق الخيول من مختلف أنحاء العالم.
وتضمنت فعاليات شتاء طنطورة أيضًا “مهرجان المناطيد”، الذي استقطب أكثر من 500 زائر استمتعوا بسماء العلا التي تزينت بالعشرات من المناطيد زاهية الألوان، ما أضفى المزيد من الروعة على أفق المنطقة وعلى التشكيلات الصخرية الساحرة هناك.
وقد ساهم المهرجان في تعزيز النمو الاقتصادي في المحافظة، وكذلك في تنمية المجتمع المحلي وزيادة فرص العمل لأهالي العلا الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في المهرجان، لا سيما أن “شتاء طنطورة ” بات يمثل موسمًا اقتصاديًا تنمويًا يساعد في تعزيز الحركة الاقتصادية ويتيح الفرصة لأبناء وبنات العلا للمساهمة في النمو الاقتصادي للمنطقة.
وحول النتائج التي حققها “شتاء طنطورة”، قال عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا: “أتوجه بداية بالشكر والعرفان إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله وأيده، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا – حفظه الله، وذلك على إنشاء ودعم الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتسخير كل الإمكانات لإحياء التراث الإنساني في هذه البقعة المهمة من العالم. وأتوجه بالشكر الجزيل لسمو محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، لقيادته فريق الهيئة وما قدمه من جهود جبّارة ودعم واهتمام كبير لتطوير محافظة العلا”.
وأضاف المدني: “يسرنا الإعلان عن عزمنا عقد النسخة الثانية من فعاليات شتاء طنطورة العام المقبل، بعد أن حقق المهرجان نجاحات متتالية هذا العام، بداية بالمبادرات العالمية والدولية ككأس خادم الحرمين الشريفين لسباق القدرة والتحمّل 2019، مرورًا باستضافته لكوكبة من الفنانين والموسيقيين من حول العالم على مسرح مبنى مرايا العالمي، وانتهاءً بالبرامج الترفيهية المتعددة التي لاقت إقبالًا مذهلًا. وتساهم الهيئة الملكية لمحافظة العلا من خلال مثل هذه المبادرات في تحقيق أهداف رؤية 2030، من خلال تطوير المنطقة لجذب 2 مليون زائر، ما سينتج عنه مساهمة بنحو 120 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي الإجمالي و38 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2035”.
وتعد العلا واحدة من أعظم عجائب الدنيا، حيث يُحيط بها الجمال الطبيعي والآثار الرائعة التي تشهد على عظمة الإنسان وجهوده التي امتدت على مدى آلاف السنين. وتُعتبر هذه المنطقة واحدة من أفضل المواقع التراثية المحفوظة في العالم، وموطنًا للعديد من الحضارات القديمة. وكانت العلا العاصمة المختارة للحضارة الدادانية واللحيانية منذ القرن السادس قبل الميلاد على الأقل، بالإضافة إلى كونها موقعًا مهمًا للنبطيين.
وقد تم فتح هذه المواقع التراثية والتاريخية لزوار مهرجان شتاء طنطورة ليكتشفوها ويتعرّفوا إلى تاريخها وجمالها الطبيعي، وتم إغلاقها فور انتهاء المهرجان لاستكمال الدراسات اللازمة وعمليات التطوير والتأهيل والمسح الأثري والتنقيب، وذلك لحفظ وصون التراث الطبيعي والثقافي في المحافظة. وتود الهيئة الملكية لمحافظة العلا التنويه بأنه سيتم فتح المواقع التراثية والأثرية ضمن خطة مرحلية تشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات في المحافظة والتي سيتم الإعلان عنها قريبًا إلى حين الافتتاح الرسمي للوجهة السياحية واستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم في عام 2020.
كما سعدت الهيئة الملكية لمحافظة العلا باستضافة جميع ضيوف وزوار مهرجان طنطورة في منطقة عشار، وتود التنويه عن إغلاق المنطقة بما يشمل “منتجع عشار” ومبنى “مرايا”، ولكن سيتم الإعلان عن العديد من الأنشطة الممتعة قريبًا، كما تعمل الهيئة الملكية بكل جهد للاستفادة من تجارب الزوّار من داخل المملكة وخارجها، وترحب باستقبال اقتراحاتهم لكي يقدموا كل ما هو جديد ومبتكر في المواسم المقبلة.
وتتوجه الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالشكر لأهالي العلا، على كل ما قدموه وبذلوه من جهود وخدمات مشرّفة لإنجاح المهرجان، إذ كانوا الداعم الرئيسي لجعل المحافظة الوجهة الثقافية الجديدة للعالم.
جدير بالذكر أن جميع مواقع “شتاء طنطورة” غير مفتوحة حاليًا للزوار حتى إشعار آخر، وللمزيد من المعلومات ولمتابعة جميع أخبار الفعاليات يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.WinterAtTantora.com