تم النشر في السبت 2017-01-07
معتصم الفلو
السائح السعودي هو مستهلك مثل أي مستهلك للمأكولات والمشروبات والملابس، فهو يستهلك المنتجات السياحية عبر شراء التذاكر وحجز الفنادق والجولات السياحية. وبالتالي، فإن له كامل الحق الذي يتمتع به بقية المستهلكين في العالم من حيث الحفاظ على صحته والحرص على حصوله على السعر العادل وغير ذلك من الحقوق التي تجتهد الأنظمة والقوانين الإنسانية في ابتكارها وتحديثها. لكن، هناك شيء واحد ينقص السائح السعودي، وهو معرفة مستويات الأمان في الوجهات السياحية التي يود الذهاب إليها؛ حتى لا يتعرض لأخطار تمس حياته ومن يرافقه.
في ليلة رأس السنة الجديدة، حصلت فاجعة خطيرة في اسطنبول التركية، عندما أقدم أحد الموتورين على هجوم مسلح، راح ضحيته 39 روحًا بريئة، بينهم مجموعة من المواطنات والمواطنين. وبعيدًا عن الجدل العقيم حول طبيعة المكان، إذا ما كان مطعمًا أو ملهى ليليًا، فإن مايهم هنا هو زهاق تلك الأرواح بلا ذنب اقترفته؛ لأن الإرهاب واحد والجريمة لا تتجزأ بتصنيف المكان.
وهنا تظهر الحاجة الحقيقية، إلى “مؤشر الأمان السياحي” بشكل ملح أكثر من أي وقت مضى. هذا المؤشر لا يستهدف دولًا دون أخرى، بل هو مؤشر يستند إلى أسس علمية محضة، فهو يرصد معدلات الجريمة أو الإرهاب أو السطو المسلح أو الأمراض القاتلة أو سريعة العدوى.
وهنا لا أتحدث عن البلدان التي تعاني من حروب أهلية أو تلك التي تتفشى فيها أمراض خطيرة بشكل فجائي. فالسلطات السعودية تتجاوب بشكل سريع مع تلك الحالات، فمثلًا، نصحت السلطات السعوديين بالحذر عند التوجه إلى لبنان قبل عامين تقريبًا، ومنعت التوجه إلى بلدان تشهد حروبًا أهلية مثل سورية والعراق، كما يذكر البعض تحذيرات السفر المشددة عندما اجتاح فيروس إيبولا دول غرب أفريقيا عام 2014. كما أنني لا أتحدث عن الدول التي شهدت جرائم فردية ضد المواطنين السعوديين.
المقصود بمؤشر الأمان السياحي أنه مرصد ذو طبيعة مؤسساتية يصدر ويحدّث بشكل شهري أو ربع سنوي، ويواكب جميع المتغيرات الأمنية والصحية التي تحدث في الدول التي يؤمها السعوديون للسياحة بمختلف أنواعها. ويضم هذا المؤشر عدة بنود، تشمل:
1- الأمن الجنائي: مدى انتشار معدلات الجرائم الجنائية كالخطف والقتل والاغتصاب
2- الأمن الصحي: مدى تفشي الأمراض التي تحمل أخطار العدوى كإنفلونزا الطيور أو زيكا أوالإيدز وغيرها
3- الأمن ضد مخاطر الإرهاب: مدى تعرض الدول لاختراقات الإرهاب
4- توقعات الكوارث الطبيعية: مدى سلامة البلاد وجاهزيتها عند حصول كوارث طبيعية
5- تحديد المناطق التي تشهد توترات ضمن البلد نفسه: قد تتعرض بعض الدول إلى تمرد أو عصيان مسلح في مناطق محددة، ولكن بقية المناطق آمنة
وبالتأكيد، لا يتدخل المؤشر في خيارات وجهات السياح أو تفضيل وجهات على أخرى طالما أن السفر مسموح به إلى تلك الوجهات.
ولعل التعاون بين هيئة السياحة ووزارة الخارجية قد يكون مدخلًا لإصدار مؤشر من هذا النوع، فالأولى تملك الإحصائيات والدراسات والثانية مسؤولة عن الحفاظ على مصالح السعوديين في الخارج. فالهدف النهائي لهذا المؤشر هو الحفاظ على سلامة المستهلك السياحي من أخطار الموت أو الإصابة لاسمح الله.
نتمنى رحلات آمنة وسعيدة لجميع السياح السعوديين في كل مكان!