اقتصاد العالم

تنافس بين شركات الطيران الكبيرة والصغيرة لمصلحة الطيارين

الاقتصاد.الوكالات

تم النشر في الجمعة 2023-02-17

أعلنت شركة ميسا إيرلاينز الأسبوع الماضي أنها ستدفع 110 آلاف دولار مكافأة توقيع للطيارين الذين ينضمون إليها، إضافة إلى تقديم مسار وظيفي متسارع للوظائف المرموقة الأعلى أجرا. كانت هذه آخر هجمة في معركة الصناعة على مواهب مقصورة القيادة، التي تحسن أجور الطيارين لكنها تساهم في زيادة سوء الخدمات للمجتمعات الصغيرة.

تطير شركات النقل الإقليمية في مسارات أقصر إلى مدن بعيدة بطائرات تحتوي على مقاعد أقل من تلك التي تستخدمها شركات نقل مثل يونايتد أو دلتا إيرلاينز أو أميركان إيرلاينز، تمتلك شركات الطيران الرئيسة بعض الشركات الإقليمية، بينما تطير شركات أخرى مثل “ميسا إيرلاينز” أو “سكاي ويست إيرلاينز”، المدرجة في البورصة، بموجب عقد مع شركائها الأكبر.

الشركات الإقليمية هي الأقل دفعا للطيارين، بينما تتصدر شركات النقل الرئيسة سلم الأجور في الصناعة، وأصبحت العلاقة بين الاثنين معقدة أكثر، حيث تقتنص شركات النقل الرئيسة الموظفين من الشركات الإقليمية لحل مشكلة النقص في موظفيها.

جوناثان أورنستين، الرئيس التنفيذي لميسا، قال للمستثمرين الأسبوع الماضي “من الواضح أننا مررنا بمرحلة صعبة. نحن مركزون للغاية على الإنتاج التجريبي”.

في الأعوام العادية يخسر الناقلون الإقليميون نحو 20 في المائة من طياريهم للناقلين الرئيسين، لكن في العام الماضي النسبة كانت أكثر من الثلثين. ساهم نقص الطيارين في تقليص الخدمات الجوية في المدن الأصغر، حيث فقد 161 مطارا أكثر من واحدة من كل أربع رحلات تجارية بين 2019 و2022، وفقا لرابطة شركات الطيران الإقليمي.

عدد الطيارين القليل يمكن أيضا أن يزيد الضغط على شركات الطيران منخفضة التكلفة مثل “فرونتير إيرلاينز” و”سبيريت إيرلاينز” لتدفع لطياريها أكثر وتحافظ على هوامش أرباحها برفع رسومها. رئيس يونايتد التنفيذي، سكوت كيربي، ذكر الشهر الماضي أن نقص الطيارين يؤدي إلى زيادة نفقات العمالة لشركات الطيران منخفضة التكلفة ويجعلها أقرب إلى تلك الخاصة بشركات النقل الرئيسة.

قال “على الأرجح، العصر الذي كانت فيه رحلة من لوس أنجلوس إلى كابو (سان لوكاس، المكسيك) تكلف أربعة دولارات، ومن نيويورك إلى فلوريدا سبعة دولارات، ومن هيوستن إلى أمريكا الوسطى تسعة دولارات أصبح أمرا من الماضي”. أضاف “الأمر يرجع لشركات الطيران الأخرى لتقرر كيف تسعر المنتج. لكنني متأكد للغاية أنه ليس لديها يد فيما يحدث لهيكل تكاليفها”.

ووفقا لكيت داربي، مستشار في مجال الطيران، إمداد الطيارين تقلص خلال العقدين الماضيين، لكنه لم يصل قط إلى أن يصبح أزمة لأن الطلب على السفر الجوي، وبالتالي على الطيارين، انخفض بعد أحداث 11/9 وأزمة 2008 المالية.

استنادا إلى أحدث البيانات المتاحة من مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، كان ما يقارب 81300 طيار يعملون لدى شركات أمريكية في 2021. انخفض المجموع 4 في المائة في 2019، قبل أن يوجه كوفيد – 19 ضربة مجددا للطلب على السفر. على الرغم من توجيه الحكومة الأمريكية لشركات الطيران بعدم فصل العاملين عندما تسلمت 63 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب، إلا أنها استمرت في تشجيع الطيارين على التقاعد المبكر أو أخذ إجازة طوعية.

في 2021، عاد المسافرون إلى السماء في الولايات المتحدة، وارتفع الطلب أكثر العام الماضي. ووظفت أكبر شركات الطيران الأمريكية 13 ألف طيار تقريبا في 2022. كان الرقم أكثر من ضعف الرقم القياسي للتوظيف على الإطلاق، وفقا لداربي ـ جاءوا من شركات الطيران الإقليمية.

على وجه الخصوص، اقتنصت شركات النقل الشبكية الطيارين الذين لديهم ساعات طيران أكثر، مقارنة بالطيارين المساعدين، المعروفين باسم الضباط الأوائل. يجب أن يجمع الضابط الأول 1000 ساعة طيران بجانب القبطان لكسب المكانة الأعلى.

ندرة الطيارين في الشركات الإقليمية جعلت من الصعب تشغيل جداول كاملة لأن كل رحلة تحتاج إلى قبطان. وقلة الرحلات الجوية تجعل من الصعب على الضباط الأوائل اكتساب الخبرة اللازمة للترقية.

قال داربي “نحن من وضعنا أنفسنا في مشكلة. الأمر مثل أكل صغارك”.

تخدم شركات النقل الإقليمية ثلثي المطارات الأمريكية، مع اعتماد ولايات مناطق الغرب الأوسط والسهول المرتفعة بشكل خاص على خدماتها. تربط الرحلات المجدولة المجتمعات في تلك المناطق بالعالم الأوسع وتدعم الاقتصادات المحلية.

لكن المطارات الصغيرة تشهد انخفاضا في الخدمات استمر عقدين بسبب عدد سكانها المتناقص وتكلفة وقود الطائرات والاندماج في الصناعة. تسارع الانخفاض خلال جائحة فيروس كورونا وبين 2018 و2022 انخفض عدد المطارات التي لديها رحلات مجدولة 2 في المائة إلى 556 مطارا.

بدأت معركة رواتب طياري الشركات الإقليمية في يونيو 2021، عندما رفعت “أمريكان إيرلاينز” الرواتب في ثلاث شركات إقليمية تابعة لها، “إنفوي إير” و”بيدمونت إيرلاينز” و”بي إس إيه إيرلاينز”. تم دفع 90 دولارا في الساعة للضباط الأوائل المعينين حديثا ـ زيادة بلغت 70 في المائة، مقارنة بـ 53 دولارا للساعة سابقا. تستمر الزيادة في الأجور حتى آب (أغسطس) 2024، وأضافت الشركات التابعة أيضا ما يصل إلى 150 ألف دولار مكافأة للطيارين الذين وقعوا وتمت ترقيتهم.

قالت سافانثي سيث، محللة في ريموند جيمس، إن “أميركان إيرلاينز” تراهن على أن الزيادة ستحل مشكلات التوظيف لديها، لكن بدلا من ذلك قامت شركات طيران إقليمية أخرى بتقليدها. الآن تتغلغل الزيادات في الأجور في الصناعة. صوت الطيارون في سبيريت، شركة نقل منخفضة التكلفة، لمصلحة صفقة هذا الشهر من شأنها أن ترفع الأجور 34 في المائة على مدى عامين. وتوصلت “دلتا” إلى اتفاق مع قادة النقابات لعقد من شأنه أيضا أن يرفع الأجور 34 في المائة على مدى أربعة أعوام. سيصوت الطيارون حتى الأول من آذار (مارس) على ما إذا كانوا سيصدقون على الصفقة.

لا تزال نطاقات الأجور موجودة بين شركات النقل الإقليمية ومنخفضة التكلفة والرئيسة، حسبما قالت سيث، لكن “الفجوات بدأت بالتقلص قليلا”. ستشكل أجور الطيارين إلى جانب التكاليف الأخرى، كالوقود، ضغطا على شركات الطيران منخفضة التكلفة لترفع الرسوم.

“إذا كان هيكل تكاليفك أعلى، فلا يمكنك تقديم تلك الرسوم المنخفضة، لأن عليهم الصمود في نهاية المطاف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock