الكاتب شمس في مقال حصري .. حتي لا تدمع العين علي أرامكو

الدكتور محمد محمود شمس

لقد كان الإقتصاد السعودي خلال النصف قرن الماضي يعاني  جراء  توصيات و خطط عشوائية حتي جاء ما كنا ننتظره من زمن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله الذي  يحمل رؤي طويلة الأبعاد وعميقة الأهداف 2030 يحب أن يستمع بتركيز من الجميع ولا يستاء إذا تعارضت أفكاره مع من يستمع له. وهذة خصلة يندر وجودها في الرجال فهو إبن سلمان.
فبالأمس الإثنين الخامس من شهر فبراير 2018 تلقت أسواق الأسهم العالمية ضربات موجعة خسرت خلال اربعة ايام متتالية نحو 4$ ترليون وإنهارت علي إثرها مؤشرات عالمية حيث انخفض مؤشر داو جونز Dow Jones في يوم تداول واحد فقط نحو 1,175 نقطة ليهوي الي نحو 24,345 نقطة ملتحفا بشركات عملاقة منها شركات بترول عالمية الأمر الذي نتج عنه انخفاض أسعار البترول. و قد ساعد علي إنخفاض أسعار البترول ارتفاع إنتاج البترول الأمريكي الي 10 مليون برميل باليوم بجانب النشاط الهائل في التنقيب علي البترول الصخري. ولقد كان زيادة النمو الإقتصاد العالمي خاصا بأمريكا الأثر الكبير في انهيار أسعار الأسهم حيث كان لإنخفاض معدل البطالة بأمريكا الي 4.1 % وزيادة أجور العمال الأثر الكبير في التخوف من ارتفاع معدل التضخم ومن ثم ارتفاع أسعار الفائدة. ويعتبر إرتفاع معدل التضخم العدو الأول لأسواق الأسهم لأنه يقلل من قيمة أرباح المساهمين وينكمش علي إثره الاستثمار وبالتالي النمو الإقتصادي.
أرامكو …
وهنا ستكون شركة أرامكو عند إكتتابها وطرح أسهمها بأسواق الأسهم العالمية معرضة لنفس المتغيرات العالمية سلبية كانت أو إيجابية حتي لو كان نسبة الطرح فقط 5% أو أقل. فإرتفاع أسعار الفائدة تبعد المساهمين عن أسواق الأسهم بما فيها أسهم أرامكو وتجذبهم الي شراء السندات ذات الأرباح العالية و والمخاطر القليلة. أما ارتفاع سعر الدولار فيقلل من الطلب علي البترول.
الجدير بالذكر أن إنخفاض أسعار أسهم الشركات المساهمة يقلل من قيمتها السوقية فتنكمش تداولات اسهمها و ترفض البنوك تمويل مشاريعها وإقراضها.
إن إكتتاب شركة أرامكو قرار إستراتيجي علي درجة عالية من الأهمية و كذلك الخطورة Risk. وأعتقد أن الدولة لديها ما يبرر قرارها.