السعودية تستضيف مجموعة العشرين
تم النشر في الثلاثاء 2019-12-17
د امين ساعاتي
تسلمت المملكة ابتداء من الأول من كانون الأول (ديسمبر) 2019 رسميا رئاسة مجموعة العشرين لعام 2020، وبهذه المناسبة قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في معرض كلمة بليغة «إن السعودية تعلن للعالم تفاؤلها وسعيها إلى تمكين مجموعة العشرين لعام 2020 من إيجاد بيئة حيوية للوصول إلى مبادرات تحقق آمال الشعوب في كل أنحاء العالم»، وأكد أن مجموعة العشرين هي بمنزلة منتدى عالمي يناقش الإصلاحات لخير كل قارات العالم، ولذلك فإن هدف المنتدى اقتراح حلول فعالة لكل المشكلات التي يتعرض لها العالم، وأثنى على أداء المنتدى في العقد الماضي وقال «إنه أدى دورا فاعلا في معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية، ونجح في وضع إصلاحات تدعم النمو وتحقق التنمية، كما أن الأداء كان موفقا في إيجاد بيئة مناسبة للتعاون الدولي، ولا سيما أن العالم باستخدام التقنية الحديثة أصبح يزداد ترابطا يوما بعد يوم».
وفي ظل التحديات المشتركة التي بات المجتمع الدولي يعانيها، أكد خادم الحرمين الشريفين أن التعاون الدولي أصبح ضرورة ملحة لتجاوز التحديات وتحقيق آمال كل شعوب العالم، ومن هذا المنطلق أكد أن المملكة تؤمن بفاعلية العمل متعدد الأطراف للتوصل إلى توافق ذي منفعة متبادلة هدفها إيجاد فرص متاحة لخير البشرية وتحقيق التقدم لكل شعوب الأرض.
وأضاف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قائلا في مناسبة استضافة السعودية لمجموعة العشرين لعام 2020:« لدينا في مجموعة العشرين مسؤوليات وفرص مشتركة لتطوير التعاون إلى آفاق جديدة، ويجب علينا جميعا استثمار ذلك لتمكين الإنسان، وتمهيد الطريق للجميع نحو مستقبل أفضل، والعمل على سن سياسات اقتصادية مستدامة لحماية الإنسان من التحديات التي باتت تهدد الحياة فوق كوكب الأرض».
ومن ناحيته أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أن رئاسة السعودية لمجموعة العشرين لعام 2020 فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية عند استضافتنا لدول العالم، وأضاف أن السعودية تلتزم خلال رئاستها لمجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا، وتعزيز التوافق العالمي، وسنسعى جاهدين بالتعاون مع الشركاء في المجموعة إلى تحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل، واستطرد ولي العهد قائلا، «تقع السعودية على مفترق الطرق لثلاث قارات هي آسيا، إفريقيا، وأوروبا، وباستضافة المملكة لمجموعة العشرين سيكون لها دور مهم في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونحن نؤمن أن هذه فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية عند استضافتنا لدول العالم في المملكة».
وتعتزم المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين لأول مرة في تاريخها وضع أهم القضايا الدولية على منصة الحوار الأممي بين الدول الـ20 الأعضاء، ومن العناوين التي تقترحها المملكة قضايا النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، ودعم الابتكار، والرعاية الصحية، وقضايا الشباب، وتمكين المرأة من المشاركة والمساهمة التنموية، وتطوير موارد الطاقة البديلة والمتجددة، وإزالة عوائق انسياب التجارة الدولية، والأمن الغذائي والمائي في العالم.
وأوضح أن أجندة المملكة التي ستطرحها على مجموعة العشرين يمكن إيجازها في ثلاثة محاور رئيسة هي:
– تهيئة الظروف والأسباب التي تمكن جميع الأفراد، خاصة النساء والشباب من المشاركة المجتمعية والعمل في كل ما من شأنه بناء الأمم وتحقيق ازدهارها.
– الحفاظ على كوكب الأرض من خلال دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي والمائي، وحماية المناخ من التلوث والتوسيخ، وتوفير أسباب البيئة النظيفة فوق كوكب الأرض.
– تصميم استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لدعم الابتكار وتشجيع ونشر التقدم التكنولوجي من خلال مشاريع وبرامج الثورة الاصطناعية الرابعة ودعم الأعمال الرامية إلى استخدام التقنية لتحقيق التقدم في ربوع المجتمعات بوتيرة أسرع وأجود.وعن العنوان الكبير الذي اقترحته المملكة على مجموعة العشرين لعام 2020، فإن السعودية ارتأت تنسيق العمل المتعدد الأطراف تحت عنوان “اغتنام فرص القرن الـ21 للجميع”، والتعامل بفاعلية سريعة مع القضايا الملحة، وضمان طرح وجهات النظر الدولية بكل نزاهة وشفافية، وتستعد المملكة للمشاركة بفاعلية مع جميع الدول من أجل تعظيم القيم المضافة وطرح الحلول الفعالة لخير البشرية والإنسانية.
واضح مما سبق أن حكومة المملكة تراهن على أن هذا الانعقاد لمجموعة العشرين سيكون من أنجح الجولات، وأن السعودية حريصة على أن تخرج الدورة بمجموعة قرارات ومشاريع ستفيد الإنسانية إلى حد كبير، فـ”الرؤية السعودية”.. هي رؤية طموحة، رؤية تبحث عن أمن واستقرار وسلام العالم بكل إخلاص وجدية.
إننا جميعا نرحب بانعقاد منتدى مجموعة العشرين لعام 2020 في العاصمة الرياض، ونؤكد أن المملكة ستقدم رؤية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والدول النامية عموما بشكل مشرف، وستسعى ما وسعها الجهد بأن تكون هذه الدورة من أنجح دورات مجموعة العشرين.
عن الزميلة صحيفة الاقتصادية