مقالات

الذهب يتعرض للضغط وسط التضخم العنيد وعلامات صحة الاقتصاد الأمريكي والإشارات المتباينة من الشرق الأوسط

سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com

تم النشر في الخميس 2024-10-31

يتعرض الذهب لبعض الضغط ويميل إلى التراجع لما دون 2780 دولاراً للأونصة وذلك بعد المكاسب التاريخية التي أوصلته إلى 2790 دولاراً.

تحركات الذهب تأتي مع العناد الذي أظهره التضخم على المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي في قراءة سبتمبر وعودته إلى التسارع، إضافة إلى مجموعة من الأرقام التي تعزز من الصورة الصحية للاقتصاد الأمريكي مما يقلل من حالة عدم اليقين الاقتصادي. كما أن الحديث المتزايد عن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان من شأنه أن يمنع الذهب من تحقيق المكاسب بالاستفادة من علاوة المخاطر الجيوسياسية.

حيث تسارع نمو مؤشر أسعار الانفاق الشخصي الاستهلاكي الأساسي من 0.2% إلى 0.3% على أساس شهري في سبتمبر، وهذا ما يتوافق مع توقعات المحللين. في حين قد تماسكت القراءة السنوية عند 2.7% خلافاً للتوقعات بتباطؤها إلى 2.6%. 

أضف إلى ذلك، فقد تسارع نمو الانفاق الشخصي إلى 0.5% على أساس شهري وهذا ما قد تفوق على التوقعات بنمو بنسبة 0.3%. علاوة على نمو الدخل الشخصي بنسبة 0.3% من 0.2%.

هذه الأرقام تأتي بعد أرقام ADP الأفضل من المتوقع للتوظيف غير الزراعي علاوة على أرقام الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثالث. ففي حين أن الاقتصاد الأمريكي كان قد نما بوتيرة أبطء من المتوقع في الربع الأخير إلا أن نمو الانفاق الاستهلاكي للربع الثاني على التوالي وبأسرع وتيرة لم نشهدها منذ الربع الأول من العام الفائت عند 3.7% يوحي بليونة هذا القطاع الذي ساهم في القدر الأكبر من النمو وذلك على الرغم من بيئة أسعار الفائدة المرتفعة نسبياً. هذا يضاف إلى نمو الانفاق الحكومي للربع الثاني على التوالي أيضاً وتسارع ملحوظ لنمو الصادرات بنسبة 8.9%.

جملة تلك البيانات في المحصلة قد أضعفت قليلاً احتمالية قيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في يناير من العام المقبل بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن هذه الاحتمالية لا تزال أعلى من 43%، وفق CME FedWatch Tool. في حين لم تتغير التوقعات حول نحو جوهري فيما يخص اجتماعي نوفمبر وديسمبر حيث من المتوقع تخفيض المعدلات بربع نقطة مؤية في اكل اجتماع.

في حين أن سوق السندات قد أظهرت تحركات محدودة اليوم وذلك قد يكون على ضوء الارتباك الذي تعيشه الأسواق مع ترقب المزيد من البيانات الاقتصادية ونتائج الانتخابات الرئاسية إضافة إلى ترقب تطور العوامل الجيوسياسية. حيث لا يزال العائد على سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام يحوم بالقرب من 4.3% كما أن مؤشر ICE BofAML U.S. Bond Market Option Volatility Estimate Index (MOVE)، الذي يقيس الخوف في سوق السندات، لا يزال بالقرب من أعلى مستوياته هذا العام وهذا ما يعكس حالة عدم اليقين المرتفعة للغاية في سوق الدخل الثابت.

أما على الجبهة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، يتزايد الأمل حول إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وذلك بعد التقدم الجوهري الذي أحرز في المفاوضات ما بين حزب الله وإسرائيل في الساعات الأخيرة وفق ما نقله موقع آكسيوس عن مسؤولين أمريكيين. هذا التفاؤل عبر عنه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالقول الأمس أن يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق في الساعات أو الأيام القادمة. إضافة إلى حديث الرئيس القبرصي بعد لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه يعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق خلال أسبوع أو أسبوعين. 

كما قد أبدى مسؤولون أمريكيون شكوكاً حول إمكانية هذا الزخم في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال قبل الانتخابات في الولايات المتحدة، وفق CNN. ذلك أن نتنياهو ينتظر معرفة هوية الرئيس المقبل.

كما لم يتضح موقف تحالف اليمين المتطرف في إسرائيل والذي كان دائماً رافضاً لأي اتفاق من شأنه أن يوقف الحرب سواء في لبنان أم غزة. ذلك أن وزراء هذا التحالف يلوحون باستمرار بالاستقالة مما قد يسقط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

أيضاً، في المقابل من هذا التفاؤل، فقد نقلت CNN عن مسؤول وصفته برفيع المستوى بأن إيران تخطط لشن هجوم على إسرائيل وصفه بأنه “حاسم ومؤلم” وذلك في إطار الرد على الهجوم الأخير عليها والذي حذرت إسرائيل من القيام به. في حين أشار المصدر إلا أن إيران قد تشن هذا الهجوم في اليوم السابق للانتخابات.

هذه المخاوف حول عودة التصعيد للتفاقم في مقابل التفاؤل بوقف إطلاق النار من شأنه أن يغذي حالة عدم اليقين الذي يلف الانتخابات الرئاسية ويجعل سوق الذهب أكثر وتقلباً. ذلك أن عودة سلسلة الهجمات والهجمات المضادة من شانه يوسع حدود الصراع الحالي ليمتد ويشمل دولاً أخرى في الإقليم وسلاسل امداد النفط المتدفقة من الإقليم مما سيترك أثره في الاقتصاد العالم، وهذا قد يساهم في إعادة تغذية التيار الصاعد للذهب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى