التوعية الصحية و أزمة كورونا _ كوفيد ١٩ في المملكة العربية السعودية
تم النشر في الثلاثاء 2020-05-12
د. نوف العمودي
قامت المملكة العربية السعودية بعدة إجراءات إحترازية في خدمة المواطن و المقيم لتهيئة ظروف صحية مُلائمة للفرد و المجتمع في ظل ظهور الأزمة و الجائحة العالمية المفاجئة كورونا كوفيد ١٩ ، و التي أصابت جميع الدول بالهلع و الذعر ، فبدأت كل دولة في وضع خطة سريعة و استعداداتها، لقد شهدنا كثيراً في الأيام الماضية في وسائل الإعلام المرئي و مختلف المدن و مدن العالم المتقدم ورؤساء الدول بتقارير يومية و تزويد مواطنيهم يومياً بموجه من الخوف التي تدخل القلق على أنفسهم و أنفس العالم فما بالك بمن يقطن داخلها. كانت إجراءات و خطط كل دولة في مواجهة الفايروس العالمي مختلفة، و مؤشرات يومية بتدهور الاقتصاد و تدهور النظام الصحي ومنهم من قد استسلم للجائحة، و الآخر ممن اختار أسلوب الوعيد و الاستعداد لخسارة أهله، في ظل هذه الظروف جاءت مملكتنا الحبيبة التي كانت سباقة عالمياً في اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية منذ اليوم الأول ، و ملكنا العظيم سلمان بن عبد العزيز، و الذي خاطب شعبه و مقيميه على الاستعداد لأيام قادمه صعبة سنتخطاها معاً بعون الله، كان ذلك الحوار لغة وصل بينه وبين من يقطن مملكته رسالة بالغة الشفافية، رسالة حب من أب لأبناءه رسالة طمأنة وثقة و تكاتف في أصعب الظروف .
شهدنا جميعاً تكاتفاً لا مثيل له من قبل، فرداً مواطناً مقيماً حكومةً وشعباً أياماً لن تُنسى اتخذت فيها إجراءات حازمة من تعليق العمرة والصلوات، تعليق الدراسة، تعليق الحضور لمقرات العمل بهدف تقليل المخالطة.
إن توعية وزارة الصحة متمثلة في وزيرها و المتحدث الرسمي لها، كانت عالية الشفافية والوضوح منذ بداية الأزمة وحتى الآن ، فاليوم وما نحن عليه الآن من تماسك في النظام الصحي و انخفاض نسب الوفيات و انخفاض الحاجة إلى العناية المركزة وتوفر العديد من أجهزة التنفس وعدم الوصول إلى أعلى قمة المنحنى الوبائي يعتبر إنجاز محفوف بجهودات المملكة متمثلة بوزراة الصحة في تطبيق استراتيجية محددة وذلك بالفحص الميداني النشط و العزل المبكر و السعي إلى قطع سلسلة العدوى، والتوعية الميدانية و المرئية وعبر جميع أوجه التواصل، و جنود الصحة في مواجهة هذه الحرب الشرسة و أيضاً السبب الأول يعود لوعي المواطن و المقيم لحماية نفسه و أهله وبلده .
و بالتعاون مع جميع الجهات الأخرى في تطبيق كافة الاجراءات الاحترازية وصلنا إلى وعي كامل مبشر بالخير بإذن الله فالأمر متروك لتصرف الفرد الآن.
بقي قوله : إن كل فرد تحت سماء المملكة هو الجندي المسؤول الأول في هذه الأزمة العالمية و وعي الشعب و إلتزامه كان ومازال مطلب فكُلنا مسؤول.