الاتجاه العالمي نحو فتح الاقتصادات .. هل يدفع المستثمرون للتخلص من عملات الملاذ الآمن؟
تم النشر في الأربعاء 2020-06-03
توقع تقرير حديث أن يتسبب الاتجاه العالمي نحو فتح الاقتصادات خلال الفترة المقبلة، في أن يتخلص المستثمرون من عملات الملاذ الآمن التقليدية، وعلى رأسها الدولار الأميركي الذي شهد انتعاشة قوية مقابل سلة عملات العالم منذ ظهور أزمة كورونا وتحوّلها إلى جائحة عالمية.
وأوضح بنك “غولدمان ساكس” أنه في الوقت الذي من السابق لأوانه توقع “الهبوط الصريح والمستدام للدولار نظراً لتوازن المخاطر الدورية”، فإن سياسة الـ”شورت سلينغ” للدولار يبدو أنها أصبحت جذابة في بعض أزواج العملات. ويشير مصطلح انتهاج مراكز بيعية أو الاقتراض بغرض البيع إلى مراهنة المستثمرين على هبوط العملة عبر اقتراضها ثم بيعها في السوق مع تعهد إعادتها للمقرض لاحقاً والاستفادة من فارق البيع والشراء.
وأشار البنك الأميركي إلى عمليات إعادة فتح الاقتصادات حول العالم، والإشارات الضعيفة لارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، وتشجيع الإجراءات السياسية مثل التقدم في صندوق الانتعاش الأوروبي، وهو برنامج اقتراض بقيمة 750 مليار يورو (834.1 مليار دولار) مصمم للمساعدة في دعم الاقتصاد الأوروبي وسط تأثيرات الوباء. كما سلّط البنك الضوء على عملة النرويج باعتبارها في وضع جيد للتفوق خلال الفترة المتبقية من أزمة “كوفيد-19”.
الدولار يواصل النزيف مقابل سلة العملات
في سوق العملات، واصل الدولار الأميركي خسائره مقابل سلة من العملات الرئيسة خلال تعاملات أمس الاثنين، بعد بيانات اقتصادية، ومع التوترات الأمنية والسياسية في الولايات المتحدة. وأظهرت بيانات اقتصادية، اليوم الثلاثاء، تحسّن النشاط الصناعي في الولايات المتحدة لكن بأقل من التوقعات، في حين تراجع الإنفاق على البناء بأقل من المتوقع.
وتعرّضت العملة الأميركية لضغوط سلبية جرّاء بدء إعادة فتح الاقتصادات حول العالم، بالإضافة إلى التوترات الداخلية والتظاهرات المندّدة بمقتل المواطن “جورج فلويد”. وعلى الرغم من تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين أخيراً، لم يتخذ الرئيس دونالد ترمب أي خطوة ضد الصفقة التجارية المعقودة بداية العام الحالي، كما أشار الرئيس الأميركي إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات لتقليص الأعمال في هونغ كونغ.
وكانت العملة الأميركية قد قلصت خسائرها خلال التعاملات بعد أن كشف تقرير صحافي أن الصين أوقفت مشتريات بعض السلع الزراعية من الولايات المتحدة.
وفي وقت متأخر من جلسة أمس، انخفضت الورقة الأميركية الخضراء مقابل اليورو بنسبة 0.3 في المئة لتسجل 1.1130 دولار، كما تراجعت أمام نظيرتها اليابانية 0.2 في المئة مسجلة 107.62 ين. في ما تراجع الدولار الأميركي أمام الجنيه الإسترليني بأكثر من 1 في المئة مسجلاً 1.2475 دولار، بينما استقر مقابل العملة السويسرية عند 0.9612 فرنك.
وفي نفس الوقت، انخفض المؤشر الرئيس للدولار الذي يتبع أداء العملة الخضراء أمام ست عملات رئيسة بأكثر من 0.4 في المئة ليسجل 97.888، بعد أن سجل مستوى 97.821 في وقت سابق من التعاملات، وهو قرب أدنى مستوى مسجل منذ 12 مارس (آذار) الماضي.
وتشجع المستثمرون بقراءة مؤشر “كايشين/ماركت” لمديري المشتريات التي أظهرت تحسناً هامشياً لكن على غير المتوقع لأنشطة المصانع الصينية الشهر الماضي. وقال محللون من “آي.إن.جي” إن الباب أصبح مفتوحاً الآن على تراجع الدولار بعد أن ثبت أن الإجراءات الأميركية بشأن هونغ كونغ أقل خطورة مما كان يخشاه المستثمرون، ومع توقعات بأن أوبك+ ستمدد خفض إمدادات النفط مما سيدعم العملات المرتبطة بالسلع الأولية.
توترات تجارية تضغط على سوق الأصول الآمنة
وفي سوق المعادن التي تعدّ إحدى أسواق الأصول والملاذات الآمنة، تحوّلت أسعار الذهب للهبوط عند تسوية تعاملات أمس الاثنين، مع ارتفاع الأسهم بعد جلسة متقلّبة وسط ترقب التوترات الأمنية والسياسية في الولايات المتحدة.