مقالات

الأسواق الأمريكية تستعد لبداية أسبوع خاسرة مع ترقب بداية فرض التعرفات الجمركية

سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com

تم النشر في الثلاثاء 2025-02-04

تتراجع العقود الأجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية على نحو ملحوظ في التعاملات الباكرة ما قبل الافتتاح. حيث تنخفض العقود الأجلة E-miniلمؤشر S&P 500 بأكثر من 1.5%.

خسائر الأسهم الأمريكية القادمة تأتي مع ترقب بدء فرض التعرفات الجمركية الواردة إلى الولايات المتحدة من الصين وكندا والمكسيك، والتي ستدخل حيز التنفيذ هذا الاسبوع.

تعكس هذه الخسائر أيضاً مخاوف المستثمرين من الأثر المحتمل لهذه التعرفات على الاقتصاد الأمريكي. هذا ما قد بدأ دونالد ترامب بالاعتراف به في تغريدة له الأمس عندما قال إن الولايات المتحدة قد تواجه بعضاً من الألم بسبب التعرفات.

هذا الألم قد يتخذ أشكال عديدة ومنه الارتفاع المحتمل للأسعار في الولايات المتحدة بما سينعكس في النهاية على المستهلك إضافة إلى أن التعرفات هذه ستجر إجراءات انتقامية من الدول الثلاثة تلك – ومن سيليها – عبر فرض رسوم مضادة وفرض قيود على السلع المصدرة من الولايات المتحدة. في حين تبدو المنتجات الزراعية والكحولية والسيارات الأمريكية من بين أبرز مستهدفات الإجراءات الانتقامية تلك والتي تم التهديد بها فعلاً وفقاً لنيويورك تايمز.

كما نقلت التايمز عن خبراء بأن الألم الناتج عن تصعيد الحرب التجارية سيتمثل في تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار وشل الصناعات الأمريكية علاوة على جعل الصين مركزاً تجارياً عالمياً أكثر قوة.

في حين أن المخاوف الصعودية للتضخم من شأنها أن تبقي الاحتياطي الفيدرالي أكثر حذاراً بشأن وتيرة خفض سعر الفائدة هذا العام. فحتى ما قبل الحرب التجارية، كان التضخم آخذاً في التسارع ولم تعد الأسواق تتوقع خفضاً للمعدلات قبل يونيو المقبل. فيما أن تعزيز المخاوف حول بقاء المعدلات مرتفعة مطولاً قد يفاقم من العوامل السلبية الضاغطة على سوق الأسهم للتراجع.

في المقابل من هذه المخاوف، فإن تبلور الأثر السلبي في الاقتصاد الأمريكي نتيجة لهذه الحرب التجارية قد يكون عاملاً رادعاً لترامب لخفض التصعيد. كما أن ترامب يحب مشاهدة سوق الأسهم الصاعد كما لاحظناه من خطاباته وتغريداته خصوصاً في فترته الأولى ويستدل به على قوة الاقتصاد الأمريكي، أما رؤيته له وهو يهبط باستمرار قد تجعله يعيد التفكير في قراراته.

قام بذلك فعلاً عندما سحب قرار تعليق المنح الفيدرالية الذي أثار حالة من الفوضى في الداخل الأمريكي على نطاق واسع. في حين أعتقد أن تكرر هذه الفوضة مع أي اضطراب محتمل لسلاسل التوريد من شأنه يعزز من فرضية تكرار سيناريو قرار تعليق المنح.

أضف إلى ذلك، فإن الاضطراب المحتمل الناتج عن هذه الحرب التجارية قد تجعل جميع الأطراف ملتزمة أكثر في التفاوض حول الشروط التجارية بما يجنبها “الألم”.

الصين بدورها تستعد لطرح عرضها على الإدارة الأمريكية لخفض التصعيد. وفقاً لوول ستريت جورنال، فإنها ستقوم بجملة من الإجراءات لخفض التصعيد التجاري ومنها محاولة إحياء اتفاق لم ينجح حول التزام الصين باستيراد 200 مليار دولار من السلع الأمريكي على مدار عامين إضافة إلى التعهد بتوسيع الاستثمار في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية وعدم خفض قيمة اليوان وتشديد قيود تصدير الفنتالين.

عليه، فإن تحقق ذلك السيناريو وخفض التصعيد أو بقاء الحرب التجارية ورؤية علامات على قدرة الاقتصاد والشركات على التأقلم من شأنه يعطي الراحة للأسهم الأمريكية ويعيد إحياء الاتجاه الصاعد مجدداً. استطاعت كبرى الشركات إظهار مرونتها بالفعل في مواجهة التشديد النقدي الممتد منذ العام 2022، والحرب التجارية ستكون اختباراً ثانياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock