اقتصاد أكبر من «درون» مارقة
تم النشر في الخميس 2019-05-30
بات جلياً أن أعين الارهابيين قد تسلطت على الاقتصاد السعودي، وبالتحديد في مجال النفط لتخريبه وتكبيد المملكة خسائر فادحة.
فمنذ أيام قليلة تعرضت ناقلتي نفط سعوديتين في ميناء الفجيرة الاماراتي إلى أعمال تخريب، حيث تشير كل أصابع الاتهام الى طهران، كما تعرضت اثنتين من أهم محطات ضخ لخط الأنابيب في وسط البلاد لهجوم إرهابي استهدفها بواسطة استخدام طائرات بدون طيار (درون)، وأدى الهجوم إلى نشوب حريق فيإحدى المحطات، إلا أن جهود رجال الإطفاء مكنت من السيطرة عليه سريعاً. والمحطتان تابعتان لشركة أرامكو في محافظتي الدوادمي وعفيف، وهما من المحطات الرئيسية المسؤولتان عن نقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي.
وقد أعلنت المليشيات الحوثية المدعومة من ايران مسئوليتهم بلا حياء في تنفيذ الهجوم الإرهابي على المملكة، غير مدركين أن اقتصاد قوي ومتين مثل الاقتصاد السعودي لن يتأثر بهجمات إرهابية، ولكن كعادته فإن اقتصاد المملكة شامخ في وجه الجميع ممن أرادوا الخراب بسبب قوته.
ويسعى الحوثي الذي تحركه طهران، من استهداف القطاع النفطي إلى إحداث أزمة في الاقتصاد السعودي الذي يعد الاكبر في الشرق الاوسط، وضرب الحالة النفسية للأسواق العالمية من خلال حالة عدم اليقين لأسواق الطاقة، وانعكاس ذلك وتأثيره الكبير على الاقتصادات العالمية.
لا أحد يشك للحظة أن استهداف الحوثي لقطاع النفط السعودي، هو مخطط ايراني مكشوف وأن الحوثي لا يعدو كونه “أراقوز” في أيادي معممي طهران، لذلك جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمتين طارئتين خليجية وعربية تعقدان اليوم الخميس في مكة لبحث تداعيات الهجمات التي ينفذها الحوثي بايعاز من النظام الحاكم الارهابي في طهران، وايضا تهديد إيران للملاحة في الخليج العربي. كما ستعقد قمة ثالثة للدول الاسلامية غدا الجمعة، ويتوقع ان يتم الخروج من هذه القمم الثلاث بموقف خليجي وعربي واسلامي موحد ضد التهديد الايراني للممرات المائية والملاحة الدولية فيها وحرية التجارة العالمية.
إن هذه الجرائم إنما تؤكد ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسوؤلياته تجاه ما يحدث، إذ أن الخطر الحقيقي لن ينتهي بعد، خاصة في ظل تواجد نظام الحكم في طهران، الذي يهدف لنشر الخراب وتدمير الاقتصاد العالمي من خلال ما تشنه من حملات هجومية لاستهداف مواقع النفط ومحطات الطاقة، وهو ما يتطلب تدخل دولي جاد وحقيقي للمواجهة والتصدي، فمن غير المقبول أن يقف العالم مكتوف الأيدي عن حماية مصالحه من مصدر تهديدللاقتصاد العالمي ولأمن الطاقة العالمية.نقلا عن مال