اقتصاد العالم

ارتفاع الطلب على النفط يصل إلى 1.3 مليون برميل يوميا .. وسط تحذيرات من ضيق المعروض

الاقتصاد.الوكالات

تم النشر في الأربعاء 2023-02-22

عادت مخاوف التباطؤ الاقتصادي لتلقي بظلال قوية على سوق النفط الخام، وسط توقعات تمسك الفيدرالي الأمريكي بسياسات مالية مشددة واستمرار رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم العالمي.
وبحسب بيانات دولية رسمية، تنتعش الآمال في تنامي الطلب في ضوء تخفيف قيود الإغلاق في الصين وتشير البيانات إلى أنه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي قفز الطلب العالمي على النفط الخام بنحو 1.3 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، بينما انخفض الإنتاج إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر بسبب انخفاض المعروض النفطي من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون، إن النمو في الطلب مدفوع بشكل أساسي بزيادة الاستهلاك في اليابان، إندونيسيا، وكوريا الجنوبية، إلى جانب إنهاء سياسات صفر كوفيد في الصين، حيث بلغ إجمالي الطلب 102 في المائة فوق مستويات ما قبل كوفيد في ديسمبر 2019.
وأوضح المحللون، أن أسعار النفط الخام تواجه ضغوطا هبوطية في ضوء استمرار بيانات عن ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية، موضحين أن المخزونات العالمية من النفط الخام والمنتجات المكررة زادت على نحو معاكس موسميا بمقدار 5.46 مليون برميل، ومع ذلك لا تزال المخزونات أقل بمقدار 354 مليون برميل من متوسط الأعوام الخمسة.
وفى هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، إنه بعد مرور عام تقريبا على الحرب الروسية – الأوكرانية لا يزال الأوروبيون يفكرون في اتخاذ خطوات جديدة لمعاقبة موسكو في محاولة لإنهاء الصراع، مشيرا إلى دخول عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط الخام الروسي حيز التنفيذ في ديسمبر الماضي، كما اتخذت إجراءات مماثلة بشأن المنتجات النفطية الروسية، ودخلت حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا الشهر، لافتا إلى أن تأثير هذه العقوبات ما زال محدودا في أسعار النفط الخام التي تميل أحيانا كثيرة إلى التراجع بسبب مخاوف الركود.
وعد أن فرض سقف سعري على النفط الروسي هو خطة حفزت الجانب الروسي على الرد بتخفيضات الإنتاج، كما يدور في الكواليس الأوروبية مناقشة تخفيض هذا السقف عن المستوى الحالي، وهو 60 دولارا للبرميل، وهو الاتجاه الذي تتبناه بولندا وعدة دول أوروبية أخرى، وقد تمكنت هذه الدول من الحصول على التزامات من الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في الحد الأقصى كل شهرين وتحديد حدود قصوى مستقبلية بنسبة 5 في المائة على الأقل أقل من متوسط أسعار السوق. من جانبه، يقول روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، إن تطورات الأزمة الروسية – الأوكرانية هي من العوامل الرئيسة المحركة للأسعار، موضحا أنه بموجب سقف الأسعار يجب على مشتري البراميل الروسية الالتزام بالسقف إذا كانوا يريدون استخدام خدمات الشحن والتأمين الغربية، لافتا إلى أن بعض الدول الأوروبية بدأت تضغط حاليا في اتجاه خفض سقف الأسعار إلى 30 دولارا للبرميل لتحجيم العائدات المالية الروسية.
وأشار إلى أن الاستثمارات النفطية تنتظر دفعة قوية بعدما حققت كثيرا من شركات الطاقة العالمية أرباحا قياسية في العام الماضي، موضحا أن شركتي “بريتيش بتروليوم” و”شل” أعلنتا عن أرباح سنوية قياسية بقيمة 23 مليار جنيه استرليني و32 مليار جنيه استرليني على التوالي لـ2022، وتعهدتا بإنفاق 18 مليار جنيه استرليني و25 مليار جنيه استرليني على التوالي خلال العقد الحالي على مشاريع طاقة محلية منخفضة الكربون وخالية من الكربون.
بدورها، تقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة “أجركرافت” الدولية، إن أغلب التوقعات الدولية تميل لمصلحة تمسك أعضاء تحالف “أوبك +” بأهداف الإنتاج التي تم تحديدها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بخفض نحو مليوني برميل يوميا من المستويات السابقة، مشيرة إلى أن هذه الرؤية الخاصة بالتحالف للسوق النفطية تأتي بسبب مخاوف الركود الاقتصادي ورغبة في دعم الاستثمارات النفطية الجديدة.
وأشارت إلى قرار “أوبك +” باستمرار النهج الإنتاجي نفسه سيتم التأكيد عليه – على الأرجح – مجددا في اجتماع نيسان (أبريل) المقبل للجنة المراقبة في التحالف وذلك على الرغم من توقعات صادرة عن بنك “جولدمان ساكس” ووكالة الطاقة الدولية تحذر من أن الأسواق ستشهد ضيقا في المعروض النفطي بشكل كبير في النصف الثاني من العام الجاري، خاصة مع توقعات خروج الصين بشكل كامل من الإغلاق السابق المرتبط بالجائحة الذي سيؤدي إلى تعافي استهلاك الوقود.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، انخفض خام برنت القياسي تعاملات أمس، على بشكل طفيف في ظل ارتفاع الدولار وترقب المتعاملين لإشارات من محضر أحدث اجتماعات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة، بعد أن أدى التفاؤل إزاء الطلب وسط شح الإمدادات إلى ارتفاع الأسعار.
وانخفض خام برنت 59 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 83.57 دولار للبرميل. أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لآذار (مارس)، فارتفع 78 سنتا أو 1.02 في المائة إلى 77.12 دولار في الساعة 01:46 بتوقيت جرينتش.
وصعد عقد غرب تكساس الوسيط لأبريل، وهو الأكثر نشاطا حاليا، 52 سنتا، أو 0.68 في المائة عند 77.07 دولار. وقالت تينا تينج، المحللة في (سي.إم.سي ماركتس)، “ارتفع الدولار وضغط على أسعار النفط في الجلسة الآسيوية، ما تسبب في تراجع أسواق النفط عن انتعاش الإثنين”.
ويقول محللون إن أسعار النفط قد ترتفع في الأسابيع المقبلة بسبب نقص المعروض وانتعاش الطلب، على الرغم من المعوقات على المدى القريب مثل رفع أسعار الفائدة الأمريكية.
وقال إدوارد مويا المحلل في أواندا إن الطلب الصيني على الخام الروسي عاد إلى مستويات بداية الحرب في أوكرانيا.
وأضاف “سيحاول الغرب الضغط على الصين والهند للبحث عن مصادر بديلة، الأمر الذي من شأنه أن يبقي سوق النفط في حالة شح”. وتخطط روسيا لخفض إنتاج النفط 500 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 5 في المائة تقريبا من إنتاجها، في مارس بعد أن فرض الغرب سقوفا لأسعار النفط والمنتجات النفطية الروسية. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق وأن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 48.23 دولار للبرميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock