“إياتا” نمو الشحن الجوي يستأنف تباطؤه في يونيو
تم النشر في الجمعة 2018-08-10
أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” البيانات المتعلقة بالأسواق العالمية للشحن الجوي، والتي أظهرت ارتفاع مستويات الطلب (الذي يقاس بطن الشحن لكل كيلومتر) بنسبة 2.7% خلال شهر يونيو 2018 قياساً بالفترة ذاتها من العام السابق.
ويعدّ ذلك إشارة واضحة عن حالة التباطؤ المستمرة التي يشهدها نمو الشحن الجوي، والتي بدأت في وقت سابق من عام 2018. واستقرت نسبة النمو خلال النصف الأول من عام 2018 عند 4.7%، أي أقل من نصف معدل النمو الذي تم تسجيله في عام 2017.
كما شهدت سعة الشحن المُقاسة بأطنان الشحن المتوفرة لكل كيلومتر، ارتفاعاً بنسبة 4.1% خلال يونيو 2018. ومنذ مارس، تجاوزت معدلات نمو سعة الشحن مثيلاتها بالنسبة للطلب في كل شهر.
ويمكن تحديد ثلاثة عوامل رئيسية دفعت لتحقيق التباطؤ هي:
- دورة إعادة التخزين، وسارعت خلالها الشركات نحو تعزيز مخزوناتها لتلبية الطلب، وانتهت في مطلع 2018. وظهر انخفاض واضح في أحجام الشحن الجوي منذ مارس.
- ونشهد اليوم تباطؤاً هيكلياً في ظروف التجارة الدولية على النحو الذي يظهره انخفاض مؤشر مديري المشتريات PMI) ) نحو أدنى مستوياته منذ 2016. وقد تحولت أوامر طلبات التصدير في المصانع إلى السلبية في الصين واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
- وأدى التباطؤ المؤقت لأسطول شركة “نيبون” للشحن الجوي خلال النصف الثاني من يونيو إلى تضخيم التباطؤ عبر اقتطاع ما يصل إلى 0.5 نقطة مئوية من معدلات النمو في يونيو.
وأكد ألكسندر دي جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي، يواجه قطاع الشحن الجوي العديد من التحديات نتيجة لاستمرار معدلات الهبوط فيه، وما زلنا نتوقع نمواً بنسبة 4% على مدار العام. إلا أن التدهور الذي تشهده التجارة العالمية يشكل مصدر قلق حقيقي”.
ونوه دي جونياك إلى أن قطاع الشحن الجوي بالرغم من أنه لا يتعرض إلى الزيادة الجمركية التي شهدها كامل القطاع مؤخراً، إلا أن تصعيد التوترات التجارية الذي سيؤدي إلى ’إعادة تنظيم‘ الإنتاج وتوحيد سلاسل التوريد العالمية قد يغير من التوقعات بشكل كبير نحو الأسوأ”.
الأداء الإقليمي
باستثناء أفريقيا، سجلت جميع المناطق في يونيو 2018 زيادة في أحجام الشحن الجوي على أساس سنوي، ولكن النمو البطيء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتي تمثل نحو 37% من إجمالي سوق الشحن الجوي، أدى إلى انخفاض معدل النمو العالمي.
وسجلت شركات الطيران الأوروبية زيادةً بنسبة 3.3% في أحجام الشحن الجوي خلال يونيو 2018، علماً أن ذلك ترافق مع ارتفاع سعة الشحن بنسبة 5.4%. كما يتأثر النمو بالتباطؤ الذي تشهده طلبات التصدير. وتم تخفيف قيود سلسلة التوريد، والتي غالباً ما يتم تخفيفها عبر الشحن الجوي. وفي النصف الأول من عام 2018، توسعت المنطقة بنسبة 4.1% على أساس سنوي.
وخلال يونيو، شهدت أحجام الشحن الجوي فيشركات الخطوط الجوية بمنطقة الشرق الأوسط نمواً بنسبة 3.8%، وبالرغم من اعتبارها بمثابة تحسّن واضح عن أرقام مايو عند 2.7%، إلا أنها ما زالت منخفضة قياساً بالمعدل المتوسط لخمس سنوات عند 9.5%. كما ازدادت سعة الشحن بواقع 4.5%. وخلال النصف الأول من عام 2018، بلغت نسبة النمو 4.3% على أساس سنوي، ومن المتوقع أن يبقى حجم النمو متواضعاً على مدى الأشهر المقبلة.
وشهدت شركات الطيران الأفريقية زيادةً في الطلب على الشحن الجوي بنسبة 8.5% خلال شهر يونيو 2018 قياساً بالفترة ذاتها من العام الماضي، وتراجعت السعة بنسبة 1.4%. ومن الصعب أن نكون إيجابيين إزاء الوضع الراهن في أفريقيا، حيث انخفضت معدلات الطلب الدولية المُقاسة بطن الشحن لكل كيلومتر بوتيرة عالية السرعة (-8.6%) منذ نحو تسع سنوات. ورغم أن معدل النمو السنوي بلغ 3.0% للنصف الأول من عام 2018، تتجه معدلات الطلب المُقاسة بطن الشحن لكل كيلومتر نحو الانخفاض بمعدل سنوي 20% تقريباً خلال الأشهر الستة الماضية، وتبدو ظروف الطلب ضعيفة على جميع الأسواق الرئيسية من القارة وإليها.